فجر النظام السوري قنبلة في وجه مؤتمر (جنيف 2) تقود الى احداث بلبلة في وجه منظمي المؤتمر والداعين لانعقاده عندما رحبت الحكومة السورية امس بتحديد موعد عقد مؤتمر جنيف - 2 لحل الأزمة السورية، ولكنها أكدت في الوقت نفسه رفضها لشرط استبعاد الأسد من مستقبل سورية. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان بثه التليفزيون السوري إن الوفد السوري الرسمي ذاهب إلى جنيف "ليس من أجل تسليم السلطة لأحد بل لمشاركة أولئك الحريصين على مصلحة الشعب السورى المؤيدين للحل السياسي فى صنع مستقبل سورية". وأضاف البيان: "أما الأدوات المأجورة للغرب المستعمر والذين صنعتهم أجهزة مخابرات تلك الدول فهم لا يستحقون التعليق لا على أفعالهم ولا على أقوالهم". وأوضح البيان أن سورية "تؤكد مشاركتها بوفد رسمي يمثل الدولة السورية مزوداً بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية ومحملاً بمطالب الشعب السوري وفي مقدمتها القضاء على الإرهاب". وجاء في البيان: "أما ما أدلى به وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وغيرهما من أنه لا مكان للرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية فإن وزارة الخارجية تذكر هؤلاء جميعا أن عهود الاستعمار، هي وما كانت تفعله من تنصيب حكومات وعزلها، قد ولت إلى غير رجعة". واستطرد: "وإن لم يستفيقوا من أحلامهم، فلا لزوم لحضورهم إلى مؤتمر جنيف 2 أصلا لأن شعبنا لن يسمح لأحد كائنا من كان أن يسرق حقه الحصري في تقرير مستقبله وقيادته، ولأن الأساس في جنيف هو تلبية مصالح الشعب السوري وحده وليس مصالح من سفك دم هذا الشعب". في تلك الاثناء أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، امس، على ضرورة عقد مؤتمر "جنيف 2" من دون شروط مسبقة، قائلا "لن تكون هناك ظروف مثالية لعقد المؤتمر". ونقلت قناة (روسيا اليوم)، عن لافروف تأكيده، خلال مؤتمر صحافي في موسكو امس، على "ضرورة عقد مؤتمر (جنيف 2) من دون شروط مسبقة"، مشيراً إلى أن الجهات التي تحاول طرح شروط لعقد "جنيف 2" تسعى أساساً إلى تأجيله أو حتى إجهاضه. وذكر أن موسكو كانت ترغب في عقد "جنيف 2" في وقت سابق، مضيفاً أنها "ستحاول الآن استخدام الفترة قبل انعقاد المؤتمر في 22 يناير/كانون الثاني للتشاور مع كافة الأطراف السورية". وقال لافروف ان موسكو تناقش مع مختلف القوى المعارضة الآن مسألة استضافة اجتماع بين قوى المعارضة، مشيراً إلى أن "كافة الجماعات المعارضة التي اتصلت بها روسيا أبدت اهتمامها بالمشاركة في مثل هذا الاجتماع". من جانبه أكد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن ممثلين عن العراق والأردن ولبنان وتركيا سيشاركون في التحضير لجنيف -2، وأن المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء خارجية 30 دولة، وأضاف أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيترأس وفد بلاده في "جنيف-2" دون مشاركة للرئيس السوري بشار الأسد. وتحدث بوغدانوف مع قناة "روسيا اليوم" عن وجود جدل مع الأمريكيين، مشددا على ضرورة تمثيل الجميع في جنيف وأن تكون لقراراته قوة قانونية. وأشار إلى تفهم ممثلي المعارضة لأهمية جنيف-2 لكن المشكلة في تفاهمهم مع بعضهم، مبينا أن موسكو ستواصل اتصالاتها مع المعارضة للتحضير للمؤتمر. وشدد على ضرورة أن يجلس الطرفان إلى طاولة المفاوضات وأن يكون العنوان الرئيسي للمؤتمر هو التوافق، مبينا أن أطراف المعارضة التي التقاها أكدت له عدم وجود خيار سوى الحل السلمي. وتابع أنه لا يوجد ما يمنع مشاركةَ المعارضة المسلحة في مؤتمر جنيف -2 إذا أبدت استعدادها للالتزام بالعملية السلمية. وأشار إلى أن مشاركة الإيرانيين في المؤتمر ستكون مهمة لصياغة حلول للأزمة السورية، رغم أن واشنطن لا تزال تبدي بعض الشكوك حول مشاركة ايران، حسب قوله. في الاطار ذاته كشف بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض عن محادثات أجراها وفد الائتلاف في جنيف مع ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية. وقال جاموس إن اللقاء الذي استغرق حوالي الساعتين "كان واضحا وصريحا وبحثنا فيه مختلف القضايا المتعلقة بالوضع السوري لا سيما أوضاع الداخل السوري، إضافة إلى مؤتمر جنيف 2 ورمزية الإعلان عن موعد عقد المؤتمر بعد التسوية الأمريكيةالإيرانية". وبحسب مصادر من داخل الاجتماع فإن وفد الائتلاف طرح كل الأفكار التي يطرحها الشعب السوري والمخاوف من مؤتمر جنيف 2. واعتبر جاموس أن "شيرمان قدمت تأكيدات بأن واشنطن تدعم الشعب السوري وستزيد من مساعداتها له وأنها تسعى جاهدة إلى وقف نزيف الدم وأنه لا صفقات أو مقايضات بين الملفين السوري والإيراني وأن أي تسوية بين إيران والمجتمع الدولي هي ليست على حساب السوريين". وقال أحد أعضاء الوفد السوري إن الوفد سأل المسؤولة الأمريكية عما إذا كان توقف شحن كميات منتظمة من السلاح للثوار في سورية يعتبر وسيلة لفرض جنيف 2 وعن رد الفعل عما إذا شكلت هيئة حكم انتقالي ودخلت سورية واعتقلها نظام بشار الأسد.