«عيد الأخضر» لم يتغير!

دروب

أعاد المنتخب السعودي بقدرته على الثبات خارج ارضه وتصدره مجموعته التأهيلية لنهائيات كأس الامم الاسيوية المقبله شيئاً من ذكرى الماضي الجميل للصقور الخضر عندما كانت تحلق بارتفاعات شاهقة في سماء القارة الاسيوية على مدى 16 عاما متتالية وتحط في منصات القمة للتتويج بين البطولة أو الوصافة خلال خمس دورات في الفتره مابين (1984- 2000) واحيت مواجهته الاخيرة للصين في عقر دارها التي عزز بنتيجتها صدارته لمجموعته.. جانباً مضيئاً من تلك الذكريات الخالدة في تاريخ الكرة السعودية عندما كان الابطال صالح النعيمة وماجد عبدالله وصالح خليفة ومحمد عبدالجواد ومن خلفهم الحارس الدعيع يرسمون الفرح لعشاق الأخضر بأجمل صورة وينثرون ابداعاتهم الكروية في ملاعب القارة الصفراء .
ان الامل كبير بقدرة القائد الخبير سعود كريري وبقية رفاقه النجوم الحاليين في السير على نهج تلك الأسماء العملاقة التي حفرت اسماءها بقوة في تاريخ البطولات الاسيوية بنجوميتها وانجازاتها المدوية. ولعل من الجوانب الايجابية ان يتبوأ سدة رئاسة اتحاد الكره اليوم نجم دولي سابق وشخصية ادارية واعية عرفت بمثاليتها واخلاقها الرفيعه الاستاذ احمد عيد الذي شاهدناه بعد المباراة قبل الأخيرة بكل تواضع وهو يغوص وسط لاعبيه ومحبي الاخضر محتفلا معهم بتأهل صقور اليوم للنهائيات عقب مواجهة العراق الثانية التي كسبها المنتخب للمرة الثانية على التوالي وقبل المباراة كان احمد عيد يشحذ همم لاعبيه ويشجعهم على احراز الفوز وتحقيق الطموحات المنشودة.
لقد بدأت خطواتنا التطويرية للنهوض بمستوى المنتخب تأخذ ثباتاً اقوى ويتحسن معها الاداء والنتائج في ظل روح الفريق الواحد وانسجام وتناغم الاداء الجماعي بين افراده وهو مايدعونا الى التفاؤل اكثر بقدرة هذه المجموعة التي تمزج بين حيوية الشباب وخبرة الكبار في امكانية تغيير الصورة الباهته للمنتخب مستقبلاً وتحسين مركزه التصنيفي المتأخر لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) .
ان تاريخ احمد عيد مع المنتخب عريق ويتجاوز 45 عاما عرفناه خلالها نجما خلوقا وحارسا متميز بادائه وبراعته في الذود عن المرمى الاخضر وهو ما أهَّله للفوز بكأس افضل حارس في دورة كأس الخليج العربي الاولى بالبحرين 1390ه وحافظ على توهجه ولقبه في الدورة الثانيه بالرياض 1392ه وحتى اليوم لم تتغير شخصية احمد عيد، ذلك الانسان البسيط والمتواضع وكم كانت تلك الصورة جميلة بل وتاريخية باعتبارها المرة الاولى التي نرى فيها رئيسا لاتحاد الكره السعودي يحمله لاعبوه بأيديهم عالياً كما رفعوه في الملاعب بنتائجهم الاسيوية الايجابية بعد سنوات من الخيبة!!