أعلنت المعارضة السورية الخميس في اسطنبول أنها لن تشارك في مؤتمر «جنيف - 2» الذي اقترحت روسيا والولايات المتحدة عقده بين النظام والمعارضة، في ظل «غزو» إيران و «حزب الله» اللبناني سورية. وردت موسكو على الإعلان باتهام «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بالسعي لإحباط جهود السلام من خلال اشتراط رحيل الرئيس بشار الأسد للمشاركة في المؤتمر. وقال رئيس «الائتلاف الوطني» بالإنابة جورج صبرة في مؤتمر صحافي في اسطنبول «لن يشارك الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية في أي مؤتمر أو أية جهود دولية في هذا الاتجاه في ظل غزو ميليشيات إيران وحزب الله الأراضي السورية». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «الائتلاف» يعطي انطباعاً بأنه «يبذل كل ما بوسعه لمنع بدء عملية سياسية... وللوصول إلى تدخل عسكري» في سورية. وأضاف «نعتبر مثل هذا النهج غير مقبول». وتقول موسكو إنه لا ينبغي أن يكون رحيل الأسد شرطاً مسبقاً لأي حل سياسي. وقال لافروف في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع نظيره الكوبي برونو رودريجيث باريلا «الائتلاف الوطني غير مستعد للمشاركة في المؤتمر من دون شروط مسبقة. وهذه الشروط تعجيزية... وبصورة عامة لا يجوز لأحد أن يطلق إنذاراً نهائياً». ونقل عن لافروف قوله «إن الائتلاف ليس لديه برنامج بناء... الشيء الوحيد الذي يوحدهم هو المطالبة بالرحيل الفوري للأسد. لكن الجميع بمن فيهم شركاؤنا الغربيون يدركون أن هذا الموقف غير واقعي». وأردف الوزير الروسي أن الائتلاف الوطني السوري «ليس الممثل الوحيد للشعب السوري» وأن جماعات لها أعضاء داخل سورية من بينها هيئة التنسيق الوطني التي زار ممثلوها موسكو مرات عدة مستعدة للمشاركة في مؤتمر السلام المقترح. وقال «أتمنى أن تكبح القوى العلاقة بين الأميركيين والأوروبيين هؤلاء الذين ينغمسون في مثل هذا النهج العدائي وغير المقبول من الائتلاف الوطني الذين يحاولون تصوير الائتلاف على أنه الهيكل الوحيد الذي يجب على الحكومة السورية التحدث معه». وتابع «آمل أن تكون هناك قوى حكيمة بين الأوروبيين والأميركيين تنجح في تحجيم الذين يشجعون على هذه الطروحات العدوانية وغير المقبولة». ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن مسؤول في وزارة الخارجية أمس إن مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة سيجتمعون الأسبوع المقبل للبحث في سبل عقد المؤتمر. وقال المسؤول «سيتم البحث في الترتيبات الخاصة بالمؤتمر الدولي في الاجتماع الثلاثي المقرر في جنيف في الخامس من حزيران(يونيو) وأن وكيلة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان سيشاركان في الاجتماع في حين سيمثل روسيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. ونقلت الوكالة عن المسؤول قوله إن لافروف وووزير الخارجية الاميركي جون كيري اتفقا على اجتماع الخامس من حزيران مع ممثلين للأمم المتحدة خلال محادثات عقدت في باريس هذا الأسبوع. ولم تتوافر على الفور تفاصيل أخرى. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء أن هناك مسائل كثيرة متعلقة بالمؤتمر لا تزال عالقة مثل موعد انعقاد هذا الاجتماع. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله إن «كل ما يتم الاتفاق عليه في المؤتمر الدولي المزمع عقده حول سورية سيُعرض على الاستفتاء الشعبي وسيُطبق في حال وافق الشعب عليه». وأوضح أن «الموقف النهائي المتعلق بالوفد السوري إلى المؤتمر لم يُحدد بعد لأننا ننتظر الوقوف على تفاصيل لم تُستكمل خلال زيارة نائب وزير الخارجية فيصل المقداد موسكو وننتظر تفاصيل لقاء وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري» الذي حصل في باريس قبل أيام. وتابع المعلم أن لدى سورية دستوراً يوضح صلاحيات رئيس الدولة ورئيس الحكومة والوزراء وفي حال قرر المتحاورون على طاولة الحوار أنه في حاجة إلى تعديل أو تغيير أو وضع دستور جديد فسيُعرض على الاستفتاء الشعبي وأنه «حتى ذلك الوقت سيبقى الدستور الحالي معمولاً به»، لافتاً إلى أنه «لا يحق لأحد أن يتناول مقام الرئاسة في سورية إلا الشعب السوري وحده. بالتالي لا شأن للأميركي أو غيره بمن سيحكم سورية، وإذا سمحنا بذلك فإن كل دول العالم سيصبح مشكوكاً في شرعية رؤسائها وهذه سابقة في العلاقات الدولية يجب ألا نسمح بها».