أوصت ورشة عمل علمية بإجراء مزيد من الدراسات الميدانية الشاملة على قضايا الابتزاز والعمل على تحليل أسبابها للخروج بحلول علمية وعملية.. جاء ذلك في ورشة عمل نقاشية ضمن مقرر قضايا معاصرة في فقه الاحتساب لمنسوبي قسم الحسبة بالمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابع لجامعة أم القرى بعنوان "الابتزاز.. تعريفه وأنواعه وأسبابه وعلاجه" قدمها عدد من الدارسين وهم حسان المرداس وعبدالكريم آل رباح، ووجدي الحربي، بإشراف فضيلة الشيخ ناصر العلي الغامدي. وتطرقت الورشة النقاشية إلى أن الابتزاز ظاهرة من أبرز الظواهر الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي والعربي؛ في إشارة إلى أنها ظاهرة شغلت وسائل الإعلام والتي أصبحت تفرد لها المساحات بشكل مستمر لتروي قصصاً من هذا الواقع لاسيما التعدي على حقوق الآخرين واستغلالهم بغير وجه مشروع. واستعرض الباحثون جهود الهيئة في هذا المضمار حيث قامت الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ممثلة بمركز البحوث والدراسات عبر مختصين بدراسة مشكلة الابتزاز انطلاقاً من إحصاء الوقائع التي كثرت في السنوات الأخيرة، حيث أشارت الدراسة إلى أن صور تلك القضايا تجمع جرائم مركبة وتتنوع وتختلف بدءاً بالتهديد بإخبار الأهل أو الزوج بما يسيء للمرأة أو تهديدها بالفضيحة وتوزيع ونشر صورها أو التهديد بالتسجيلات الصوتية التي تستغل من قبل بعض ضعفاء النفوس في الإيقاع بالنساء. ومما تجدر به الإشارة أن حلقة النقاش أشادت بجهود الهيئة حيال قضايا الابتزاز؛ إذ تمكن أعضاؤها في مناطق عدة من معالجتها وافتكاك من وقع عليه أو عليها الابتزاز من المعتدين المبتزين، وتم التعامل معها بكل يسر وستر. وخرجت ورشة العمل بتوصيات واقتراحات للوقاية والعلاج من أبرزها تنمية تقوى الله والحياء، وتوعية المجتمع وتنمية الحس الأمني لدى المواطن واستشعار المسؤولية والتكامل في أداء الأدوار، وحث إدارات المراكز التجارية على تخصيص مكتب للهيئة داخل المراكز لتسهيل مهامها، والاستمرار في دعم الهيئات بما تحتاجه من زيادة الأعضاء وغيرها، وتوعية أفراد المجتمع بدور الهيئة في خدمة المجتمع والوقوف معها صفاً واحداً، والتوسع في إنشاء وتشييد الأسواق النسائية المغلقة حتى تأخذ المتسوقة راحتها في التسوق مع بني جنسها، وتشكيل لجان تقوم بجولات تفتيشية سرية على المشاغل النسائية حيث الصور والتصوير بالجوال، ولضمان التقييد بالأنظمة والضوابط المرعية، فضلاً عن أن تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية مشكورة التوسع في افتتاح مراكز الأحياء لتتعاون مع الجهات المعنية في الإصلاح والوقاية والمعالجة. وأكدت ورشة العمل على ضرورة نشر ثقافة المكاشفة والمصارحة داخل أفراد الأسرة عما يعتري الفرد من مضايقات ومواقف خاطئة، والتحذير من أخذ الصور في المناسبات والأعراس في الأوساط النسائية، فكم من صورة التقطت فتسربت وصارت محلا للفتنة وسبيلا للمساومة والابتزاز، والحد من الانخراط في المواقع المشبوهة بالشبكة العنكبوتية، وعدم التساهل في إرسال الفتيات لوحدهن إلى المحلات التجارية، والاهتمام بمرحلة البلوغ وتفهم الجوانب الشرعية لتلك المرحلة، فمن رب الأسرة ومحاضن التربية والتعليم يتعلم النشء، والتوسع في إنشاء قنوات فضائية محافظة تساهم في تعزيز القيم والسلوك الإيجابية، وإيجاد وظائف تناسب طبيعة المرأة في الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات الموثوقة بما يحفظ لها حياءها وكرامتها. يُشار إلى أن المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى يُعد وحدة أكاديمية مستقلة تقدم برامج علمية في مجال التخصص، وتعنى عناية خاصة بتأصيل فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتفتح نفسها على بقية التخصصات ذات الصلة بعمل المحتسب لتحقيق الرقي بمستوى أداء العاملين في هذا المجال علميًا وسلوكياً، إضافة إلى تقديم المعهد لمختلف الدورات التدريبية لقطاعات المجتمع المختلفة بعد أن أصبح المعهد جهة تدريبية مركزية معتمدة في وزارة الخدمة المدنية للبرامج الدينية.