باتت نتائج بطل دوري الموسم الماضي الفتح أمرا يحير جماهيره ومحبيه في هذا الموسم، فبعد تسع جولات من الموسم الجديد لم يحصد سوى 10 نقاط أبقته في المركز التاسع بانتصارين وأربعة تعادلات وثلاثة خسائر و11 هدفا، في حين استقبلت شباكه 12 هدفا، وهذه الإحصائية لا تتناسب مع سمعة بطل الدوري وكأس السوبر الذي أبهر الجميع الموسم المنصرم، لكن سرعان ما تراجع بشكل كبير، وأصبح يتلقى الخسائر المتتالية وآخرها خسارته من الأهلي بنتيجة 3-صفر على أرضه وبين جماهيره، جعلت من حظوظه في المنافسة على اللقب أمراً في غاية الصعوبة، نظراً لصحوة عدد من الأندية فأصبح الفارق بينه وبين المركز الاول الهلال 12 نقطة وبين الوصيف النصر 11 نقطة وبين الثالث الاهلي سبع نقاط وبين الرابع الشباب خمسة نقاط، على رغم أن الفرصة لتقليل الفارق ما زالت قائمة في ظل تبقي 17 جولة من الدوري بشرط العمل على إزالة أسباب التراجع والعمل بجد للعودة إلى المسار الطبيعي. (دنيا الرياضة) رصدت الأسباب الظاهرة والخفية وراء تراجع مسيرة الفتح: الفراغ الإداري يعد ابتعاد مدير الكرة السابق محمد السليم من ابرز عوامل تدهور الوضع الإداري، اذ عرف عنه الحزم والشدة مع اللاعبين وقدرته على حل المشاكل التي تعترضهم وإعطاء كل لاعب حقه، لذلك حقق نجاحا ملموسا خلال إدارته وتحقيق بطولة الدوري والسوبر، لذلك على الفتحاويين إعادة المكتسبات التي تحققت في الفترة الماضية بإعادة السليم وحل المشكلة التي اعترضت مواصلته. عدم الاستقرار ادى التفريط في عدد من النجوم الذين كانت لهم بصمة واضحة في التتويج بلقب الموسم الماضي أمثال الحارس محمد شريفي والمدافع عدنان فلاته إلى عدم الاستقرار في التشكيل ما افقد الفريق هويته، فالعناصر البديلة التي تم التعاقد معها لم تكن بكفاءة الراحلين، ففلاته كان متميزا في الظهير الأيسر من الناحية الدفاعية أو الهجومية، في حين كان شريفي يؤدي دور القيادة حتى وهو خارج الملعب ومن كراسي الاحتياط، وانعكس ذلك على العويشير الذي كان في أوج تألقه لوجود المنافس له، في حين تغير حال العويشير في هذا الموسم فكثرت أخطاؤه لعدم وجود المنافس الحقيقي، كذلك الحال ينطبق على محمد نامي الذي أصبح ممرا سهلا للمهاجمين من ناحية الظهير الأيمن بعد أن فضله الجبال على حساب عبدالعزيز بوشقراء المتوازن دفاعا وهجوما، وكان دوره بارزا لكن الجبال كان له رأي آخر هذا الموسم، ولم يكن التعاقد مع المهاجم عمر الخضري موفقا اذ لم يجد له مكانا في التشكيلة الاساسية والاحتياطية، وينطبق الحال على وشافي الدوسري وعبدالله الدوسري اللذين شاركا في بعض المباريات لكنهما ظهرا بشكل متواضع، وكان من الأجدى منح الفرصة للعناصر الشابة مثل احمد السلطان ومبارك السلطان وسلطان الشمري. اللاعب الآسيوي سيحل المعضلة وعودة الحافز ستكتشف اللاعبين من جديد عقم الهجوم كشف الدوري في جولاته التسع الأولى عن وجود خلل كبير في الناحية الدفاعية فقد استقبلت شباك الفريق 12 هدفا في حين استقبلت شباكه في المباريات التي لعبها على أرضه أربعة أهداف، وولجت شباكه ثمانية أهداف في المباريات التي لعبت خارج قواعده وهي خمس مباريات، ما يعني نسبة 20 في المئة على أرضه و50 في المئة خارج أرضه وبالتالي نسبة الخسارة في جميع المباريات في الداخل والخارج هي 33 في المئة في حين نسبة الفوز في مبارياته في الاحساء هي 40 في المئة من خمس مواجهات، في حين عجز الفريق عن تحقيق أي انتصار في المباريات الأربع التي لعبها في الخارج فتعادل في مباراتين وخسر مثلها، ما يعني إن نسبة الفوز خارج ملعبه هي صفر في المئة، وكانت نسبة الفوز داخل ملعبه 22 في المئة، فالقصور في الهجوم والدفاع بسبب ضعف الرصيد البشري الحالي للخط الأمامي للفريق بعد تراجع أداء الكنغولي دوريس سالمو الذي سجل هدفين فقط في حين كان منافسا على لقب الهداف بحلوله وصيفاً للهدافين، وتأثر الدفاع بشكل كبير بعد إصابة السنغالي كيمو سيسوكو بعد العملية الجراحية التي تعرض لها بكسر في المفصل أثناء معسكر الفريق في الامارات، يضاف إلى ذلك تراجع أداء البدلاء وعدم انسجام المحترف البديل التونسي عمار الجمل مع المجموعة. النهج التكتيكي بعد السنوات الطويلة التي قضاها المدرب التونسي فتحي الجبال ونجاحه في ترسيخ النهج التكتيكي الرائع بنقل الهجمة من الدفاع للهجوم بسرعة عالية وعن طريق الأطراف لم يكن