نشطت موسكو ديبلوماسية «المحادثات خلف الأبواب المغلقة» في مسعى لتعزيز فرص عقد مؤتمر «جنيف2» قبل حلول نهاية العام، حيث واصلت أمس اتصالاتها مع السلطات السورية والمعارضة على رغم تراجع فرص تنفيذ المبادرة الروسية الهادفة إلى جمع الطرفين في لقاء غير رسمي. وأجرى الرئيس فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني حسن روحاني تركز الحديث فيه على التسوية في سورية والملف النووي الإيراني. وعقد نائبا وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغداوف وغينادي غاتيلوف جولة محادثات أمس، مع وفد رسمي سوري ضم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة بثينة شعبان. وتكتم الطرفان على نتائج المحادثات، إذ لم تصدر الخارجية بحسب العادة بياناً حول مضمونها، فيما تجنب الوفد السوري الحديث مع الصحافيين، ما أوحى بأن الوفد فضل التشاور مع القيادة السورية حول مضمون النقاشات قبل الإدلاء بتصريحات صحافية. وأعلن في وقت لاحق أن الوزير سيرغي لافروف سيعقد اليوم جلسة محادثات ثانية مع المقداد وشعبان. في السياق، أجرى بوغدانوف أيضاً، جولة محادثات خلف أبواب مغلقة أيضاً مع نظيره الإيراني حسن أمير عبد اللهيان، واكتفى الطرفان في بداية اللقاء بالحديث عن عدم وجود بدائل عن التسوية السياسية للأزمة السورية. وركز بوغدانوف على أهمية الدور الإيراني في هذا الشأن. واللافت أن الكرملين أعلن بعد اللقاء، عن محادثة هاتفية أجراها بوتين أمس، مع نظيره الإيراني. وقال في بيان إن المحادثات تركزت على الوضع في سورية والجهود الرامية لعقد مؤتمر «جنيف 2» إضافة إلى تطورات الموقف حول الملف النووي الإيراني. وكانت موسكو أكدت على ضرورة المشاركة الإيرانية في مؤتمر «جنيف2» واعتبر لافروف في حديث للتلفزيون الروسي، أن حضور «اللاعبين الإقليميين الأساسيين له أهمية قصوى لإنجاح جهود التسوية السياسية». وزاد أن «هناك اتفاقاً عاماً على أن تجرى المفاوضات بين السوريين أنفسهم، ولن يساعدهم في ذلك إلا (المبعوث الدولي – العربي الأخضر) الإبراهيمي. لكن الجميع متفقون على ضرورة افتتاح المؤتمر بحضور اللاعبين الخارجيين الذين يؤثرون في الوضع بصورة أو بأخرى أو يتحملون المسؤولية عن حفظ السلام والأمن». وأضاف الوزير الروسي أن «المرشحين الطبيعيين» للمشاركة هم من شارك في مؤتمر جنيف في حزيران (يونيو) من العام الماضي، أي «الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا». مضيفاً أن بلاده ترى ضرورة توسيع قائمة المشاركين في جنيف2، بضم إيران والسعودية اللتين لم تشاركا في المؤتمر الأول. إلى ذلك، دعا لافروف إلى «عدم تفويت فرصة عقد لقاء غير رسمي بين ممثلين عن المعارضة السورية والحكومة في موسكو». وقال إن هذه المبادرة الروسية تهدف إلى «مساعدة زملائنا الغربيين الذين يحاولون جلب المعارضة إلى المؤتمر الثاني في جنيف، معتبراً أن اللقاء المقترح يمكن أن يكون تحضيرياً ويشارك فيه «ممثلون عن الحكومة السورية وكل فصائل المعارضة بالإضافة إلى روسيا والولايات المتحدة والإبراهيمي». واعتبر أنه «من الضروري أن يلتقي المعارضون ويفهموا سبب فشلهم في وضع نهج موحد حيال المفاوضات مع النظام». وزاد: «لا أعرف هل سيكون هذا اللقاء ناجحاً، لكننا على قناعة بأن هذه فرصة لا يجوز تفويتها». وجدد الوزير الروسي اعتراض بلاده على وضع شروط مسبقة لحضور «جنيف2» من جانب المعارضة السورية. وقال إن «مطالب المعارضة برحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد كشرط للمشاركة في اللقاء غير واقعية». واعتبر أن «مطلب الائتلاف السوري المعارض تقديم ضمانات برحيل الأسد في مرحلة معينة يتعارض مع بيان جنيف الذي لا ينص على وجود شروط مسبقة». وشدد لافروف على ضرورة أن تمثل الوفود التي ستشارك في «جنيف-2» جميع أطياف الشعب السوري. في الأثناء علمت «الحياة» أن وفداً من الائتلاف السوري المعارض يستعد للتوجه إلى موسكو بناء على دعوة قدمتها موسكو أخيراً، وقال مصدر ديبلوماسي إن مسؤولين في «الائتلاف» توصلوا إلى تفاهم مع بوغدانوف خلال لقاء الطرفين أخيراً في إسطنبول بترتيب الزيارة إلى موسكو. لكن المصدر شدد في الوقت ذاته، على أن «الائتلاف» ما زال يرفض فكرة عقد لقاء غير رسمي مع ممثلي الحكومة السورية في العاصمة الروسية.