تظاهر آلاف من طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر في جامعات عدة أمس تلبية لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحشد تحت شعار «الحرية للطلاب». ووقعت اشتباكات بين طلاب «الإخوان» من جهة ومعارضيهم والأمن من جهة أخرى في أكثر من جامعة، كان أعنفها في جامعة المنصورة، فيما أكدت السلطات المصرية قدرتها على تأمين الشوارع بعد انتهاء حال الطوارئ وحظر التجوال أمس لانقضاء المهلة الدستورية لفرضهما. وقال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم إن «الأجهزة الأمنية في الوزارة مستعدة لتأمين الشارع» مع انتهاء فترة حظر التجوال ورفع حال الطوارئ. وأوضح أنه «سيتم الدفع بآليات مسلحة في جميع الشوارع والمحاور والميادين الرئيسة لتأمينها عقب انتهاء فترة حظر التجوال، لإحكام السيطرة الأمنية وبث الشعور بالثقة والأمن في نفوس المواطنين». وعن الاستعدادات الأمنية للتظاهرات التي دعا إليها «الإخوان» في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، قال إبراهيم إن «الأجهزة الأمنية اتخذت كل استعداداتها للتعامل مع التظاهرات»، محذراً من «استغلال الإخوان التجمعات الكبرى التي ستشهدها البلاد في ذلك اليوم»، في إشارة إلى مباراة مصر وغانا في إطار التصفيات النهائية المؤهلة لبطولة كأس العالم لكرة القدم، وتظاهرات قوى ثورية لإحياء الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود. وقال مسؤول عسكري ل «الحياة» إن «انتهاء الطوارئ لا يعني انسحاب قوات الجيش من الشارع. وجود جنود القوات المسلحة خلال المرحلة الانتقالية الحالية ضروري ومهم للغاية»، لافتاً إلى أن «أعمالاً تنسيقية واستعدادات تجرى لوضع الخطط الخاصة بالاستفتاء على الدستور، ومن بعدها الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية». وكانت اشتباكات اندلعت أمس بين مئات الطلاب المؤيدين لجماعة «الإخوان» وقوات الشرطة أمام جامعة المنصورة، بعد مصادمات بين طلاب «الإخوان» ومعارضيهم في محيط الحرم الجامعي انتقلت إلى الشارع، ما استدعى تدخل قوات الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز للفصل بين الطرفين ودخلت في اشتباكات مع طلاب «الإخوان» الذين رشقوا قوات الشرطة بالحجارة وزجاجات حارقة. وطارد جنود طلاباً في الشوارع الجانبية وضربوهم بالهراوات وأوقفوا عدداً منهم. وقال شهود إن أكثر من 10 طلاب أصيبوا في هذه الاشتباكات. وأرغمت قوات الشرطة الطلاب على التراجع إلى الحرم الجامعي، لكن الطرفين ظلا يتبادلان التراشق عبر أسوار الجامعة التي تحول حرمها إلى ساحة مواجهة بين الطلاب من مؤيدي مرسي ومعارضيه. واحترقت غرفة الأمن الإداري جراء الاشتباكات. وفي جامعة الأزهر، تجمع مئات الطلاب داخل الحرم الجامعي ونظموا مسيرة وصلت إلى المبنى الإداري ورشقت قوات الأمن المركزي داخل الحرم بالحجارة، ما دفعها إلى التراجع خارج الجامعة والتمركز أمام بوابتها الرئيسة، تجنباً للصدام مع الطلاب داخل الجامعة، لكن مناوشات بسيطة وقعت بين مؤيدي مرسي ومعارضيه. وشهدت كلية العلوم في جامعة حلوان اشتباكات بين طلاب «الإخوان» ومعارضيهم بعد مناوشات تبادل فيها الطرفان الهتافات المسيئة. كما شهد حرم جامعة القاهرة مناوشات بين الطرفين تمكن الأمن الإداري من السيطرة عليها، فيما تمركزت قوات من الشرطة أمام الجامعة لمنع خروج المتظاهرين إلى الشارع. وفي سيناء، جُرح مجند أمن مركزي برصاصة أطلقها مسلحون مجهولون عليه في قسم شرطة رمانة في العريش، قبل أن يفروا. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن أحد العناصر الجهادية المتطرفة قتل في منزله في مدينة بورسعيد بعد تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. من جهة أخرى، أرجأت محكمة جنح الخانكة التي انعقدت في أكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس في القاهرة محاكمة أربعة ضباط شرطة إلى جلسة 17 كانون الثاني (ديسمبر) الجاري، على خلفية واقعة مقتل 37 سجيناً اعتقلوا على هامش تظاهرات ل «الإخوان» داخل سيارة ترحيلات في سجن أبو زعبل في تموز (يوليو) الماضي. وكان النائب العام هشام بركات أحال الضباط الأربعة على المحاكمة بعدما أثبتت التحقيقات تورطهم في اختناق المعتقلين بغاز مسيل للدموع أطلقته الشرطة داخل سيارة الترحيلات المغلقة. وأسندت النيابة إلى المتهمين الأربعة تهمتي «القتل والإصابة الخطأ» بحق المجنى عليهم.