الكاتب الأستاذ فهد الأحمدي يتمتع بحس اجتماعي عالٍ, وشديد الملاحظة, وعلى علم بالتفاصيل الاجتماعية, فمن خلال عدة مقالات سابقة والتشرف بالجلوس معه لعدة مرات اتضح ذلك , أيضا في مقال قرأته مؤخرا وهو (بصراحة.. قد لا تكون ذكيا كما تعتقد) الذي اثارني للكتابة عن حالات اجتماعية, فقد شخّص الكاتب شريحة من المجتمع وللأسف قد تكون كبيرة جدا, ولا اعلم عن الإسراف في مجتمعنا ببعض السلوكيات والتصرفات التي اعزو سببها الى الثقافة الاجتماعية العامة التي للأسف انشأت شريحة تعيش في عالم الخيال او في حقبة زمنية انتهت بمفاهيمها الخاطئة, او عالم ذاكرة الأب والجد التي قد تكون حقيقة فقط في ذاكرتهم وقد تكون وهذا الأكيد ضرب من الخيال..!! اعود للكاتب حين ذكره هذه الجملة (لا تثرثر أمام الناس محاولاً الإيحاء كم أنت ذكي وألمعي وابن عائلة محترمة (فهذا والله قمة الغباء) بل أصمت ولاحظ وتعلم، ثم دع إنجازاتك تتحدث عنك.. فالناس تحكم على الكتاب من عنوانه، والشجرة من ثمارها، وتدرك أن ما أنجزه والدك أمر لايخصك). فما اكثرهم من يلمع صورته بسخافات عفا عليها الزمن وتجاوزها, او إنجازات يظن في داخله ومن سطحيته انها عظيمة, وإن أمعنت النظر في جعبته فلن تجد سوى سطحية الثقافة والتعليم المهلهل والعقل المعوق أو المحدود, وما يزعجك فعلا ان هؤلاء هم من يتصدر المجالس بالحديث فسبحان الله تجد دائما اصواتهم عالية حادة مجلجلة تفتقد المنطق والأسلوب الحسن, وفي سكوتك وسرحانك عنهم لانتهاء حديثهم يشعر بأنك مستمع مستمتع لحديثهم وانت في وادٍ آخر., وكما ذكر الكاتب فهد ان هؤلاء قد يكونون نسوا ان الله خلق لهم أذنين ولساناً واحداً واضيف على الكاتب ان هؤلاء كما ذكر في الأمثال انهم (ابو لسانين) فمن حكمة الأولين و نباهتهم أسقطوا التشبيه مستدلين بكثرة الحديث. وامتدادا لما سبق فلا اعجب من صاحب العقل الجامد المصر على ما يراه دائما أنه هو الصحيح, وبالعامية نطلق على هؤلاء (التنك) فلا يقبل النقاش ولا الحوار و ما يراه هو الصح الصواب, وتعجب من عدم استخدام أذنيه, فهو متحجر الفكرة متكلس الرأي وان لم تتبعه فيما يفكر ويراه اساء الأدب, المضحك المحزن في الأمر انك تجد هؤلاء بعد مرور الزمن والعقود قد فقدوا اشياء كثيرة كان بإمكانهم الحصول عليها لو انهم فقط فتحوا ابواب آذانهم واعطوا الاستماع حقه, وتجدهم ايضا لم يتغيروا وبقوا في جمودهم وكما تركتهم من عشرات السنين ثابتين (مكانك راوح).