لابد أن الكثير لاحظوا مثلي أن فاتورة خدمات المطاعم الكبرى والفنادق الأكبر منزلة، وكذا إعلاناتها تحتوي على عبارة 15% خدمة. أي أن عليك أن تدفع إكرامية إجباريا..!! أو (بخشيش) كما حملته الى لغتنا العربية اللغة التركية. وهذا النهج أعتقد أننا أخذناه أخيرا من البلدان الأخرى ذوات المركز السياحي والترفيهي والانفتاح. وقد "طوّر" قومنا من أهل الخليج الممارسة الى "نقوط" حيث "يطيّر" المعجبون بالراقصة والمغنية نقودا الى خشبة المسرح. ولا أعلم لماذا سمّوهُ "نقوطا" بينما هو عبارة عن طوفان أو شلال..! في المطاعم والفنادق في منطقتنا هذه وغيرها يجد الحاصل على الخدمة بعض الإحراج، في المطعم، وعند الصعود إلى الغرفة، وعند المغادرة، زائرا كان أو عابر سبيل او رجل اعمال. فهو يجد أمامهُ دائما يلمّح أو يؤشّر أو يُصرّح بطلب الإكرامية او البقشيش، (البعض يقول البخشيش) وقد يصل في بعض الاحيان الى 15او حتى 20من قيمة الخدمة. وفي أمريكا يمكن لرجل الأعمال أن يدفع البخشيش، ويحاسب شركته عنه، أي أنه شيء معترف به وتُظهر بعض الاستقصاءات أن البخشيش أو الإكرامية لا تذهب كلها الى النادل (المباشر) او عامل المطعم الذي يخدم الزبائن. فالجميع له نصيب مما اكتسب "الجرسون". ودخل البقشيش ساحات القضاء ففي عدة قضايا رفعت امام القضاء الأمريكي اتهم عمال عشرات المطاعم، بما فيها مطاعم ذات سمعة معروفة، بالاستيلاء على اكرامياتهم، والتحايل عليهم في اجورهم. وفي حالة واحدة وافقت محكمة في نيويورك على تسوية مالية (بقشيشيّة) تدفع فيها بعض المطاعم نحو 3، 9ملايين دولار في شكل تعويضات للعمال والخدم. لأن الأدعاء أثبت أن المديرين كانوا يستولون على الإكراميات. في مثل هذه الدول تكون الاكرامية اسما على مسمى فهي ليست عملية رشوة أو ابتزاز او شحاذة تحرج السائح بالسؤال، بل هي مبادرة كريمة بطيب نفس من السائح دون ان يطلب منه ذلك. غالبا ما تكون الاكرامية بألا يطلب السائح ارجاع الباقي من المبلغ الذي دفعه و يطلب من مقدم الخدمة الاحتفاظ به. لاحظوا شيئا إذا حدث ونزلتم في فندق راق. فلو طلبتم شايا في الغرفة، فسيأتي الشاي في صينية كبيرة، والفاتورة في صينية أُخرى صغيرة...!! وافهم الباقي.