بعد أن أبهرت المشاهدين بجمالها الغامض وأدائها الرشيق في سلسلة من الأفلام الناجحة التي تعتمد على فنون القتال الصينية نضجت تسي يي تشانج كممثلة وأوشكت أن تحقق العالمية. ففي فيلم وونج كار واي (2046) تقدم تشانج (26 عاماً) انضج أدوارها كبائعة هوى تكابد احساسيها وبدأ عرض الفيلم في الولاياتالمتحدة في مطلع الأسبوع الماضي. كما تلعب دور البطولة في فيلم تنتجه هوليوود مأخوذ عن رواية (مذكرات فتاة الجيشا) والمقرر أن يُعرض في ديسمبر - كانون الأول. وكتب الرواية التي كانت من أفضل الكتب مبيعا الأمريكي ارثر جولدن. وأشادت مجلة تايم بتشانج ووصفتها بأنها «هدية الصين لهوليوود» كما اختارتها مجلة بيبول ضمن «أجمل خمسين شخصية» من بين عدد آخر من المشاهير في الولاياتالمتحدة. وتزامن صعود نجم تشانج مع تنامي الاهتمام الغربي بأفلام آسيوية بداية بدورها في الفيلم الناجح (النمر الرابض والتنين الخفي) في عام 2002 الذي أخرجه انج لي وفيلمي (البطل) و(منزل الخناجر الطائرة) وهما من إخراج تشانج ييمو. وقالت تشانج «كنت محظوظة لعملي مع مخرجين كبار». وعملت تشانج في فيلم (مذكرات فتاة الجيشا) مع المخرج روب مارشال الذي رشح لأوسكار أحسن مخرج عن فيلمه (شيكاجو). وقالت في حديث في الآونة الأخيرة «إنه القدر والتوقيت والنصيب. اؤمن بذلك. يوجد الآن الكثير من الفرص». ويدور فيلم (2046) عن حنين العشاق والوعود والخيانة التي تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل. ويستهدف فيلم (مذكرات فتاة الجيشا) الذي ينتجه ستيفن سبيلبرج قاعدة عريضة من الجمهور العالمي. وتقول تشانج إن الشخصيتين من الشخصيات الصعبة وبينهما تناقض كبير في الأسلوب سواء سينمائياً أو من حيث الأزياء. فهي ترتدي الكيمونو وملابس فضفاضة في فيلم (مذكرات فتاة الجيشا) بينما ترتدي ثوباً حريرياً ضيقاً وحذاء عالي الكعب في فيلم (2046) الذي يصور حياة المتعة في هونغ كونغ في الستينيات. وكممثلة صينية تلعب دور فتاة جيشا يابانية في فيلم تنتجه هوليوود ناطق بالانجليزية عانت الجميلة القادمة من بكين مما وصفته مازحة «بمعسكر تدريب عسكري» أقيم للتحضير للفيلم قبل بدء التصوير. وقالت تشانج التي درست الانجليزية حتى تؤدي دورها «بالنسبة لنا نحن من لا يتحدثون الانجليزية وعليهم أن يتحدثوا بلكنة انجليزية ولكنه يابانية كان الأمر صعباً والضغط هائلا». واضافت في الحديث الذي نادراً ما استعانت خلاله بمترجم «لكني أعتقد أن أي شخص سيأخذ بجدية مثل هذه الفرصة للعمل في فيلم يضم ممثلين كباراً ونصاً ممتازاً ومخرجاً عظيماً ويبذل قصارى جهده». واستطردت «أمضينا وقتاً طويلاً نتعلم. أطلقنا عليه اسم معسكر تدريب عسكري. كان ينبغي أن نتعلم كيف نمشي وكيف نلعب على آلة موسيقية يابانية وكيف نلبس. أضف إلى ذلك ان جميع الممثلين لا يتحدثون الانجليزية. ولك أن تتصور كيف كان الأمر صعباً. «سأكون فخورة بهذا الفيلم. أعلم أنه سيكون بديعاً ومؤثراً جداً ومفعما بالإحاسيس». وقالت تشانج عن دورها في فيلم (2046) الذي فازت عنه بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان هونغ كونغ السينمائي وأشادت به صحيفة نيويويرك تايمز «أعتقد أن هذا أصعب دور لعبته حتى الآن». كان العمل مع كار واي تجربة فريدة تقول عنها تشانج «لم يكن هناك نص. كنت أتسلم صفحتين مكتوبتين بخط اليد يومياً. لست مضطراً إلى حفظ السطور عن ظهر قلب. بل تعبر عن مشاعرك الحقيقية. استمتعت بأداء الدور وأن أكون هذه السيدة وأعبر عن مشاعرها الحقيقية. «كلما فهمتها أكثر أعطيت أكثر وأبني على ذلك ببطء. صورنا عدداً من المشاهد أكثر من مرة بدلاً من أن إجراء تدريب على المشهد. كان تدريباً عظيماً لي كممثلة شابة». ويقول مايكل باركر الرئيس المشارك لشركة سوني بيكتشرز كلاسيكس التي توزع فيلم (2046) والتي ساعدت على عرض (النمر الرابض والتنين الخفي) في الولاياتالمتحدة وغيره من الأفلام الآسيوية الناجحة أن استقدام فنانين دوليين موهوبين مثل تشانج ليس جديداً على هوليوود. وقال «أداء تشانج في (منزل الخناجر الطائرة) ثم (2046) و(مذكرات فتاة الجيشا) لا يختلف عن تمثيل كاترين دينيف في أفلام فرنسية ناجحة ثم تحقيق نجاح في الولايات المتجدة أو تحول صوفيا لورين من بطلة في أفلام ايطالية إلى نجمة كبيرة في هوليوود. يحدث نفس الشيء مع ممثلات آسيويات اليوم».