استحضر الفنان التشكيلي ملفي عبدالله الشهري الحرف العربي كما استحضره غيره من الفنانين العالميين، أمثال: السويسري بول كلي (1879-1940) والفرنسي برنار، والتونسي نجا المهداوي والجزائري محجوب بن بللا، والسوري محمد غنوم، واللبناني وجيه نحله، فيما تنوعت موضوعات أعمال التشكيلي إبراهيم فايع الألمعي بين الطفولة رمزاً للسلام والطهر والنقاء، والخيل كرمز للأصالة، وبيئة عسيرية بكر بما عليها من عمارة تقليدية تدعو إلى التفاؤل والأمل. 35 عملاً تشكيلياً، تراوحت بين الحروفيات والأعمال التشكيلية التأثيرية، تختلف في الموضوع والتقنية في الأداء، شكلت قوام المعرض الثنائي لعضوي جسفت عسير "الشهري والألمعي" والذي افتتحه أمين عام المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بمنطقة عسير وأمين عام جمعية البر بأبها الشيخ محمد بن سعيد بن فحاس في بهو مركز عسير مول بأبها، أول من أمس، قدم خلاله الفنانان ما أطلق عليه مراقبون "بأنهما يعزفان على أوتار الحروفية والاتجاه التأثيري، لأن الحرف العربي قابل للتطويع وفق رؤى تشكيلية واسعة، فقد استطاع الشهري أن يوظفه في نصوصه البصرية برؤية معاصرة وأسلوب يخصه، وفق اتجاه حروفي يقول عنه الناقد شربل داغر بأنه فن إعادة النظر بالذات كما بالآخر، وبالفنون الغربية كما بالفنون العربية/الإسلامية، أي شكل ما من "عودة الوعي"، بل هي "نشأة" الوعي الجديد، وهو بحث تشكيلي يندرج في سياق تاريخي فني عربي، وهذا ما أعلنته أيضاً جماعة بغداد للفن الحديث". أما الألمعي فعند تناول أعماله لا بد من أن نستحضر عام 1874 وقصة معرض التأثيريين في (صالون باريس) الذي رفض بداية أعمالهم بحجة تعارضها مع الأعمال الكلاسيكية والواقعية، فكانت لوحة كلود مونيه المعنونة ب"تأثر بشروق الشمس" سبباً مباشراً في إطلاق اسم الجماعة باسمها "تأثر" أو "انطباع". أعمال الألمعي المسندية تظهر أثر النزعة التأثيرية (الانطباعية)، فكما كان العلماء خلال القرن التاسع عشر يبحثون عن علاقة الضوء بالألوان نجد أن الألمعي يبحث في ذات الاتجاه وفق رؤية معاصرة وتقنية لونية تظهر فيها أثر ضربات الفرشاة أو سكين الرسم فتحيل النص البصري إلى إيقاعات لونية مموسقة تعزف على إيقاع الماضي حنين الذكريات والشوق إلى تراث ما زال يعيش في دواخلنا. وعلى الرغم من تصويره لأبها المدينة بأزقتها وأسواقها الشعبية وعمارتها التقليدية، كل ذلك بتقنية معاصرة، إلا أننا نشم في نصوصه البصرية رائحة الماضي، وتراثاً أصيلاً نعيش تجلياته ونشتاق إلى العودة إليه.