انتهى موسم الهلال "زعيم آسيا" بخروج آسيوي مُر أثار سخط الجماهير الهلالية على الإدارة برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد إذ طالبته تلك الجماهير بالرحيل ومنح الفرصة لآخرين في المرحلة المقبلة، بيد أن تمسك كبار الشرفيين بالرئيس الحالي كان عائقاً لتنفيذ مطالب الجماهير الهلالية التي لم تكن راضية إطلاقاً عن فريقها في الموسم المنصرم بالرغم من تحقيقه كأس ولي العهد. الهلال لم يُقنع جماهيره في الموسم الماضي إذ ظهر دون مستوياته المعهودة وهو ما تسبب في تراجع نتائجه وخسارته لجميع البطولات المحلية والخارجية التي شارك فيها باستثناء كأس ولي العهد الذي نجح في الاحتفاظ بلقبه للعام السادس على التوالي. كومبواريه تلاعب بالفريق والإدارة أبعدته بعد «خراب مالطا» الإدارة الهلالية كابرت كثيراً بإبقائها المدرب الفرنسي كومبواريه حتى الجولة ال 18 من دوري "زين" إذ لم تتخذ قرار إلغاء عقده إلا بعد "خراب مالطا" وهو ما أثر بشكل واضح على مسيرة الفريق "الأزرق"، وعلى صعيد الاستقطابات الأجنبية والمحلية لم توفق الإدارة كثيراً إذ لم تكن الأسماء مقنعة كما كان هو الحال قبل مواسم عدة، فأجانب الهلال فشلوا في صناعة الفارق مثلما فعل أجانب الفرق الأخرى كالفتح والشباب والأهلي، مانجان وهرماش رحلا باكراً بينما ويسلي ويو بيونج استمرا حتى نهاية الموسم بالرغم من تواضع مستوياتهما، حتى اللاعبين الأجنبيين اللذين أحضرتهما الإدارة في فترة الانتقالات الشتوية قدما مستويات متواضعة (أوزيا وبوليفار)، أما التعاقدات المحلية فحدث ولا حرج كون المدافع ياسر الشهراني هو الحسنة الوحيدة للإدارة الهلالية التي لم تستيقظ من سباتها إلا في منتصف الموسم عندما تعاقدت مع مهاجم الاتفاق يوسف السالم ومع لاعب وسط لوليتيانو البرتغالي عبدالله عطيف. في المقابل أحسنت الإدارة صنعاً عندما أسندت مهمة التدريب للكرواتي زلاتكو الذي يعرف الفريق جيداً نظراً لضيق الوقت بين قرار إلغاء عقد كومبواريه والمباراة الأولى للفريق خصوصاً انه كان يخوض الأدوار النهائية من كأس ولي العهد، هذا القرار يحسب لإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد. قرار لجنة المنشطات السعودية الذي صدر في 23 يناير بإيقاف الحارس خالد شراحيلي عامين بسبب تناوله المنشطات أثر بشكل كبير على الحراسة الهلالية في ظل أزمة الحراس التي عانى ولا يزال يعاني منها الفريق. الهلاليون اشتكوا كثيراً من الإرهاق ومن ضغط المباريات في نهاية الموسم إذ ظهر رئيس النادي غير مرة وانتقد جدولة الجولات الأخيرة من دوري "زين" بسبب تداخلها مع الأدوار النهائية من دوري أبطال آسيا، إذ تأثر الهلال في ظل عدم امتلاكه البديل الجاهز. بداية متعثرة وتجديد الثقة في كومبواريه "الزعيم" لم يبدأ موسمه جيداً إذ تعثر في أول مباراة له بالتعادل مع هجر 2-2 في دوري "زين" السعودي للمحترفين، واستمر الحال على ماهو عليه في الجولة الثانية من دوري "زين" عندما تلقى أول خسارة على يد الفتح 1-2 ومع هذه الهزيمة بدأت جماهير الهلال تطالب برأس المدرب الفرنسي كومبواريه خصوصاً وأن الفريق أنهى الجولة الرابعة من الدوري وهو يقبع في المركز