الدرون مركبة جوية غير مأهولة يتم توجيهها من بعد لتسلك مسارا معينا، لأداء مهام محددة وعادة ما تكون مزودة بآلات تصوير أو قذائف وتستخدم في الأغراض العسكرية للمراقبة والهجوم وفي المدنية لمكافحة الحريق ومراقبة خطوط الأنابيب. لقد غيرت هذه الطائرة طبيعة الحرب الجوية بحيث أصبح الجنود الذين يوجهونها بعيدون كل البعد ولمسافات قد تمتد لآلاف الأميال عن الخطر الحقيقي. التقرير التالي يوضح كيف يتم توجيه الدرونات من بريطانيا لتنفيذ مهام قتالية في أفغانستان. يقوم طيار تابع لسلاح الجو البريطاني بإطلاق طائرة بدون طيار"درون" في سماء أفغانستان وهو جالس أمام طاولة تنوء بحملها من الحاسوبات والشاشات التي تومض بلا انقطاع. ولا يفعل الطيار ذلك من ميدان المعركة بل يقوم بذلك من مسافة 8000 ميل داخل مركز عالي التقنية في إيست انجليا ببريطانيا. هذا المركز مخصص لتوجيه الدرونات المثيرة للخلاف لتسديد ضربات جوية بصواريخ من طراز "هيل فاير" Hellfire وقنابل موجهة بالليزر. ويبلغ ثمن "الدرون" أي المركبة الجوية غير المأهولة ( و إيه في) طراز Reaper (الحاصدة) 10 ملايين دولار. ويقوم "طيارون" من ذوي الدربة العالية من الفرقة الجوية البريطانية الثالثة عشرة بتوجيه الدرونات لتحلق على ارتفاع 50 ألف قدم في سماء إقليم "هيلماند" عبر الأقمار الاصطناعية من المركز السري للغاية، في وادينغتون بالقرب من لينكولن. وبينما هم جلوس داخل محطتين للتحكم في حجم حاويات الشحن البحري، يقوم جنود سلاح الجو بتوجيه الدرونات من بعد لدعم الجنود البريطانيين الذين يقاتلون حركة طالبان في أفغانستان. وتقلع هذه الطائرات التي تطير بدون طيار والتي لا يزيد حجمها عن طائرات رجال الأعمال الصغيرة، من مدرجات تقليدية في قندهار بجنوبي أفغانستان، ومن ثم تحلق في سماء ميدان المعركة لمدة 14 ساعة متواصلة حيث تقوم آلات تصوير متطورة بنقل صور حية عالية الدقة ومعلومات رادارية للقادة الميدانيين على الأرض. وبينما تقوم الدرونات بذلك في هدوء تام، فإنها تعمل على التنبيه إلى مكامن العدو والمتفجرات المرتجلة (قنابل تصنع بطريقة مرتجلة في المخابئ من مواد غير عسكرية وهي قادرة على التدمير أو الإعاقة أو الإزعاج أو تشتيت الانتباه وأبسط أنواعها قنابل الملوتوف وأخطرها تلك التي تحتوي على مواد كيميائية فتاكة) وترصد الأهداف الثابتة والمتحركة بما يساعد على التخطيط للضربات الجوية بمنتهى الدقة. الدرون يمكن أن يحلق في سماء المعركة لأربع عشرة ساعة لجمع المعلومات وبعد تلقي الإذن، تقوم الدرونات بإطلاق أسلحتها لتدمير الأهداف المرصودة، فوق أنها لا تحتاج إلا لثوانٍ معدودات للتعامل آنيا مع الأعداء، أثناء قيامهم بزرع القنابل على جنبات الطرقات، على سبيل المثال. وبدورها قامت الولاياتالمتحدة بإطلاق عدد لا يحصى من الدرونات في أفغانستان وكذلك في الباكستان واليمن ما أدى إلى مقتل الآلاف من أنصار القاعدة والمتطرفين الآخرين. ويؤخذ على هذه الطائرات أنها أحيانا تخطئ أهدافها وتقتل المدنيين. ونفذ سلاح الجو البريطاني 459 ضربة جوية باستخدام حاصداتها الخمسة خلال 54,000 ساعة من العمليات في أفغانستان. ويقوم سلاح الجو البريطاني أيضا بإدارة مركز تحكم شقيق بقاعدة كريش الجوية بالقرب من لاس فيغاس حيث يتم من هناك إطلاق درونات يبلغ طول الواحدة منها 11 مترا. الألعاب المدمرة بالإمكان إطلاق أنواع من الدرونات المسماة "صقر الصحراء"Desert Hawk باستخدام يد التحكم في الألعاب الاليكترونية. الجيش يستخدم لوحة التحكم في الألعاب في توجيه الحساسات البصرية الكهربية وتلك التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء. الدرونات عدة أنواع ومنها ما يمكن إطلاقه باستخدام حاسوب حضني "لاب توب" من معسكرات داخل أفغانستان. الدرونات من نوع "تارانتولا هوك" تحلق فوق المتفجرات المرتجلة، بينما تشبه الدرونات من طراز "بلاك هورنيت" البالغ طولها 16,8 سنتيمترا طائرة الهليكوبتر اللعبة. ويعمل الجيش البريطاني أيضا على إطلاق درونات من نوع هرمز 450 وهي طائرات ربوتية غير مسلحة يبلغ طول الواحدة منها 18 قدما وتستخدم في جمع المعلومات. بالإمكان أيضاً التحكم في الدرونات ميدانياً «الحاصدة» نفذت 459 ضربة جوية في أفغانستان طياران يستخدمان أيدي التحكم في توجيه الدرونات في أفغانستان من مركز التحكم في بريطانيا