دخلت الولاياتالمتحدة والصين أمس السبت في مواجهة بسبب القضية الشائكة المتعلقة بكيفية تسوية المطالب المتنافسة للدول الآسيوية بالسيادة على بحر الصين الجنوبي في احدث نقطة احتكاك بين القوتين. وابلغ الرئيس باراك اوباما رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو - الذي حذر بشكل غير مباشر واشنطن الجمعة بالبقاء بعيدا عن النزاع - بأن الولاياتالمتحدة تريد ضمان ان تظل الممرات البحرية مفتوحة وآمنة. واندلع التوتر في وقت سابق من العام الحالي مع مواجهات بحرية ساد التوتر اغلبها بين المطالبين بالسيادة ومن بينهم الصين على بحر تمر خلاله تجارة عالمية بنحو خمسة تريليونات دولار سنويا. وحذر مركز أبحاث استرالي في يونيو من ان التوتر قد يطلق شرارة صراع ربما تنجر إليه الولاياتالمتحدة وقوى أخرى. والتقى الزعيمان في جزيرة بالي باندونيسيا على هامش قمة شرق آسيا التي تضم 18 دولة ذات خلفيات سياسية وثقافية مختلفة لكنها تسعى الى تعزيز التعاون السياسي والاقليمي. وتطالب فيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي بأجزاء من بحر الصين الجنوبي بينما تطالب الصين بأجزاء كبيرة منه والتي ربما تحتوي على موارد قيمة من النفط والغاز. وتضغط دول جنوب شرق اسيا الى جانب الولاياتالمتحدة واليابان على بكين لايجاد سبيل للمضي قدما بشأن القضية المعقدة الخاصة بالسيادة الامر الذي دفع ون امس الاول الى تحذير «قوى خارجية» بأن تتوقف عن التدخل في اشارة مستترة الى واشنطن وطوكيو. ويتعلق المأزق الى حد بعيد بكيفية اجراء المحادثات. وتريد الصين عقد محادثات ثنائية مع دول اخرى تطالب بالسيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي لكن المطالبين من جنوب شرق آسيا والولاياتالمتحدة واليابان يضغطون من اجل محادثات متعددة الاطراف. والمشادة بين امريكا والصين بشأن بحر الصين الجنوبي هي احدث مواجهة بين الدولتين بينما يسعى اوباما في الاسابيع الاخيرة الى تأكيد وجود الولاياتالمتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادي لمواجهة النفوذ المتنامي للصين ثاني اكبر اقتصاد في العالم. واثارت الولاياتالمتحدة حفيظة الصين بالاعلان عن ان مصلحتها الوطنية في خطر في بحر الصين الجنوبي وطالبتها بضمان حرية الملاحة والتجارة. وترى الصين التواجد العسكري الأمريكي المتجدد في دول آسيا والمحيط الهادئ بأنه تهديد لنفوذها الإقليمي. وتضم القمة الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بالإضافة إلى الصين والولاياتالمتحدة وروسيا ونيوزيلندا والهند واليابان وكوريا الجنوبية. وأعلن أوباما الجمعة «نقل» 24 طائرة مقاتلة مستخدمة من طراز "إف 16" إلى إندونيسيا لتدعيم نظام دفاعها الجوي الضعيف. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) إن الطائرات سيتم تحديثها بأجهزة حاسوب متقدمة وأجهزة رادار وإلكترونيات طيران محسنة وقدرات لحمل والتعامل ميدانيا مع أسلحة وأجهزة استشعار متقدمة. وذكرت الوزارة أن هذه هي أكبر عملية نقل لمعدات دفاع في تاريخ العلاقات الأمريكية الإندونيسية. وتصر الولاياتالمتحدة على أنها لا تأخذ جانبا في النزاع ، لكنها تقول إن لها مصالح قومية في المنطقة باعتبارها دولة تطل على المحيط الهادئ. كما تقول الصين إنها تعارض مناقشة نزاعات بحرية في القمة، لكن أوباما قال الجمعة إن الاجتماع هو "ساحة رئيسية" لمناقشة قضايا مثل الأمن البحري.