برهن مهاجم التعاون الكاميروني بول ايفولو على أنه مكسب كبير ل"سكري القصيم" بعد المستويات الكبيرة التي قدمها في الجولات ال11 الماضية من دوري "جميل" السعودي للمحترفين، وساهم ايفولو بقوة في وصول التعاون إلى المركز الرابع في الدوري لأول مرة منذ أعوام عدة إذ سجل له تسعة أهداف تربع بها على صدارة الهدافين. المهاجم الأسمر ايفولو دخل قلوب التعاونيين منذ بداية الدوري لكنه بالتأكيد استطاع أن يحجز له مكاناً في تلك القلوب بعد أن قاد الفريق إلى الفوز في "ديربي القصيم" بتسجيله هدفاً وصناعته لآخر، وكسب مدرب التعاون الجزائري توفيق روابح رهانه على ايفولو وأكد بأن إصراره على كسب خدمات اللاعب قبل بداية الموسم وإحضاره للفريق كان في محله وقراراً موفقاً، "الأسمر" ايفولو كان عند ثقة مدربه به ورد على المشككين في الأخير والذين المحوا بأن روابح يصر على التوقيع مع ايفولو طمعاً في كسب المال (سمسرة). الأهداف التسعة التي سجلها ايفولو في دوري "جميل" أثبتت بأنه مهاجم هداف لا يخطئ طريق المرمى ويمتلك مواصفات عدة تجبرنا على أن نصنفه على أنه أحد أفضل اللاعبين في الدوري السعودي إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق، ولعل تسجيل الكاميروني"الأسمر" في الفرق الكبيرة كالهلال والشباب يؤكد على أنه مهاجم بارع يتواجد لخدمة فريقه في المباريات الكبيرة وليس مثل أولئك اللاعبين الذين يخذلون فرقهم وجماهيرهم في مثل هذه المباريات ويكتفون بالبروز في المباريات الضعيفة، ويُحسب لايفولو أن ركلات الجزاء خارج حساباته إذ لم يسجل منها أي هدف وهو ما رجح كفته على مهاجم الاتحاد مختار فلاتة الذي يتساوى معه بالعدد ذاته من الأهداف لكن هدفين منها سجلهما من نقطة الجزاء. ايفولو لعب 900 دقيقة سجل خلالها تسعة أهداف وذلك بواقع هدف في كل 100 دقيقة لعبها، قدمه اليمنى كانت لها النصيب الأكبر إذ سجل بها سبعة أهداف مقابل هدف بقدمه اليسرى، واستفاد ايفولو من الكرات العرضية العالية مرة واحدة عندما سجل من خلالها هدفاً وحيداً برأسه في شباك الاتفاق. لغة الأرقام تؤكد بأن المهاجم"الأسمر ماكينة تهديفية تعمل في الشوط الثاني إذ سجل خلاله سبعة أهداف، فيما سجل في الشوط الأول هدفين اثنين فقط، وتُعتبر أخطر أوقات ايفولو في المباراة على خصومه هي تلك الدقائق بين(50-76) إذ سجل خلالها سبعة أهداف أربعة منها في الدقائق ال50. الكاميروني بول ايفولو الذي أكمل قبل أيام عدة عامه ال30 تعرض لحملة إعلامية هدفت للتأثير عليه من خلال نشر إصابته بمرض معد خطير يستدعي استبعاده من الملاعب السعودية، وبالرغم من ذلك إلا أنه كان واثقاً من نفسه ورمى تلك الأقاويل خلف ظهره وركز على خدمة فريقه داخل المستطيل الأخضر مفضلاً الرد عليهم بأهدافه، ليس كذلك فحسب بل إنه جعل إدارة التعاون تحرج عدداً من إدارات الأندية الكبيرة التي دفعت ملايين الدولارات في محترفين أجانب مستوياتهم مقاربة للاعبين المحليين إن لم يكونوا أفضل منهم، فالقيمة التي أحضرت بها الإدارة التعاونية ايفولو لم تتجاوز المليوني ريال ولمدة ثلاثة مواسم ومع ذلك تفوق على لاعبين أجانب جلبتهم أنديتهم بقيمة مضاعفة، وهو ما يحمل رسالة لإدارات الأندية بأن قيمة اللاعب في سوق الانتقالات لا يعكس دائماً مستواه الفني وأن هنالك لاعبين مميزين ومنتجين في الملعب قيمة عقودهم مقبولة. إدارة التعاون يبدو بأنها استفادت من تجربة نظيرتها الفتحاوية التي قادت فريقها للتتويج بدوري "زين" السعودي للمحترفين في الموسم الماضي والتي كانت تعتمد على التعاقد مع رباعي أجنبي يشكل ثقلاً في الفريق ويحمله على أكتافه ويقوده للانتصارات، إذ جلبت أجانب مميزين كالبرازيلي ريتشي الذي يعتبر أحد أفضل صنّاع اللعب في الدوري السعودي، والمدافع الكيني الصلب اوتشي، ولاعب الوسط الأردني شادي أبو هشهش المميز بأدواره الدفاعية، وماكينة التهديف الكاميرونية(ايفولو)، فكانت المحصلة هي فريق قوي وعنيد كان يصارع على الهبوط في المواسم الماضية واليوم بات ينافس على صدارة الدوري وحجز مقعد آسيوي في أسوأ الأحوال.