السابع. إدارة الهلال جددت ثقتها في الفرنسي كومبواريه الذي نجح في تحقيق نتائج إيجابية قادت الفريق نحو الوصافة مع نهاية الجولة السابعة، وبالرغم من ذلك إلا أن الجماهير الهلالية لم تكف عن مطالباتها بإبعاد المدرب كونها لم تقتنع بمستويات الفريق الفنية وكانت تعلم جيداً بأنه لا يسير في الإتجاه الصحيح. بدأ كأس ولي العهد واستطاع الهلال أن يتجاوز نجران في دور ال 16 عندما فاز عليه بصعوبة 2-1 في مباراة كان فيها نجران قريباً من التعادل في الدقائق الأخيرة كونه أهدر ركلة جزاء فيها، الهلاليون وضعوا أيديهم على قلوبهم خوفاً من مستقبل فريقهم الغامض مع كومبواريه، وفي دور الثمانية أقصى الهلال الفتح وتأهل للدور نصف النهائي بعد فوزه عليه 2-صفر. الخسارة من النصر أطاحت بالفرنسي في يوم 30 يناير اقتنعت الإدارة الهلالية أخيراً بعدم جدوى استمرار المدرب الفرنسي كومبواريه وذلك بعد الخسارة من النصر صفر-1 في الجولة ال18 من دوري "زين" وهي الخسارة التي قللت من حظوظ الفريق في المنافسة على لقب الدوري، وفي ذلك الوقت قال الهلاليون لرئيس ناديهم "ليالي العيد تبان من عصاريها" في إشارة إلى تجاهل الإدارة لمطالباتهم منذ وقت مبكر بتسريح المدرب وطاقمه المساعد. كومبواريه قاد الهلال في 20 مباراة، فاز في 14 مباراة وتعادل في ثلاث مباريات وخسر مثلها، وفي عهد كومبواريه اهتزت شباك الهلال 18 مرة، بينما سجل مهاجموه 51 هدفاً. عبدالعزيز الخالد رياح التغيير شملت اللاعبين الأجانب إذ تخلصت الإدارة الهلالية خلال فترة الانتقالات الشتوية من المدافع السنغالي مانجان ومن لاعب الوسط المغربي عادل هرماش باعارتهما لفريق انجليزي وآخر فرنسي، وتعاقدت مع المدافع البرازيلي أوزيا ومع لاعب الوسط الكولمبي جوستافو بوليفار، كما تعاقدت مع مدافع الأهلي محمد مسعد ومع حارس الشباب إبراهيم زايد بنظام الإعارة. زلاتكو يقود الهلال للذهب الهلاليون استعانوا بمدرب الفريق الأولمبي الكرواتي زلاتكو الذي سبق أن درب الفيصلي في دوري "زين"، وبالمصادفة بدأ زلاتكو مشواره مع الهلاليين أمام الفيصلي في الدور نصف النهائي من مسابقة كأس ولي العهد ونجح الكرواتي في قيادة الهلال نحو نهائي البطولة بتجاوزه الفيصلي 1-صفر، دورياً فاز الهلال على الشعلة 4-2 في أول ظهور له بعيداً عن الفرنسي كومبواريه وبإشراف فني من زلاتكو الذي نجح في أول اختبار صعب له في 22 فبراير عندما زف "الزعيم" نحو الذهب وتوج معه بكأس ولي العهد بعد الفوز على النصر 4-2 بركلات الترجيح. خسارة العين الآسيوية أفسدت الأفراح الهلالية بعد خمسة أيام من تتويجه بلقب كأس ولي العهد طار الهلال إلى الإمارات لملاقاة العين في الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا 2013م، واصطدمت النشوة الهلالية بخسارة كبيرة من العين الإماراتي 1-3، تلك الخسارة أقلقت الهلاليين على مستقبل فريقهم في البطولة خصوصاً أن المجموعة التي وقع فيها هي الأصعب بوجود الاستقلال الإيراني والريان القطري. الهلاليون قالوا بصوت واحد: «بطولة واحدة لا تكفي» الهلال خاض ثاني مبارياته الآسيوية على أرضه وبين جماهيره مع الريان القطري ونجح في الخروج من المباراة بنتيجة