معجم أصول المفردات الإنجليزية يقول إن الكلمة اعتُمدت عام 1620 م. وأنها جاءت من الهند، ثم مصر، كذلك تفسيرها بالفارسية أنها هديّة، لأن الكلمة (باخشيدان) بالفارسية معناها يُعطي–وأيضا أتت بمعنى يعفو ويصفح. ويختلف النطق فالبعض ينطقهُ "بقشيش". وطريقة التعامل مع البقشيش تكون في بعض الاحيان محرجة، ففي بعض البلدان يعتبر البقشيش نوعا من انواع التحقير لكرامة العامل، وفي بلدان أخرى يجب عليك دفع مبلغ من المال للنادل او العامل في الفندق او حتى في سيارة التاكسي. وفسرتهُ بعض التعريفات على أنه الرشوة المحرمة، وقال آخرون إنه من باب الإكرامية إذا جرى دفعه بعد الخدمة وليس قبلها. وكان البخشيش أو الرشوة يفضح مانحه وآخذه، حيث كانت النقود فضية تحتاج إلى حمل داخل كيس ولها صوت وقرقشه. قبل أن تتكفل التقنية الحديثة بجعله يتحوّل رقمياً(ولا من شاف ولا من دري !) وأخذتها العاميّة وسمتها "دهن السير" حتى الإنجليز يقولون عنها (لنأخذه للغداء) Take him for lunch وكانت الرشوة فيما مضى عينية. بشت، تمر، بطيخ، عزيمة على بادية قرصان، لكنها لم تعد عملية فبعضها يحتاج إلى توصيل، وزحمة الشوارع تُحتم إلغاءها أو إعادة النظر فيها. يقول رجل كان يعمل في مرفق يتعلق بالديرة ومبانيها وطرقها، إنه يعود إلى منزله ويجد تمرا في مواسمه أو بطيخا، وتكرر معه أن يجد سطل لبن (قبل شركات الألبان). وقال لي مهندس كان يعمل في بنك التنمية العقارية إنه خرج مع أحد الأثرياء للإطلاع على مشروعه والتأشير باستكمال المرحلة، ووجد كل شيء على المطلوب وأكثر. لكن صاحب المشروع ترك على مقعد سيارة المهندس مبلغا جزلا. فقال له المهندس: لماذا هذا ؟ وأمورك كلها جيدة ورأيتني موقعا على الموافقة بصرف الدفعة. قال صاحب المشروع: ندري أنك لن تمنحنا موعد عشاء، فهذه مجرد اكرامية. ويقول المهندس: طلبتُ منه سحب النقود من على المقعد، ونصحته بأن لا يعملها مع غيري، خصوصا وأن عمله ناجز بطبيعته. يبدو أننا كمجتمع استسغنا العملية واقتنعنا أن الرشوة طريق الإنجاز. التصقت في النفس والآن صعُب على هيئة مكافحة الفساد اجتثاثها، إلا أن يشاء الله.