ساور الأسواق النفطية العالمية أمس قلق بدء موسم الأعاصير التي ستضرب خليج المكسيك خلال 36 ساعة القادمة وتؤثر على معظم الولاياتالأمريكية وهي أعاصير مدمرة تهب بعنف في مثل هذا الوقت من كل عام وتفضي إلى توقف العمل بالمنشآت النفطية مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق 54 دولاراً للبرميل وترشيح أن يستمر هذا الارتفاع إن أثرت هذه الأعاصير بمناطق الإنتاج. وزاد من الوجل التحذير الذي أطلقه المركز الوطني لمراقبة الأعاصير من أن إعصاراً مدارياً من المحتمل خلال 36 ساعة أن يضرب ساحل الخليج الشمالي ممتدا من مدينة «مارقن » الأمريكية مرورا «بولاية انديانا» حتى «كاليفورنيا» مما جعل شركات النفط تبدأ في إخلاء عمال منشآتها النفطية تحسبا لهذا الإعصار وهي تتذكر إعصار «ايفان » الذي ضرب نفس المنطقة نهاية العام الماضي و أوقف الإنتاج لعدة أسابيع مخلفا وراءه دمارا بالغا أثر على إمدادات المواد البترولية المكررة. الأسعار النفطية التي تتصف بحساسية فائقة تجاه أي مؤثرات تدور حول مناطق الإنتاج أو التكرير عززت من ارتفاعها بعد أن رفعت وكالة الطاقة الدولية من توقعاتها بشأن زيادة الطلب على النفط خلال العام الحالي بمقدار 36 ألف برميل يوميا معللة أن نقص الطلب من الصين وأوروبا سيعوضه زيادة الطلب من أمريكا الشمالية ودول منظمة التنمية والتعاون في منطقة الباسفيكي مؤكدة أن زيادة الطلب الكلية ستبقى بمقدار 1,78 مليون برميل يوميا وأن الطلب قد يزيد في الربع الثالث و الرابع من هذا العام ليصل الاستهلاك العالمي للنفط إلى 86,4 مليون برميل يوميا. من جانب آخر هيمن موضوع النفط على جل محادثات مؤتمر مجموعة الثمان المنعقد حاليا في لندن رغم أن الموضوع الرئيسي للمؤتمر هو الإعانات الإفريقية غير أن هاجس ارتفاع أسعار النفط و نقص البيانات الإحصائية عن حجم العرض و الطلب العالمي بصورة دقيقة جعل وزراء المالية في دول مجموعة الثمان يقتطعون جزءاً كبيراً من وقت مباحثاتهم لمناقشة سبل توفير المعلومات الدقيقة والموثقة عن الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار. هذه المعطيات بشأن احتمال نقص إمدادات المواد البترولية رفع أسعار البنزين في الأسواق الأمريكية إلى 1,63 دولار للجالون كما أبقى سعر خام ناميكس القياسي عند سعر 54,24 دولاراً للبرميل وحافظ الخام الخفيف في سوق لندن على سعره حول 53,73 دولاراً للبرميل بينما أغلق خام برنت عند سعر52,38 دولاراً للبرميل كما أغلق خام وست تكساس عند سعر 54,28 دولاراً للبرميل. و تجاوبت أسعار الغاز لهذا الارتفاع حيث صعدت بمقدار 3 سنتات إلى 7,08 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. و استمر تدحرج أسعار الذهب حيث هبط إلى 424,8 دولاراً للأوقية بيد أن الفضة حافظت على سعرها عند 7,19 دولارات للأوقية وانخفض البلاتين إلى 870 دولاراً .