إيجابية بفوزه 3-1، إلا أن الخسارة من الاستقلال في الرياض 1-2 أعادت الهلاليين إلى نقطة الصفر!. غادر الهلاليون إلى العاصمة الإيرانية طهران لملاقاة الاستقلال في مباراة لا تقبل أنصاف الحلول، إما الفوز والمحافظة على الآمال في الوصول للدور الثاني أو التعثر والخروج من البطولة باكراً، رجال الهلال كانوا في الموعد وحققوا نتيجة إيجابية أنعشت أمالهم في بلوغ دور ال16 أعقبوها بفوز مستحق على العين الإماراتي 2-صفر، وفي الجولة الأخيرة من دور المجموعات أعلن الهلال تأهله ثانياً عن مجموعته ب 12 نقطة عقب فوزه على الريان القطري 2-صفر، مهاجمو الهلال سجلوا في دور المجموعات عشرة أهداف وتلقت شباك فريقهم ستة أهداف، فاز في أربع مباريات وخسر مباراتين. الهلال يخطف وصافة "زين" دورياً حاول الهلال إصلاح ما يمكن إصلاحه بيد أن الفتح لم يدع له أي مجال لتعويض النقاط التي نزفها في بداية الدوري، وكانت الخسارة من الشباب في الدور الثاني 2-3 الضربة القاتلة للهلاليين. الهلال أنهى مشواره في دوري "زين" وصيفاً ب 56 نقطة وبفارق ثماني نقاط عن البطل (الفتح)، فاز في 17 مباراة وتعادل في خمس مباريات وخسر أربع مباريات، زلاتكو درب الهلال في ثماني مباريات دورية فاز في خمس منها وتعادل في مباراتين وخسر مباراة وحيدة أمام الشباب، سجل مهاجمو الهلال في الدوري تحت إشراف زلاتكو 16 هدفاً بينما تلقت شباك الفريق تسعة أهداف. ويودع كأس "الأبطال" باكراً أوقعت قرعة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال الهلال وجهاً لوجه مع الاتحاد في دور الثمانية، جماهيره استبشرت خيراً بالقرعة في ظل الظروف التي يعاني منها الاتحاد ومشاركته في البطولة بأسماء شابة، بيد أن الأمور داخل المستطيل الأخضر كانت مختلفة تماماً إذ استطاع الاتحاد أن ينتصر في موقعة الذهاب على ملعبه 3-2، وفي التاسع من مايو وقع مهاجم الاتحاد الشاب عبدالرحمن الغامدي صك خروج الهلاليين رسمياً من آخر المسابقات المحلية، الخروج المفاجئ أثار غضباً واسعاً في الأوساط الهلالية إذ بدأت المطالبات هذه المرة برحيل رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي خرج للجماهير وطالبهم بتأجيل ذلك حتى نهاية الموسم. الهلال فاز في 24 مباراة وخسر ثماني مباريات في الموسم وضاع حلم العالمية انهمرت دموع الهلاليين في يوم الأربعاء 22 مايو الذي شهد خروجهم من دور ال 16 من دوري أبطال آسيا على يد لخويا القطري بعد أن كانت طموحاتهم أبعد من ذلك بكثير لا سيما أن فريقهم لم يُبلي حسناً في المسابقات المحلية وكانوا ينتظروا التعويض بتأهل آسيوي للدور ربع النهائي يُعيد لفريقهم هيبته المفقودة ويجدد آمالهم في تحقيق البطولة التي استعصت عليهم وعلى الفرق السعودية كثيراً في السنوات الأخيرة وحرمتهم من المشاركة في كأس العالم للأندية. مشوار "الزعيم" بالأرقام لعب الهلال 39 مباراة في الموسم المنصرم، فاز في 24 مباراة وتعادل في سبع مباريات وخسر في ثماني، نسبة فوزه في المباريات 61.6 في المئة، ونسبة تعادله 17.9 في المئة وخسارته 20.5 في المئة. سجل مهاجمو الهلال في جميع المسابقات المحلية والخارجية 83 هدفاً، بينما تلقت شباكه 41 