في يوم"الفتح" حينما دخل النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم"مكةالمكرمة"،"قام بغسل الكعبة المشرفة، وتطهيرها من الأصنام التي فيها، وكذلك الصور التي صورت على جدرانها"، فقد روي في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام"، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما انه قال".. لقيت بلال فسألته هل صلى..رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم بين العامودين اليمانيين"، وكان ذلك نهارا، وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت "طيبوا البيت فإن ذلك من تطهيره ". وهذا يدل على أن "غسل الكعبة وتطييبها وتجميرها" له أصل ثابت، وسنة نبوية كريمة، إلا أنه لم يثبت في ذلك وقت محدد، وقد اعتاد ولاة أمر هذه البلاد القيام بهذا العمل الجليل مرتين في العام خلال شهري" محرم الحرام، وشعبان". ويتم غسل "جدران الكعبة المشرفة وأرضيتها"بماء زمزم وتطييبها بالورد والعود في جميع أجزائها، حيث يتم فتح الكعبة المشرفة بعد صلاة الفجر بساعة للقيام بهذا العمل الجليل، ويظل داخل الكعبة المشرفة ريح طيب من خليط المسك والعود والعنبر طوال العام. ومن السنة إذا دخلها الإنسان أن يصلي فيها ركعتين ويكبر في نواحيها ويدعو الله عز وجل بما تيسر من الدعاء، ولاسيما جوامع الدعاء، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم "هذا الفعل" حيث ثابت عنه عليه الصلاة والسلام. وهذا يدل على "أن الصلاة داخل الكعبة" مستحبة وقربة وطاعة وفيها فضل، ويكفي المرء أن يصلي في" الحجر" فإنه من "البيت يتبع". "والكعبة المشرفة" صفتها أنها "بناء مكعب الشكل" يبلغ ارتفاعها "خمسة عشر مترا"، ويبلغ طول ضلعها "الذي به بابها" "اثني عشر مترا"، وكذلك "الضلع الذي يقابله"، وأما "الضلع" الذي به"الميزاب"، والضلع الذي يقابله "فطولهما عشرة أمتار". وكانت "الكعبة المشرفة" دون "سقف"، ولها "باب ملتصق بالأرض"، حتى جاء (تُبًّعْ) "فصنع لها سقفاَ"، ثم جاء من بعده(عبد المطلب) "وصنع لها باباً من حديد وحلاه بالذهب"، وكان بذلك أول من "حلى الكعبة المشرفة بالذهب". وأرضية "الكعبة المشرفة" من الداخل مغطاة "برخام من اللون الأبيض" في الوسط أما الأطراف التي يحددها "شريط من الرخام الأسود" فهي من "رخام الروزا الوردي""المزركش بنقوش إسلامية" والذي يرتفع إلى جدران الكعبة مسافة "أربعة أمتار"، دون أن "يلاصق جدارها الأصلي"، أما المسافة المتبقية من الجدار الرخامي حتى السقف "خمسة أمتار"، فيغطيها قماش الكعبة "الأخضر خاصة من الحرير أو ستائر من اللون الوردي مشغولة بالنسيج الأبيض"، المكتوب عليها بالفضة آيات قرآنية وتمتد حتى تغطي سقف الكعبة. كما توجد "بلاطة رخامية واحدة فقط بلون غامق"،"تحدد موضع سجود الرسول صلى الله عليه وسلم"، كما "توجد علامة" في "موضع الملتزم" حيث "ألصق الرسول صلى الله عليه وسلم بطنه الشريف وخده الأيمن على الجدار رافعا يده وبكى"، ولذا سمي بالملتزم. كما يوجد داخل "الكعبة المشرفة" "ثلاثة أعمدة"في الوسط من"الخشب المنقوش، محلاة "بزخارف ذهبية" لدعم السقف بارتفاع "تسعة أمتار" ، وعدد من القناديل" المعلقة، المصنوعة من النحاس، والفضة، والزجاج، المنقوش بآيات قرآنية". وبين الأعمدة الثلاثة "يمتد عامود معدني يكتسي بالفضة الخالصة له خطافات صغيرة معلق فيها هدايا الكعبة من أباريق وأوان أثرية من الذهب والفضة"، كما يوجد داخل الكعبة المشرفة "درج يصل حتى سقف "الكعبة المشرفة". ويعتبر القيام "بغسل الكعبة المشرفة""شرف لايدانيه شرف"، يتمنى كل مسلم أن يناله. والله من وراء القصد..،،،