لم تترك الدولة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، سبيلاً لدعم التعليم العالي إلا وسهلت له الظروف وسخرت له الإمكانات المادية والبشرية، ومن هنا جاء حرصه يحفظه الله على تخصيص الميزانية الضخمة لنهضة الجامعات في جميع مناطق المملكة، وها هي المدن الجامعية تقف شاهداً على هذه النهضة الحديثة. ونظراً لحاجة طالبات جامعة الجوف إلى بيئة تعليمية حديثة توازي تلك النهضة الشاملة، فقد تم تخطيط المشروع العاجل لمجمع كليات البنات بسكاكا، وتحديد ميزانيته، واعتماده بحمد الله تعالى، وبدئ العمل به فوراً وتم إنجازه خلال عشرة أشهر وتم انتقال جميع كليات البنات بسكاكا وهي: (كلية التربية، الصيدلة، كلية العلوم الإدارية والإنسانية، كلية العلوم الطبية التطبيقية، كلية العلوم، كلية الشريعة والقانون، والسنة التحضيرية) تحت سقفٍ واحد مهيأ بأحدث وسائل التعليم والتقنية والقاعات والمعامل والمختبرات، فأصبح بفضل الله وتوفيقه مجمعاً راقياً يضم كل ما تحتاجه الطالبة من وسائل التعليم والراحة، ففيه البوفيهات والقرطاسية ومكائن المبيعات المنتشرة في جنباته، بالإضافة لمئات المقاعد لاستراحة الطالبات. ولعل أبرز ما يميز هذا المجمع البهو الرئيسي ذو المساحة اللافتة (5000 متر مربع)، والخدمات الراقية واللمسات الجاذبة، وقد لمسنا أثر هذه البيئة في ردود فعل الطالبات وأولياء الأمور وأهالي الجوف الذين عبروا عن مشاعرهم بهذا المجمع ودياً ورسمياً، وهذا يؤكد البعد الاجتماعي والوطني الذي يحققه المجمع على أهالي المنطقة جميعاً. وقد روعي في تصميم المباني أن تكون رافداً اقتصادياً للجامعة حيث أخذ بعين الاعتبار أن يتحول البهو إلى مجمع تجاري وان تتحول المباني المحيطة به إلى فنادق وإدارات حكومية أو مجمعات سكنية فندقية للجامعة والمنطقة. وبدعم لامحدود من القيادة الرشيدة حفظها الله، ومن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، ومعالي وزير التعليم العالي د. خالد بن محمد العنقري حفظه الله. وقد بدأ العمل بمشروعين مماثلين في كل من محافظة القريات وطبرجل، وسنعلن قريباً جامعة الجوف بلا مبانٍ تعليمية خلال عام مستأجرة بمشيئة الله. نحمد الله ونشكره على نعمه العظيمة، ونسأله أن يحفظ بلادنا ويديم أمنها ورخاءها ووحدة صفها، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني حفظهم الله، والله الموفق *مدير جامعة الجوف