دعت اليابان ودول جنوب شرق آسيا أمس السبت إلى حرية الملاحة الجوية والبحرية وحل المنازعات سلميا وسط مخاوف بشأن النفوذ العسكري للصين الذي أجج التوتر الأقليمي. وفجر إعلان الصين عن منطقة الدفاع الجوي التي تغطي جزرا في بحر الصين الشرقي تطالب اليابان بالسيادة عليها احتجاجات من جانب الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية. وتخوض الصين نزاعا إقليميا مع دول آسيوية أخرى على مناطق شاسعة في بحر الصينالجنوبي بما في ذلك المياه الإقليمية التي يزعم عدد من الدول الأعضاء في آسيان السيادة عليها. وكانت بكين قالت إنها قد تنشىء منطقة دفاع جوي مشابهة هناك أيضا. وذكر بيان صادر عن مؤتمر قمة اليابان ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في طوكيو "أكدنا على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار والرخاء في المنطقة ودعم الأمن والسلامة البحرية وحرية الملاحة والتجارة وممارسة ضبط النفس وتسوية الخلافات بالوسائل السلمية وفق المبادىء المعترف بها دوليا للقانون الدولي". ولم يشر البيان لمنطقة الدفاع الجوي الصينية الجديدة لكنه لمح لترحيب اليابان بالمشاورات بين آسيان والصين بشأن ميثاق شرف في بحر الصينالجنوبي. وتحظى الصين بوجود اقتصادي قوي في المنطقة ويحجم كثير من أعضاء آسيان عن تحدي بكين مباشرة. وأثار التوتر المتزايد مع الصين مخاوف من احتمال تصاعد أي حادث بسيط في المياه المتنازع عليها. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في مستهل اجتماع قمة طوكيو مع زعماء آسيان العشرة "أود بناء مستقبل لدول آسيا والمحيط الهادي يحترم فيه كل طرف ثقافات الطرف الآخر وبناء نظام اقتصادي لا يتحقق بالقوة بل اعتمادا على سيادة القانون وجهودنا". وواصلت وسائل الإعلام الصينية أمس الأول ردودها اللاذعة على انتقادات اليابان لمنطقة الدفاع الجوي وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن آبي سيسعى من جديد لإلقاء اللوم على الصين خلال قمة آسيان. وقالت شينخوا في تعليق باللغة الانجليزية "من المتصور أن أي شخص بنصف عقل فقط يدرك أن اليابان هي التي عمدت في المقام الأول إلى إشعال النار في المنطقة". وزار آبي جميع الدول العشر الأعضاء في آسيان في العام الذي أمضاه في سدة الحكم في إطار حملة دبلوماسية قدم من خلالها مساعدات ضخمة فضلا عن زيادة الاستمارات الخاصة المباشرة للشركات اليابانية سعيا لتفادي ارتفاع التكاليف ومخاطر محتملة من الصين. وأمس السبت أعلنت اليابان أنها ستقدم مساعدات تنمية رسمية بقيمة تريليوني ين (19.39 مليار دولار) لدول آسيان تشمل 300 مليار دولار للتعاون في مكافحة الكوارث. وقبل يوم منحت اليابانالفلبين 6.6 مليار ين لتوفير سفن لخفر السواحل إلى جانب قرض خاص بعد الإعصار الذي ضرب البلاد فضلا عن اتفاقيات لتبادل العملة مع خمس من دول آسيان. وتضم آسيان فيتنام وتايلاند وسنغافورة والفلبين وماليزيا وميانمار ولاوس واندونيسيا وكمبوديا وبروناي. على صعيد آخر ذكر الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي في بيان أن سفينة أمريكية تحمل صواريخ موجهة تبحر في المياه الدولية في بحر الصينالجنوبي اضطرت للمناورة الأسبوع الماضي لتفادي الاصطدام بسفينة صينية قريبة. وقال مسؤول بوزارة الدفاع الامريكية إن الحادث وقع أثناء إبحار السفينة الامريكية كاوبنز قرب حاملة الطائرات الصينية الوحيدة لياونينغ في وقت يتصاعد في التوتر في المنطقة في أعقاب إعلان بكين توسيع نطاق منطقة للدفاع الجوي إلى الشمال فوق بحر الصين الشرقي. وناورت سفينة حربية صينية أخرى قرب كاوبنز في الحادثة التي وقعت في الخامس من الشهر الجاري واضطرت كاوبنز لتفاديها منعا للاصطدام. وقال مسؤول الدفاع "في النهاية قاد اتصال ناجح بين الطاقمين الامريكي والصيني لأن تناور كل سفينة لضمان المرور بسلام." وقال الخبير الأمني كارل ثاير من أكاديمية قوات الدفاع الاسترالية إن الواقعة قد تكون الأخطر للبحرية الامريكيةوالصينية في بحر الصينالجنوبي منذ عام 2009. ونشرت صحيفة ستار اند ستريبز العسكرية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة ناقشت الحادثة الأخيرة على مستوى رفيع مع الحكومة الصينية.