أمام الفرق الأخرى إلا حفظ الطريقة الفتحاوية واللعب بتحفظ والضغط على مكامن القوة في وسط الميدان على البرازيلي التون وإغلاق المساحات أمام حمدان وحسين المقهوي ومراقبة المهاجم الكنغولي سالمو، لذلك نجحت الفرق في شل حركة مصادر القوة وتعطيلها فكان الأجدر بالجبال اللعب بتكتيك مختلف من مباراة لأخرى لمباغتة الخصوم ووفق إمكانات الفرق الأخرى. ضعف اللياقة البدنية على عكس مرحلة الموسم الماضي فالفريق كان يعيش أفضل مستوياته من حيث الحضور الذهني واللياقي والفني، أما هذا الموسم فقد ظهر الإرهاق والإعياء على جل لاعبي الفريق خلال الشوط الثاني من المباريات، ووجدت عناصر الفريق صعوبة كبيرة في مسايرة إيقاع المباريات الأخيرة. ضعف الطموح ارجع المدرب الوطني محمد الخراشي أسباب تراجع مستوى الفتح خلال الجولات الماضية للاعبي الفريق إلى كونهم وصلوا إلى مرحلة تشبع بعد تحقيقهم الثنائية وقال: «الطموح لدى اللاعبين أصبح أقل مما مضى وهذا أمر طبيعي، وهناك عوامل مثل الحظ الذي لازم الفريق في بعض مبارياته ونتائج المنافسين وعدم التعرض للإصابات كانت تخدم الفتح في الموسم الماضي وهو خلاف ما عليه في الموسم الحالي من إصابات وإيقافات، وهذا أمر نستطيع أن نطلق عليه قاعدة شبة ثابتة تتعرض لها جميع الفرق». وأضاف «تراجع الفتح لا يقلل من وزنه بل يزيده طموحاً من أجل العودة إلى مستواه الحقيقي لكونه مازال يمتلك القيمة الفنية لدى لاعبيه، ولكي يسترجع نتائجه يحتاج فقط لتجديد طموح لاعبيه وتحفيزهم واستغلال فترة التوقف لمعالجة السلبيات وتحقيق الانتصار في أول جولة بعد التوقف ستمنح للفريق الإضافة لتحقيق انتصارات مقبلة». ضعف مستوى البديل فيما وصف المدرب الوطني حمد الخاتم تراجع مستوى الفتح بالمؤقت وهو قادر على العودة لمستواه فهو يمتلك الهوية والإمكانات والأفراد وقال: «الفريق مر بظروف صعبة تمثلت في الغيابات التي أثرّت في التركيبة الفتحاوية متمثلة في غياب المدافع السنغالي كيمو سيسوكو وانتقال بعض اللاعبين المؤثرين في خريطة الفريق، وكذلك البديل لم يكن بالمستوى الذي كان عليه اللاعبون المنتقلون ما اثر في التجانس»، مؤكداً أن فترة التوقف ستشهد معالجة السلبيات التي تمنح عودة الفريق لسابق عهده والفريق قادر على ذلك للإمكانات التي تتوفر من عناصر ومدرب كبير، وسيعزز من ذلك التعاقد مع اللاعب الآسيوي الرابع وهذا سيزيد من قوة الفريق وعودته لدائرة المنافسة على المراكز الأربعة الأولى». فيما أرجع المدرب الوطني سمير هلال تراجع الفريق لعدة عوامل منها «غياب بعض العناصر المؤثرة في بعض المباريات للإصابات والكروت الملونة، إضافة إلى الضغط الكبير الذي يتعرض له اللاعبون من قبل الإعلام الرياضي على اعتباره أنه يلعب بهوية البطل»، مؤكدا أن خسارة قائد الخط الخلفي سيسكو اثر بشكل كبير على الوضع العام للفريق وكرة القدم منظومة جماعية متى تأثر خط سيتأثر باقي الخطوط وهذا ما اتضح من تراجع في مستوى الهجوم وبالتحديد دوريس سالمو وهذا أثر بشكل كبير على المستوى العام للفريق، وأضاف هلال «الفرصة لاتزال سانحة للعودة من جديد لإعادة ترتيب أوراقه والعودة لأجواء المنافسة على المراكز المتقدمة وحجز مقعد آسيوي وهذا ما ينشده في خطته المقبلة بتحقيق الانتصارات وعودة ثقافة الانتصارات لكل افراد الفريق». بدوره قال مدرب الفريق الحالي فتحي الجبال: «الفريق تعرض لبعض الصعوبات في بداية مشواره ومنها الحظ الذي عاندنا، وكذلك الاصابات». وعن معدل اعمار اللاعبين قال الجبالي: لدينا عدد من العناصر الشابة التي شاركت في المباريات الماضية وسنواصل منحها الفرصة بجانب لاعبي الخبرة. وعن عدم الاستفادة من بعض العناصر التي تم التعاقد معها مثل عمر الخضري أوضح، نحن نعتمد على جاهزية اللاعبين بعيدا عن اسمائهم ومن يثبت جاهزيته وامكاناته سيشارك في التشكيل الاساسي، إضافة الى ان بعض المباريات تتطلب نوعية من اللاعبين الاكثر خبرة». أما المشرف العام على الفريق احمد الراشد قال: «ما تعرض له الفريق في الجولات الماضية سوء طالع، قدمنا مستويات كبيرة لكن الحظ لم يكن معنا في العديد من المواجهات على رغم أفضليتنا ولكن التوفيق لم يكن حليفنا، ونحن نعتبر ذلك كبوة جواد والفريق قادر على تصحيح مساره، ونحن بصدد تدعيم الفريق بلاعب آسيوي في فترة الانتقالات الشتوية». طموح اللاعبين انخفض سقفه من تدريبات الفتح