تلقيت اتصالاً عن طريق الجوال من الشيخ إبراهيم ضيف الله مريع عضو جمعية تحفيظ القرآن الكريم ببيش يخبرني بمأساة أم وأطفالها الأربعة الذين يتعرضون لأشد أنواع التعذيب من والدهم المريض وذلك بالكي بالنار وعدة مرات دون أي ذنب اقترفوه. وبيّن.. رغم الجهود المبذولة بالاتصال بشرطة محافظة بيشة والتي عندما تلقي القبض عليه تطلقه بأسرع وقت عن طريق الكفالة وذلك ليعاود مجدداً تعذيب زوجته اليتيمة وأطفالها الأربعة وذلك بالكي بالنار. هذا وقد أخذ يناشدني بطرح قضية هذه الأسرة عبر جريدة «الرياض» لإنقاذ هذه الزوجة وأطفالها من حياة الحجيم التي يعيشون فيها وبعد ذلك جاءني المعلم أحمد النعمي أحد جيران هذه الأسرة في قرية مسلية التابعة لمحافظة بيش ليطلب من «الرياض» أن تقوم بزيارة لهذه الأسرة التي أصبحت تعيش في خوف وفزع مستمر من أجل مساءلة الجهات المسؤولة ذات الصلاحية بإنقاذ هذه الزوجة وأطفالها من ضيوف التعذيب التي أصبحت تطالعهم بشكل مستمر فذهبت معه في اليوم الثاني لزيارة هذه الأسرة المسكينة في مركز مسلية وعندما قام جارهم أحمد النعمي بدق الباب عدة مرات لم يفتح له إلا بعد طول انتظار وذلك لأن هذه الأسرة خائفة من عودة والدهم ليعاود التعذيب لهم مرة أخرى بعد أن طُرد من المنزل وعندما فتحت لنا باب المنزل جدة الأطفال لأمهم والتي لديها علم بزيارتنا شاهدنا الأطفال الأربعة أبناء بنتها مفزوعين حيث ان أكبرهم طفلة عمرها خمس سنوات مما جعل الأطفال في حالة من الخوف ولكن لمعرفتهم بجارهم الذي أخذ يبتسم لهم ويداعبهم من أجل ادخال الأمان إلى نفوسهم بعد أن فقدوه من عند والدهم دخلنا إلى منزل جدتهم وقد أجريت معها هذا اللقاء. الأم وأطفالها الأربعة يعيشون مع جدتهم الفقيرة في منزل صغير جداً ٭ هذا وتبين جدة الأطفال لأمهم (ع، ح، ب) بأن زوجها متوف ولديها سبعة من الأولاد منهم واحد مشلول شلل رباعي في مستشفى القوات المسلحة بجدة ومنذ زمن بعيد لم تستطع زيارته بسبب ضيق ما باليد والآخر من أبنائها مجنون لا تعلم عنه شيئاً سوى انه في مدينة الرياض وأرسلت للبحث عنه ولكنها لم تعثر عليه وأخبار تفيد بأنه في الرياض والبقية من الأولاد بنات وعددهن خمس منهن أم الأطفال والتي تدعى (ك، ي، خ) والتي تقدم للزواج منها أحد الجيران والذي لا زال شاباً ويعمل في شركة في مدينة جدة وعندها وافقت على زواجها وذلك لدرايتي بأهله بأنهم طيبون وكذلك لأسترها فهي يتيمة لزوجها.. وبعدها سافرت معه إلى مدينة جدة ورزقها الله طفلين حينذاك وبدأت تصرفاته مع زوجته تسوء وصحته تتدهور بدون أي سبب وتم فصله من عمله. والد الأطفال يدخل مستشفى الأمل بجدة ٭ وعند تدهور زوج ابنتي والذي يدعى (ح، م، ب) ونتيجة للمراجعة المستمرة به في جدة تقول جدة الأطفال تم تحويله إلى مستشفى الأمل وذلك لعلاجه من أمراض اعتذر في ذكرها ولكن يعلم الجميع ما هي الأمراض التي يعالجها مستشفى الأمل وتبين ونتيجة لعلاجه الذي استمر طويلاً والذي جعل صحته تتحسن وخرج من المستشفى وأصبح انساناً سوياً يؤدي الصلاة ويراعي الله جاء إلي وطلب مني أن أعطيه زوجته وأولاده للسفر بهم إلى جدة بعد أن تعهد أمام الله بأن يعاملها المعالة الحسنة فوافقت فذهب بهم إلى جدة ورزقه الله ولدين وبذلك يصبح عدد أولاده أربعة.. وبعد أكثر من سنتين فصل الأب والبالغ من العمر 26 سنة من عمله في الشركة التي يعمل بها مرة ثانية وبدأت حياته تنتكس وتتدهور شيئاً فشيئاً وبقيت زوجته والبالغة من العمر عشرين عاماً هي وأطفالها الأربعة يعيشون معه ظروفاً سيئة جداً بالإضافة إلى أشكال من التعذيب والتي هي ظاهرة على الأم