صدر العدد السادس والسبعون لمجلة "نزوى" مستعرضاً بين صفحاته مجالات الثقافة والفكر، حيث جاءت الافتتاحية لهذا العدد لنص إبداعي لسيف الرحبي بعنوان "غرفة في باريس" مشيراً فيه إلى ظلال باريس الجميلة، التي تختزن كل شيء مدهش على طريقتها الآسرة، تلا ذلك نص بعنوان "الصحراء" لرشيد بو جدرة، قام بترجمته محمد محمود، الذي عرض فيه الشاعر أهمية الصحراء الشاسعة في صناعة الرؤى الإبداعية واحتفاظها بذاكرة الأحياء والأموات. أما فيما يتعلق بالشق الفلسفي في هذه العدد، فقد عرض الناقد والمفكر المغربي محمد زيتون ماهية السخرية الفلسفية، وكيف أنها انتقلت من الحوار السقراطي إلى الجدل الهيجيلي، مشيراً أن خروج السخرية في المجتمعات الإنسانية توجد حينما يصبح الظلم هو العدل الذي يتم تشريعه من خلال البنى الأساسية في المجتمع، حيث إنها شكل من أشكال التعبير السياسي، وتفاعل إنساني مع الوجود، تلاه مجال الشعر، الذي عرض عدة نصوص شعرية مترجمة، أمثال لوي أراغون، زيفاغو، أنطوينا بوركيا، ونصوص شعرية أخرى غير مترجمة لشعراء عربيين أمثال طالب المعمري ويحيى الناعبي. كما تضمنت نزوى في عددها الجديد قراءة في أشعار محمود درويش ومراثيه من حيث أبعادها الجديدة التي تتعمق في المأساوية بشكلها الجمالي، ومن خلال مواجهة الموت بالإبداع وبالكتابة، إذ نجح درويش في مراثيه بتجاوز العام إلى الخاص دون إهمال الذات الثقافية الحائرة في ذات الميت، ففي رسالته لغسان كنفاني - مثلاًَ - نجد أنه يذكر قضية فلسطين كأساس حيث يقول: " نذهب إلى فلسطين ونعزيها هي المفجوعة إلى الثكلى!" إلى جانب ما عرضت له المجلة في فصولها من قراءات لأعمال أدبية وروائية.