بداية الحملة التصحيحة للعمالة المقيمة المخالفة، واكبها كثير من التجاوزات من هذه العمالة وتحديدا من العمالة "الأثيوبية"، والتصحيح لم يستثنِ أحدا لا جنسا ولا لونا وغيره، وهذا يعزز توجه الجهات المعنية ان التصحيح للجميع وضد كل مخالف. وواكب ذلك تفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع وتسجيلات وكثير من الأحداث، وهي تعكس حالة "خطر" بمن يعيش بيننا وهم مخالفون، لدرجة ان نشهد قتلا وإصابات وتلفيات مالية كبيرة، وهذا ليس بالرياض بل شمل مدنا اخرى كبرى. لست هنا بصدد استعراض ما يحدث فالجميع يشاهد ويتابع، ولكن ما أريد قوله إن "حملة التصحيح" لن تنتهي بيوم ولا شهر ولا سنة، بل تحتاج زمنا طويلا حتى وإن قمت بأفضل عمل، فهي نتاج عقود من الزمن، فيجب على الجميع ان لا يتوقع أن الحل سيأتي بأيام. بل سنحتاج فترة زمنية طويلة برأيي، هذا مع التزام بقوة الحملة وعدم توقفها، ومشاركة كل الجهات الحكومية المعنية خاصة وزارة الداخلية ووزارة العمل والتجارة. فهي ستكون تدريجية بل إن الأفضل تكون تدريجية، ويجب ألا تتوقف باعتبار مرور الزمن سيزيل هذا الكم الكبير من المخالفين الذين تجذروا في نسيج مجتعمنا واصبح ضررهم كبيرا في كل جوانب حياتنا. يجب تشكيل مجلس" تنسيقي او هيئة" تجمع كل الأعمال الخاصة بالعمالة المخالفة والتصحيح لهم، وليكون القرار سريعا وفعالا، ويكون مواكبا للأحدث، وان تشمل على رأسها وزارة الداخلية والعمل، وأن توزع الأدوار لكل الجهات الحكومية وكل يؤدي عمله، مع اهمية صد التهريب ووقفه بقدر المستطاع وإصدار التأشيرات وفق الاحتياج الحقيقي لسوق العمل، فلا يكفي حملة بدون تنسيق من الجميع وكل الأطراف، ووقف نزيف التأشيرات والتهريب، فلن يجدي حملة وتصحيح وباقي الأبواب للمخالفات مفتوحة. كذلك أهمية إصدار ونشر العقوبات والتشهير بكل من يهرب عمالة او يؤويهم او يشغلهم أو يتستر عليهم، بهذا نكون نغلق كل المنافذ للمخالفات، وهذا حين يطبق وبصرامة وبدعم كامل وتوفير الكوادر وبدون استثناءات لأحد، سنكشتف مع الزمن أن البلاد "تتنظف" من المخالفين ويخرجون ولن يبقى إلا من يقيم نظاميا ويعمل لدينا وفق الاحتياج. يجب ألا ننسى أن الأزمات المالية والاقتصادية قد يمر عليها سنوات تصل لخمس او ثمان قبل ان تتعافى الدول، وهي تعالج بالمال والخطط، وهذا مشاهد امامنا الأن في دول العالم مع ازمة 2008 ولليوم، ولهذا حين تتعلق الأزمة بالبشر بترحيل وقبض ومخالفين بشتى أنواعهم وسلوكياتهم وأنظمة دولية وتوطين داخلي لا تعرف مداه، يجب أن ندرك، أن حملة التصحيح تحتاج زمن بالسنوات، ولكن الأهم الاستمرار وعدم التوقف وتوفير الأمكانيات وسد أي معبر جانبي اخر يعودون منه.