هدفاً. الخالد: الإدارة غيبت الاستقرار وانضباط اللاعبين "غائب" بدوره أكد المدرب الوطني الدكتور عبدالعزيز الخالد أن الموسم الماضي لم يكن مقنعاً للهلاليين خصوصاً أن فريقهم تعود على البطولات، مرجعاً ذلك إلى غياب الاستقرار الفني وأخطاء الإدارة وتراجع مستويات اللاعبين، وحلل الخالد أوضاع الهلال في الموسم الماضي من خلال حديث خص به "دنيا الرياضة" وقال فيه: " الموسم الماضي غير مقنع للهلاليين، فريقهم تعود على البطولات ولا يمكن أن يقبل بأن يخرج من الموسم بأكمله ببطولة واحدة، صحيح أنه حقق كأس ولي العهد ووصيف الدوري بيد أن ذلك غير مقنع للهلاليين خصوصاً أن الفريق لم يتأهل آسيوياً، فنياً الفريق لم يظهر بشكل جيد رغم وجود عناصر مميزة وأسماء قوية لكنها اختفت في الملعب". وحول أسباب ذلك قال: "السبب الأول هو عدم الاستقرار الفني، الهلال في السنتين الأخيرتين غير ثلاثة أو أربعة مدربين خلال فترة وجيزة جداً وهو ما غيب الاستقرار، أقرب مثال على أهمية البقاء على مدرب فترة طويلة فريق الفتح الذي تمسك بمدربه واستقر فنياً وحقق لقب الدوري، السبب الثاني هو أن إدارة النادي لم تدير الأمور بشكل جيد فهي تتحمل قضية المدرب وغياب الاستقرار أولاً، بالإضافة إلى أنها لم توفق في اختيار العناصر الأجنبية المميزة ولم تستقطب لاعبين على مستوى عال يساعدون الفريق على النجاح، أيضاً عدم التركيز من قبل الإدارة إذ ظهروا مشتتين بين المسابقات المحلية والبطولة الآسيوية، برأيي الإدارة تتحمل جزئية كبيرة من الخروج الآسيوية على يد لخويا القطري فهي لم تعد الفريق معنوياً كما يجب، أضف إلى ذلك حديثها عن تغيير المدرب في وسط المنافسة وفي عز المعمعة، السبب الثالث هو اللاعبين، هنالك أسماء قوية ومميزة كالقحطاني والشلهوب والعابد والدوسري لم يظهروا بمستوياتهم المعهودة لسببين حضورهم غير جيد وعدم الاحترافية، اللاعب السعودي غير محترف في الواقع، غير منضبط خارج الملعب يسهر وتغذئته سيئة وهو ما ينعكس على عطائه ويؤثر سلبياً على تركيزه ويعرضه للإصابات". وأضاف "من المفترض أن تكون إدارة الهلال قد تعاقدت مع مدرب يتناسب مع منهجية الهلال، كومبواريه لم يوفق بسبب عدم توظيفه للاعبين بشكل جيد ولم يستقر على تشكيلة بالإضافة إلى قراءته للمباريات وللتغييرات بشكل خاطئ، عدم حسم الإدارة لقرار إقالته منذ وقت باكر تسبب في خلل كبير". الخالد:الإدارة مسؤولة عما حدث.. والسهر أضر باللاعبين وحول تأثر الهلال بإيقاف الحارس خالد شراحيلي قال: "السديري وشراحيلي مستوياتهما متقاربة وجميع حراس السعودية كذلك، بعد اعتزال محمد الدعيع لم نشاهد حارس مرمى سعودياً متمكناً يؤكد لك بأنه موهوب ومؤهل بشكل جيد، لا يوجد لدينا في الدوري السعودي حارس مميز أخطاؤه قليلة جميع الحراس يقعون في أخطاء بالجملة ودليل ذلك أنه مع كل معسكر للمنتخب السعودي الأول نشاهد أسماء جديدة في حراسة المرمى لأنه ليس هنالك من أثبت وجوده من الحراس". وفي نهاية حديثه أكد الخالد بأن ضغط المباريات وإجهاد اللاعبين كان جزءاً من المشاكل التي أظهرت الهلال بهذه الصورة". في الهلال بطولة واحدة لاتكفي الخروج من الآسيوية أحدث ردة الفعل الأكبر