وأطفالها كما تقول جدتهم ومن طرق تعذيبه. ضغط باب المنزل على الأم وأطفالها الأربعة وتبين كذلك أم الأطفال أن زوجها يقوم بضغط الباب عليها بعد ضغطها على الجدار المجاور للباب ثم يقوم بالضغط الشديد إلى أن أتعرض للإغماء ويقوم بعد ذلك بإحضار ملعقةووضعها على النار ثم يقوم بكويها عدة مرات وهي تصرخ إلى أن يغمى عليها وتقول لم يكتف بذلك بل يقوم بعد ذلك بتعذيب أطفاله الأربعة ومن أشكال التعذيب المستخدمة: تسخين المكوى ووضعه على صدر الطفل محمد البالغ من العمر ثلاث سنوات وتضيف الأم وهي تبكي على ما جرى لها ولأولادها من زوجها الذي أصبح عدوانياً ويميل للانتقام دون أي سبب مني أنا وأولادي فتتحدث بأسى قائلة انه ذات يوم دخل المنزل يصرخ فإذا بابننا محمد والبالغ من العمر ثلاث سنوات أخذ يقابله بابا فقام بتسخين المكوى وبعد ذلك قام بكي طفلي الصغير في صدره فأخذ يصرخ حتى أغمي عليه وأنا أصرخ ولكن دون أي تراجع منه بل يزداد غضباً وتعذيباً.. وتبين الأم وهي في حزن شديد بأن أطفالها تعرضوا للعديد من أساليب التعذيب. أكثر من 40 كياً بالنار لأطفالها الصغار وتضيف أم الأطفال بأن طفلها الصغير محمد تعرض لأكثر من أربعين كياً بملعقة الطعام حيث يقوم بتسخينها حتى تحمر ويمسك الطفل ويقوم بوضع الملعقة وهي حمراء من شدة التسخين على جسد الطفل في أكثر من موضع ثم يرمي محمد ويأخذ خالد والذي يبلغ من العمر سنتين ويقوم بمسكه بيد واليد الأخرى تضع الملعقة على النار وعندما تحمر يقوم بغرسها في جسد طفله دون أي رحمة منه بل بالعكس يتلذذ بتعذيبهم وأنا أصرخ ولا أستطيع أن أعمل شيئاً سوى حضن أطفالي المغمى عليهم ولم يكتف بهما بل يحضر ابننا طارق والذي يبلغ من العمر عشرة شهور ويقوم بتعذيبه بالنار. الطفلة منى والدها يكسر يدها ويضربها على عينها ٭ هذا كما تعرضت طفلتي منى والبالغة من العمر خمس سنوات إلى أصناف من العذاب من والدها ومنها كسر يدها بدون أي جرم ارتكبته وتسديد ضربات بيده الشديدة على عينها اليمنى وذلك بسبب حالته المرضية التي تميل إلى تعذيب أطفاله الصغار. محمد يفقد أسنانه وتضيف والدة الأطفال بأن طفلها محمد الصغير تعرض لصنف آخر من أشكال التعذيب وهو تسديد بعض اللكمات من يده على فم الطفل مما أدى إلى تكسر أسنانه الأمامية دون أي ذنب يرتكبه. الأم تعود من جدة إلى جازان وتضيف جدة الأطفال لأمهم بأنني قمت بإحضار ابنتي وأطفالها قبل أن يموتوا من هذا الزوج الذي يريد لهم الموت وذلك بإحضارهم من مدينة جدة إلى منزلنا في قرية مسلية بجازان وذلك لعلاجهم ورعايتهم من هذا الأب الذي تحول إلى رجل عدواني ومتوحش. الأب يعود إلى جازان من أجل الاستمرار في تعذيبهم وتضيف جدة الأطفال بأن زوج ابنتي يعرف بأنني أعيش مع بناتي ولا يوجد لدينا من يدافع عنا فعاد إلينا وأخذ يعاود عمليات التعذيب في أطفاله من كي وضرب وحمل بعض أطفاله للكلاب الضالة في القرية من أجل أن تفترسهم ليستمتع بصراخهم والأم والجدة يصرخان طالبين الإنقاذ لهؤلاء الأطفال الذين عذبوا من قبل والدهم المريض. الأم وابنتها يطلبون الأسعاف والإنقاذ من شرطة بيش ٭ وتبين جدة الأطفال بأنها قامت بالاتصال بعضو جمعية تحفيظ القرآن الكريم ببيش ابراهيم ضيف مريع وذلك لأن أم الأولاد قبل الزواج كانت تدرس في دور لتحفيظ الكبيرات كتاب الله ولمعرفة عضو الجمعية بوضع هذه الأسرة قام بالاتصال بشرطة محافظة بيش والتي قامت بالقاء القبض عليه وسجنه لمدة أربعة أيام ثم خرج بكفالة من والده ولم تمض أيام حتى قام بتهديد هذه الأم وأطفالها وجدتهم فقاموا بشكوته لشرطة بيش. الزوجة تطلب الطلاق من زوجها لأنه