في طفولتها كانت محط سخرية أصدقائها في المدرسة كونها نحيلة الجسم وقصيرة، وهو ما دفعها بعناد فتت الصخر وبتشجيع من والديها لتكابد الكثير حتى وصلت لتحتل المرتبة السادسة ضمن قائمة أجمل الشخصيات السينمائية خلال القرن الماضي، وتكون الأولى بعد نجمات الكلاسيكيات العظام مثل «ودري هيبرون، أوليفا نيوتن، ميجان فوكس، غريس كيلي، مارلين مونرو» متفوقة بذلك على الكثيرات من نجمات هوليوود الفاتنات من بنات عصرها ك«جينفر لوبيز وجوليا روبرتس». ولدت «تشانغ تسي يي» في 9 فبراير 1979 بالعاصمة الصينية بكين لوالد يعمل محاسبا، ووالدة تعمل مدرسة في رياض الأطفال، وفي سن الثامنة شرعت بتعلم الرقص بهدف تقوية جسمها النحيل. وبعد ثلاثة أعوام قبلت في المدرسة المتوسطة بمعهد الرقص ببكين لتتعلم الرقص الشعبي، فتركت أسرتها التي شجعتها على ذلك، وهي في سن ال11. وعلى مدى ستة أعوام كانت تنهض من نومها في الخامسة صباحا إلى الملعب لأداء التدريبات البدنية غير مبالية ببرودة الجو أو حرارته ولا تنام قبل ال11 مساء، بسبب التنافس الشديد وسخرية زميلاتها، مثابرة لا تلين لتفوز في سن ال15 ببطولة الرقص الوطنية، وهو ما أدخلها في مضمار جديد، حيث بدأت في الظهور في الإعلانات التليفزيونية في «هونج كونج». ومن هنا قررت «تشانغ» الخوض في مجال التمثيل، فالتحقت بعد أن أنهت دراستها بقسم التمثيل في الأكاديمية المركزية للدراما، وبظهور في عدد من المسلسلات المحلية وفي الإعلانات التي كانت فرصة لتلفت انتباه مخرج الصين الأول العملاق «زانغ يامو» فعملت معه في فيلم «طريق المنزل» عام 1999 الذي فاز بجائزة «الدب الفضي» في مهرجان برلين السينمائي، لكن تذكرة مرورها إلى العالمية كانت مع المخرج الكبير «انج لي» بفيلم «النمر الرابض والتنين المختبئ» والذي حصد جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2000، لتعمل بعدها في هوليوود ولما تكن تتقن التحدث بالإنجليزية بعد، كفيلم «ساعة الازدحام 2» مع نجم القتال «جاكي شان». وبعدها قدمت دفعة من أفلام الكونفو والقتال، بحيث تكرست كنجمة أفلام قتال آسيوي من الطراز الرفيع، ولتعود إلى دائرة الأوسكار مرة أخرى عام 2002 مع معلمها الأثير «زانغ يامو» بفيلم «البطل» للنجم العملاق «جيت لي». ثم عادت مرة أخرى إلى أعمال القتال الصيني بفيلم «بيريل الفراشة» ثم بفيلم «زانغ يامو» الشهير «منزل الخناجر الطائرة» قبل أن تقدم على انعطافة مهمة في مسيرتها الفنية باشتراكها مع المخرج الكبير «وانغ كير واي» بالفيلم الشهير «2046» حيث أدت دور عاهرة في دراما نفسية بالغة التعقيد انتزعت عليها ثناء أكبر النقاد في العالم، بحيث كرست اسمها إحدى أهم الممثلات الشابات في السينما العالمية، ولتعزز هذه المكانة باختيارها لتلعب دور البطولة في الفيلم الهوليوودي «مذكرات فتاة الجيشا» مع المخرج الكبير «روب مارشال» الذي حصدت عليه جائزة الجولدن جلوب عن دورها. وأخيرا قدمت في عام 2009 البطولة الأنثوية لفيلم هوليوود «الفرسان» في مقابلة الممثل الكبير «دنيس كويد». وخلف كل ذلك تقبع الإنسانة المتواضعة التي لا تزال تقيم مع والديها وتخرج للتسوق مبدية المودة لجميع الجيران، ومدافعة عن الحياة العادية التي تعشقها، حيث اختيرت سفيرة للأولمبياد العالمي الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة والناطق باسم برنامج «إنقاذ الطفولة». على الرغم من جمالها الصارخ بشهادة العديد من المجلات والاستطلاعات العالمية، ولكن «تشانغ تسي يي» لا تزال تصر على أن الجمال جمال الروح.