افتتحت الأسواق النفطية تعاملاتها الأسبوعية أمس وسط تذبذب حاد تتجاذبه عدة عوامل كان من أهمها تبعات إعصار «إيلي» الاستوائي الذي عبر جزيرة (بوكاتان) بسرعة تقدر بحوالي 215 كيلو مترا في الساعة متوجها إلى جنوب ساحل خليج المكسيك حيث معظم حقول النفط المكسيكية مما اضطر شركة «بيمكس» المكسيكية إلى إجلاء معظم موظفيها عن المنطقة وإغلاق معظم وحدات الإنتاج في «كامبيتش ساوند» التي تمثل نحو 80٪ من إنتاج المكسيك من النفط الخام والبالغ 3,44 مليون برميل يوميا كما عمدت المكسيك والتي تعتبر تاسع أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم إلى إغلاق مرافئ التصدير في جنوب الخليج حيث تصدر أكثر من 1,8 مليون برميل يوميا يتجه معظمها إلى الولاياتالمتحدة. وأدى إعلان شركة شل من أن عملياتها في «نورث بادر وبرازوس ووست كاميرون» في أقصى غرب خليج المكسيك قد توقفت تماما، مما أوقف إنتاجها اليومي البالغ نحو 20 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي وألف برميل من النفط إلى ارتفاع الأسعار في بداية التداول أمس في الأسواق الآسيوية التي تجاوزت 58 دولارا لخام ناميكس القياسي، غير أن تقرير منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك والذي أشار إلى تراجع الطلب على النفط بمقدار 150 ألف برميل خلافا عما هو متوقع وكذلك تناقص نمو الطلب ليصل إلى 85,2 مليونا عما 2006م بالإضافة إلى إعلان شركة النفط الصينية عن عزمها على استثمار أكثر من 106 ملايين دولار في استكشاف وإنتاج النفط في أوزباكستان عمل على تراجع أسعار النفط إلى أقل من 57 دولارا للبرميل لخام ناميكس. وجذبت أنباء وفرة الإنتاج وهبوط معدلات الاستهلاك في ظل الإجراءات التقشفية التي اتخذتها كثير من الدول الصناعية وخاصة الآسيوية منها الأسعار إلى تحت 57 دولاراً حيث هبط الخام الخفيف في سوق لندن إلى 56,63 دولارا للبرميل، كما انخفض خام برنت القياسي إلى 56,26 دولارا، وظل خام وست تكساس يقاوم جميع ضغوط الهبوط ليستقر سعره عند 57,37 دولارا للبرميل. وتظل الأحداث هي اللاعب الرئيس في تغيير مسار الأسعار بصورة مفاجئة تبعا لحجم تأثيرها على مسار تدفق النفط إلى الأسواق العالمية أو إعاقتها لمخرجات الصناعة النفطية ولذلك هدأت أسعار الجازولين أمس وانحدرت إلى 1,64 دولار للجالون بعد أن تلقت إشارة مفادها أن مخزونات الوقود لا تزال تترا. أسعار الغاز هبطت بمقدار 45 سنتا إلى 7,60 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية متجاوبة مع انخفاض معدلات أسعار النفط. ونهضت أسعار المعادن النفيسة حيث صعد الذهب بعد موجة شراء كبيرة إلى 422,8 دولارا للأوقية كما ارتفعت الفضة إلى 7,5 دولارات وزادت أسعار البلاتين إلى 867 دولارا للأوقية.