ظل وسيظل الحفاظ على كرامة المرأة السعودية وصون عرضها هاجساً لكل مواطن سعودي غيور، وقد أولى ولاة أمرنا حفظهم الله منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وفي عهد أبنائه البررة من بعده المرأة اهتماماً خاصاً وشرعوا من القوانين والنظم ما يحميها ويجعل النيل منها خطاً أحمر، إيماناً منهم بدورها الحيوي في تربية النشء وتخريج أجيال صالحة تسهم في التنمية. ولكن.. رغم اهتمام الدولة بالمرأة في أعلى مستوياتها خاصة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي بلغت فيه المرأة شأواً عظيماً، ومع التطور الهائل في كافة المجالات وتسارع وتيرة الحياة وطغيان المادة وحاجة المرأة للعمل للعيش الشريف وفاءً لمتطلبات الحياة، باتت أكثر عرضة للمخاطر، وبدأت تطل على مجتمعنا السعودي المحافظ ممارسات دخيلة تروح ضحيتها كثير من الفتيات جراء استغلالهن من قبل أصحاب النفوس الضعيفة الذين يجيدون العزف على أوتار حاجتهن سواء للعمل أو المساعدة في العلاج أو غيرها لابتزازهن (جنسياً). ما دفعني لكتابة (رسالتي/ مناشدتي/ ندائي) إليك هو ما ظلت تتعرض له بعض الفتيات في الفترة الأخيرة التي تحول فيها الابتزاز (الجنسي) من مجرد ممارسة فردية دخيلة إلى ما يشبه الظاهرة، مما يستدعي الوقوف عنده وتناوله بشيء من الشفافية، وما تطالعنا به الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي من قصص ومآسي تدمي القلوب، لعل آخرها ما تم تداوله عن فتاة عشرينية تم استغلالها من قبل مسؤول بإحدى المدارس الأهلية بحجة توفير فرصة وظيفية لها واغتصابها هو ووالده وتصويرها ومن ثم ابتزازها بإجبارها على دفع مبالغ مالية والخروج معهما لقضاء نزواتهما متى ما طلبوا منها ذلك، وقد وُجدت بحوزتهم صور لفتيات أخريات وقعن ضحايا في شراكهما، وغيرها الكثير من المآسي وما خفي أعظم. لم يكن اختياري لك سيدي سمو وزير التربية خبط عشواء أو بمحض الصدفة إنما عنيتك لأنك أحد أبناء هذا الوطن الغيورين، ولو لم تكن كذلك لما نلت ثقة ولاة الأمر لإدارة شؤون الوزارة الأهم التي تعنى بتربية النشء وتخريج الأجيال الصالحة بغرس القيم الفاضلة في نفوسهم، وقبل ذلك وبعده لأن جل الفتيات اللاتي يقعن ضحايا للابتزاز (الجنسي) هن من الفئات العمرية الصغيرة، أي حديثات التخرج ممن تضطرهن الظروف للاستعانة بالآخرين. سمو وزير التربية والتعليم هذا الأمر (الابتزاز الجنسي/ التحرش الجنسي) كثيراً ما سلط أبناء الوطن الغيورون الضوء عليه نصحاً للمسؤولين رغم تباعد المسافات بينهم، وأنا هنا لست في موقع الناصح لأنكم أنتم أهل النصح ولكني أناشدك باسم كل الغيورين والغيورات على فتيات وطني والساعين لحمايتهن باعتماد (مقرر لا منهجي) بالتنسيق مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذات الخبرة الواسعة والجهود المقدرة في انتشال فتياتنا من براثن الاستغلال والابتزاز الجنسي، لحماية فتياتنا من خلال توعيتهن وتحذيرهن من الوقوع في شباك ضعيفي الوازع الديني والبعيدين عن قيمه الذين يتصرفون وفق ما تمليه عليهم شهواتهم، إضافة إلى إقرار تقديم دورات توعوية تكفل لهن كيفية التعامل مع كل من يحاول استغلالهن وابتزازهن جنسياً، خصوصاً وان غفلة الفتاة وثقتها الزائدة في من تطلب منه الخدمة وتساهلها معه هي التي تؤدي لنشوء علاقات غير شرعية بينهما ومن ثم تماديه في ابتزازها بشتى السبل ضماناً لاستمرار تلك العلاقة. وحماية فتياتنا من الابتزاز الجنسي لا تقتصر المسؤولية فيه على وزارة التربية وحدها فحسب ولكنها الحلقة الأهم، ولا بد من تضافر الجهود وتكامل الأدوار بين كافة الوزارات والجهات ذات الصلة، إضافة إلى المدرسة والمجتمع برمته، فضلاً عن الأسرة وضرورة القيام بدورها الرقابي والتوعوي لأبنائها. ورغم أن مثل هذه القضايا يعد من اللامطروق خصوصاً وان موضوع (الجنس) يتم التعاطي معه بمحاذير شديدة في مثل مجتمعاتنا، إلا أننا بتنا الآن أكثر حاجة من أي وقت مضى لطرقها، ولا أبالغ إن قلت إننا بحاجة لبرامج توعوية له أكثر من حاجتنا للبرامج التوعوية للتحذير من مخاطر التدخين.