لا يخفى على الجميع أن منبع الثقافة على مر العصور هو «الكتاب» هو ذلك الشيء الذي يتكون من عدة صفحات ورقية وغلاف مميز لكن ما بين طيات تلك الصفحات هنالك محتوى عظيم جداً نستمد منه المعرفة والحكمة والثقافة. ليست هذه فقط من مزاياه بل هو أنيس النفس وسعادة الخواطر كما مدح شاعر الحكمة «أبو الطيب المتنبي» الكتاب بقوله: أعزمكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب وأضاف «الجاحظ الكناني»: «والكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يقليك، والرفيق الذي لا يملك، والمستميح الذي لا يؤذيك والجاد الذي لا يستبطئك، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق، ولا يعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق». لكن للأسف مع علمنا بأهمية الكتاب ممن سبقونا لكننا نعيش في مجتمع لديه جفاف ثقافي شديد جداً خصوصاً في الأوساط الشبابية نادراً ما تجد أحد شبابنا في أوقات فراغه أو في قاعات الانتظار مسك بين يديه كتاباً يستفيد من وقته بقراءته أو يخبر صديقه عن كتاب أثار اعجابه. تشير احصائيات منظمة اليونسكو العالمية إلى ان «متوسط قراءة الفرد من المنطقة العربية بلغ 6 دقائق في السنة أي ربع صفحة. أما في الغرب فيقرأ الفرد 12 ألف دقيقة في السنة بمعدل «كتاب للأمريكي و7 كتب للبريطاني». هذا إن دل على شيء فهو يدل على ضعف الوعي الثقافي لدينا. فقراءة الكتاب تنير العقل وتنمي الفكر وتجعل للشخص شخصيته الفريدة المتميزة عن الآخرين وعندما نعيش في مجتمع عشق أفراده القراءة سنجد أنفسنا في تطور حضاري وعلمي مذهل. فالإسلام أيضاً حثنا على القراءة وهو الأمر الإلهي لرسولنا الكريم بكلمة (اقرأ) في بداية أول آية سماوية نزلت. فالقراءة هي منبع العلوم وعنوان الحضارة في هذه الحياة. فالهدف من القراءة ليس زيادة المعلومات فقط بل العمل على تطوير الذات وتنمية المهارات اللغوية والفكرية. فالمجتمع مسؤول عن تثقيف شبابه عن أهمية القراءة، ولنبدأ بالتطوير من الآن ونجعل حتى الطفل الصغير يكبر وهو عاشق لذلك المسمى.