أصبح رجلاً شريراً وتضيف جدة الأولاد بأن ضابط التحقيق في شرطة بيش ويدعى ماجد أمره بالكف عن زوجته وأولاده وعدم الاعتداء عليهم عند جدتهم فأكد أنه سوف يعود ويضربها هي وأولادها كما تقول الجدة على لسان حالها وعندما طلبت الزوجة الطلاق من هذا الزوج الذي تصفه بالشرير قال لها والده أرجعي له تكاليف الزواج والذي يقدر بخمسين الف ريال من مهر وذهب وابنه على اتم الاستعداد لطلاق مما جعل الزوجة عاجزة عن تحقيق شرطه. وتضيف جدة الأطفال بأن زوجها متوف منذ زمن طويل وعليه دين وقدره (140) ألف ريال وعليه صك شرعي بالتسديد من راتبه التقاعدي بمبلغ وقدره (1000) ريال شهرياً وترك لها ستة من الأولاد أحدهم مشلول في مستشفى بجدة والآخر مجنون والبقية من أسرتها أربع بنات بالاضافة الى ابنها وأطفالها الذين يعيشون معها هرباً من والدهم الذي أصبح يشكل عليهم خطراً كبيراً مما جعل هذه الجدة عاجزة عن تأمين مبلغ خمسين ألف ريال من أجل تخليص ابنيها من هذا الزوج ذي السلوك الغريب والذي يسعى لقتل ابنها وأولادها. شرطة بيش تحيل الأطفال للمستشفى وتضيف جدة الأطفال بأن شرطة بيش قامت بإرسال الأطفال للمستشفى من أجل الكشف وتزويدهم بتقارير طبية عن الأضرار الناجمة من التعذيب وقد تم تزويد الشرطة بها ولكن للأسف فإن المحكمة لا يوجد بها قاض مما جعل الأب المريض خارج الشرطة والمعاملة في انتظار القاضي والخطر يحيط بهذه الأسرة التي لا يوجد لها ولي يدافع عنهما سوى متابعة المسؤولين والجهات المسؤولة الحريصة على سلامة هؤلاء الأطفال وأمهم من ذلك الأب الذي مكانه في مستشفيات وزارة الصحة لعلاجه من مرضه حتى لا يتسبب في الحاق الضرر بهذه الزوجة وأطفالها. أحد الجيران يتحدث ل «الرياض» هذا كما التقت «الرياض» بأحد جيران هذه الأسرة وهو المعلم والمربي الأستاذ احمد النعمي والذي بين بأن زوجة هذا الشاب على خلق ودين فهي تحمل شهادة إعداد المعلمات منذ أكثر من عشر سنوات ونظراً لعدم تعيينها فقد عملت في دار لتحفيظ كبيرات السن لكتاب وهو متابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وقد علمت العشرات من الأمّيات القراءة والكتابة وتعليم حفظ كتاب الله والصلاة وغيرها وذلك قبل زواجها ولم نسمع عنها إلا خيراً قبل زواجها وبعد الزواج بينما زوجها فهو غير واضح في تعامله ولا يشهد له بالخير. وبين النعمي انني أطالب المسؤولين في وزارة التربية والتعليم تأمين وظيفة مناسبة لشهادة هذه الأم وأطفالها الأربعة وذلك لتتمكن من تأمين الحياة الكريمة لها ولأطفالها الأربعة وحفظهم من الضياع بدلاً من الاعتماد على أمها الفقيرة وذلك ليكسبوا خيراً في هذه الأسرة والتي طالها الكثير من أشكال العذاب. هذا وفي سؤال ل «الرياض» للمعلم احمد النعمي والذي يعمل في مدرسة مسلية الابتدائية عن مكانة الزوجة والأولاد في الإسلام. فقال: لقد أوصى الإسلام بحسن معاملة الزوجة والأبناء ولا أدل على ذلك من قوله تعالى {يوصيكم الله في أولادكم} وقوله {وعاشروهن بالمعروف} وقوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (استوصوا بالنساء خيرا) فهن القائمات بحقوق الزوج وتربية الأبناء وحفظ بيت الزوجية وبين كذلك بأن الإسلام أوصى بالاهتمام بالأولاد فهم فلذات الأكباد ولقد أمر الإسلام بتربية الأولاد والحرص عليهم قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا}. وما حدث لهذه الأسرة فهو أمر لا يقره العقل وخارج عن مجتمعنا المسلم ونسأل الله النجاة لهذه الأم وأطفالها وأن يجدوا من يساهم في تأمين الحياة الكريمة لهم بعد ردع والدهم عنهم لأنه أصبح يشكل خطراً عليهم.