«ركن الحضارة الكتاب اما البلد الذي لم يكن فيه كتاب فلم يكن فيه حضارة» (ميخائيل نعيمة). اليوم نعود الى رشدنا، ونضمد جراحنا الثقافية عندما حل بلد عربي كضيف شرف على معرض الكتاب الدولي في الرياض لهذا العام, من منا لا يعشق المغرب العربي، البلد الذي حوى حضارات متعددة والتي تعود إلى ما قبل التاريخ. فقد تتابعت عليه العهود والعصور منذ الفينيقيين، والقرطاجنيين، والبيزنطيين، والرومانيين، والونداليين, ثم العرب، وهذه الحضارات شكلت مفترق طريق لذلك البلد الساحر الذي امتزج به عبق تاريخي وفكري حتى أخذ شكل القمر في تمامه, عشقي للمغرب العربي الذي حوى كل جمال، بداية من طيبة أهلها الذين لهم مذاق كالسكر, حتى أرضها الساحرة الخلابة، ولعشاق الفكر والأدب والفن، اشتهرت بلاد المغرب العربي بأنها ولاّدة للمفكرين والفلاسفة والمثقفين الذين ما زالو يُلقون احجارا في بركة الفكر العربي, ولا أنكر شغفي وتأثري بالكثير من مفكريها على سبيل المثال لا الحصر محمد عزيز الحبابي، عبدالكريم الخطيبي، محمد سبيلا, عبدالله ساعف، هذا اللقاء الثقافي سوف يشكل قيمة فكرية وقوة أدبية يجب أن لا ننشغل عنها بقضايا معتادة استهلكناها ونستهلكها كل عام، قضايا شغلتنا بتفاهتها عن بناء عقولنا وترويض واقعنا نحو الأفضل, فالهدف من هذه التظاهرة الفكرية (معرض الكتاب) هو نقل وتبادل المعرفة من فكر وثقافة, ونشر الوعي بأهمية الكتاب, وعرض آخر الاصدارات للمفكرين والأدباء المهدي المنجرة، محمد جسوس, والاديب عباس الجراري، ومثقف الالفية الثالثة عبدالله العروي، وأيقونة الأدب المغربي نجاة المريني، وغيرهم, هذه الاوركسترا المتناغمة من الفكر والثقافة تواجدت على ارض الرياض في ذلك العرس الثقافي (معرض الكتاب الدولي في الرياض) والذي دُشن تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله يوم الثلاثاء 24/4/1434ه, والذي زاوج ما بين الثقافة السعودية والثقافة المغربية, حيث إن هذا اللقاء الثقافي سوف يشكل قيمة فكرية وقوة أدبية يجب أن لا ننشغل عنها بقضايا معتادة استهلكناها ونستهلكها كل عام، قضايا شغلتنا بتفاهتها عن بناء عقولنا وترويض واقعنا نحو الأفضل, فالهدف من هذه التظاهرة الفكرية (معرض الكتاب) هو نقل وتبادل المعرفة من فكر وثقافة, ونشر الوعي بأهمية الكتاب, وعرض آخر الاصدارات للمفكرين والأدباء، لماذا لا نستمتع بهذا الكرنفال الملون بشتى أنواع الكتب؟ لماذا لا نحاول إعادة الهيبة للكتاب والكاتب والمثقف, وأن لا ننظر لمعرض الكتاب بأنه مكان نذهب اليه للنزهة, أو التغيير, والخروج من رتابة الايام، هو فرصة لاقتناء الجديد والقديم والتعرف على ما فاتنا، كذلك الالتقاء بالمفكرين والمثقفين الذين حضروا والتعرف عليهم عن قرب والاستزادة منهم والاحتفاء بهم. والكِتاب هو ابو العلم سواء كان ورقيا أو الكترونيا، وجمال الكتب في تنوعها، وفي حريتنا باختيارها، ولذتها من وجهة نظري لا تضاهيها أي لذة، وقد مدح شاعر الحكمة والجمال المتنبي الكِتاب حيث قال: أعز مكان في الدنا سرج سابح *** وخير جليس في الزمان كتاب. أيضا يحضرني الجاحظ الذي اشتهر بشغفه بالكتب فسطر أعذب النثر فيها حيث يقول: «الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يقليك، والرفيق الذي لا يَمَلَّك، والمستميح الذي لا يؤذيك، والجار الذي لا يستبطئك، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق، ولا يعاملك بالمكر، ولا يخدعك بالنفاق». هذا النثر المتناغم مع شغف وولع بالكتاب، ما هو الا حالة عشق تتلبس من يتعامل مع الكتاب كنص خارج عن نصوص الحياة متعلق بأستار الاكتشاف، لندع كل قضايانا ونقدنا السلبي اليوم جانباً ولنستمتع ونحتفي بحضور الكتاب.