حذر المركز السعودي لكفاءة الطاقة (كفاءة) من ارتفاع معدل استهلاك الطاقة، ولفت إلى أهمية وجود تدابير حكومية وخاصة من أجل السيطرة على الهدر الكبير الذي يهدد مستقبل الطاقة بالمملكة التي تعد من أعلى دول العالم في الاستهلاك، مشيراً أن الدراسات الأخيرة كشفت عن ارتفاع معدل الهدر بنسبة 5% عن الأعوام السابقة. وكشف كفاءة أمس عن بوابة إلكترونية للتعريف بالأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة خلال ورشة عمل أقامها بقاعة صالح التركي بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة، بحضور المهندس محي الدين حكمي مساعد الأمين العام، وتحدث خلالها مساعد مدير عام المركز السعودي لكفاءة الطاقة المهندس نايف الرقاص عن الخدمات التي تقدمها البوابة الالكترونية الخاصة بالبطاقة والتي ستتاح للمستهلك النهائي في وقت لاحق بعد اكتمال جميع خدماتها. وشدد المهندس محيي الدين حكمي في بداية اللقاء على أهمية الطاقة لاسيما لقطاع الأعمال، لاسيما قطاع المباني الذي يستهلك 80% من الطاقة الكهربائية المنتجة، 70% منها تستهلكه أجهزة التكييف، حيث إن المباني السكنية تستهلك أكثر من نصف الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة، مشدداً على أن غرفة جدة تعمل على تحديث استخدامها للطاقة بأجهزة صديقة للبيئة تساهم في توفير الطاقة وتقلل نسبة الهدر، حيث تتعاون في هذا الصدد مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة وكل الجهات ذات العلاقة. من جانبه أوضح مساعد مدير عام المركز السعودي لكفاءة الطاقة المهندس نايف الرقاص أن هناك العديد من التحديات التي تواجه المملكة في قطاع الطاقة نتيجة العوامل والمتغيرات أبرزها الحاجة الماسة لتلبية متطلبات التنمية الشاملة، ونمو الطلب على الطاقة الكهربائية بمعدل سنوي يبلغ 8%، مع التباين الواضح في معدلات استهلاك الكهرباء خلال فصول السنة، وأكد أهمية الالتزام بالحد الأدنى لكفاءة الطاقة في الأجهزة الكهربائية المنزلية لاسيما المكيفات التي تستهلك نسبة كبيرة من الطاقة، وأشار أنه تحقيقًا لهذا الغرض تم خلال الفترة الماضية منع استيراد وتصنيع المكيفات ذات نسبة الكفاءة الأقل من قيمة المعيار المحدد، فيما حدد الأول من يناير المقبل لمنع بيع هذه المكيفات في السوق المحلي. وأفاد أن البطاقة يمكن رؤيتها بوضوح على هذه الأجهزة الكهربائية في محلات التجزئة، حيث تمكن المستهلك وتمنحه طرقًا معتمدة للمقارنة بين الأجهزة الكهربائية حسب كفاءتها في استهلاك الطاقة الكهربائية قبل شرائها لمساعدته في اختيار الجهاز ذي الأداء الأفضل والأقل استهلاكًا للطاقة الكهربائية، إذ يعبر عن كفاءة استهلاك الطاقة الكهربائية بعدد النجوم. وشدد المهندس نايف الرقاص على أن أسباب ارتفاع استهلاك الطاقة تعود إلى القصور المعرفي لدى المستهلكين بالطرق الصحيحة لترشيد الطاقة، على الرغم من وجود بعض الاتجاهات الإيجابية لفهم طرق ترشيد الاستهلاك، مشيراً أن المركز السعودي لكفاءة الطاقة يبذل جهودا مكثفة في ظل تصاعد مستويات الاستهلاك المحلي للطاقة بشكل كبير، نتيجة للنمو السكاني والحركة التنموية الضخمة في البلاد، مما أدى إلى هدر في استهلاك الطاقة من قبل المستفيدين. وأوضح أن ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة أصبح خيارا استراتيجيا، مشيرا إلى أن إنشاء المركز جاء خطوة عملية في هذا الاتجاه، وذلك لدعم المحافظة على الثروة الوطنية من مصادر الطاقة بما يعزز التنمية والاقتصاد الوطني، مؤكدا أن هناك حشدا للجهود الوطنية من خلال عقد عدة ورش عمل واجتماعات.