قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأربعاء إن الثورة المصرية في عام 2011 أطلقها شباب لا تحركهم أهداف أيديولوجية لكنها «سرقت» من جانب جماعة الإخوان المسلمين. وقال كيري في كلمة له بالمجلس الاستشاري للأمن الخارجي بوزارة الخارجية الأمريكية إن «هؤلاء الصغار في ميدان التحرير لم يحركهم أي دين أو أيديولوجية». وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن تصريحات كيري تتعارض على ما يبدو مع الرسالة الصادرة عن الرئيس باراك أوباما الشهر الماضي عندما علق جزءا من المساعدات العسكرية لمصر. وقال كيري إن ما حرك الشباب أثناء تلك الثورة هي الرغبة في «فرصة تعليم ووظيفة ومستقبل ... لا حكومة فاسدة تحرمهم من ذلك كله». وأردف :»لقد تواصلوا عبر تويتر وفيسبوك. هذا ما حرك الثورة وسرقت بعد ذلك من جانب الكيان الأكثر تنظيما في البلاد الذي كان الإخوان المسلمون (في ذلك الوقت)». وقال كيري إن الشباب في الشرق الأوسط يلجؤون للتطرف نتيجة الإحباط وانعدام الفرصة الاقتصادية والتعليمية. وتحدث عن التونسي محمد البوعزيزي،الذي يوصف بأنه الشرارة الأولى لانطلاق الثورات العربية ، وقال:»لم يكن هناك دين، لا شيء،لا تطرف أو أيديولوجية وراء ذلك...لقد صفعته شرطية، إنه سئم الفساد ورغب في فرصة ليعيش حياته بأن يكون قادرا على بيع سلعه». على صعيد اخر توفي طالب بالسنة السادسة بكلية الطب في جامعة الأزهر، قبل فجر امس، في اشتباكات بين طلاب ينتمون لتيارات إسلامية متشدِّدة وتشكيل من قوات الأمن المركزي. ونقل موقع صحيفة «اليوم السابع» عن رئيس هيئة إسعاف مصر الدكتور أحمد الأنصاري، قوله إن «حالة وفاة واحدة وقعت في اشتباكات المدينة الجامعية لطلاب الأزهر هي لطالب في الفرقة السادسة بكلية الطب»، مشيراً إلى أنه تم نقل المتوفى بسيارة إسعاف إلى «مشرحة زينهم». وانسحبت قوات الأمن المركزي من داخل مبنى المدينة الجامعية لطلاب الأزهر بعد اشتباكات دامت نحو ساعتين مع عشرات من الطلاب الذين احتشدوا وراء الأبواب ورشقوا عناصر الأمن بالحجارة. وفي سياق متصل أبلغت مصادر تسكن في مناطق متفرقة بالقاهرة أن آلاف الطلاب الجامعيين تظاهروا، قبل الفجر، داخل عدد من المدن الجامعية، تضامناً مع زملائهم طلاب جامعة الأزهر. وأوضحت المصادر أن الطلاب تظاهروا بالمدن الجامعية في مناطق «بين السرايات»، و»عين شمس»، وشارع «أحمد عرابي» بحي المهندسين، مردِّدين هتافات «إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية»، و»يسقط حكم العسكر»، و»تسقط حكومة الانقلاب». وكان عشرات من طلاب جامعة الأزهر ينتمون لتيارات إسلامية متشدِّدة أضرموا، منتصف ليل الأربعاء – الخميس، النار في أشجار بالمدينة الجامعية، ودارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين عناصر من الأمن المركزي التي اقتحمت المدينة وأوقفت عدداً منهم. ووقعت اشتباكات عنيفة بين عشرات من طلاب جامعة الأزهر ممن ينتمون لتيارات إسلامية متشدِّدة، وبين عناصر من قوات الأمن المركزي، في محيط المدينة الجامعية بضاحية مدينة نصر (شمال شرق القاهرة)، إثر تظاهر الطلاب احتجاجاً على توقيف عدد من زملائهم حاولوا اقتحام مشيخة الأزهر بعد ظهر الأربعاء. وقام المتظاهرون برشق عناصر الأمن المركزي المتواجدة بشارع مصطفى النحاس ومحيط المدينة الجامعية لطلاب الأزهر، بالحجارة والزجاجات الفارغة فوقعت الاشتباكات، وقامت عناصر الأمن بمطاردة الطلاب إلى داخل المدينة، فيما تصاعدت وتيرة الأحداث بقيام الطلاب برشق عناصر الأمن بزجاجات المولوتوف الحارقة ما أدى إلى اشتعال عدة أشجار وأبواب خشبية. وتمكنت عناصر الأمن من توقيف عدد كبير من الطلاب المتظاهرين وتم نقلهم إلى أحد المقار الأمنية، بعد أن أخمدت سيارات إطفاء حريق الأشجار ونقل عدد من الطلاب المصابين بسيارات إسعاف لتلقي العلاج. وكان عدد كبير من الطلاب المتشددين قطعوا طريقاً رئيسياً، بعد ظهر الأربعاء، أمام مشيخة الأزهر بحي «الدرّاسة»، وحاول عدد منهم اقتحام المشيخة، فيما أعلنت وزارة الداخلية في بيان، أن نحو ألف طالب تظاهروا حول مشيخة الأزهر وتم توقيف 24 منهم بينهم شخص تركي الجنسية. وعلى أثر تلك الحوادث قرَّر مجلس جامعة الأزهر، خلال اجتماع طارئ، عدم السماح بالمظاهرات داخل الحرم الجامعي بكافة كليات الجامعة «حفاظاً على حسن سير العملية التعليمية، وتعليق كافة أنشطة الاتحادات الطلابية بجميع الكليات وتحويل المسيئين منهم إلى مجالس تأديب عاجلة». في موسكو ذكرت تقارير إخبارية روسية أن وزارة الخارجية الروسية قررت استثناء منتجعات البحر الأحمر من التحذير الذي سبق أن أصدرته لمواطني البلاد بالامتناع عن السفر إلى مصر في أعقاب إعلان حالة الطوارئ في مصر. وذكر موقع «أنباء موسكو» أن وزارة الخارجية الروسية أعلنت عن قرارها بتعديل إرشادات السفر لمصر في أعقاب انتهاء حالة الطوارئ في مصر، وقالت في بيان امس إن «الوضع في مصر يسير إلى الاستقرار عقب انتهاء حالة الطوارئ .. والسلطات المصرية توفر الأمن الضروري لمنتجعات البحر الأحمر». وأضافت أنه إزاء ذلك، رأت الخارجية الروسية أن «الوضع القائم في مصر حالياً لا يمنع زيارات المواطنين الروس إلى مناطق البحر الأحمر السياحية». وأشارت إلى أنه بما أن «الوضع في بعض مناطق البلاد بما فيها القاهرة وعدد من المدن الكبيرة الأخرى يبقى صعبا حيث هناك مظاهرات احتجاجية واشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن والشرطة فإن وزارة الخارجية الروسية توصي بتوخي الحذر وعدم مغادرة مناطق المنتجعات السياحية والامتناع عن زيارة المدن والمناطق التي يبقى خطر الإرهاب فيها قائما وتظل درجة التوتر الاجتماعي مرتفعة». وكان كل من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو زارا العاصمة المصرية القاهرة الأسبوع الماضي.