إذا ما دخلت حياً سكنياً في الرياض وشاهدت أدخنة النرجيلة تتصاعد في السماء والروائح تملأ المكان فاعلم أنك في حي الندى شمال الرياض، وبالرغم من أن الأنظمة البلدية تمنع مجاورة الاستراحات لسكن العوائل إلا أن حي الندى حالة استثنائية حتى وأنت تشكو للبلدية فإن الموظف يضرب أذنا من طين وأخرى من عجين للتتساءل لماذا يتم مجاملة أصحاب الاستراحات على حساب راحة المواطنين وتشجيع هذا النوع من الاستثمار الأناني؟. وفي حي الندى في العاصمة الرياض، اغلق بعض المواطنين شبابيكهم المطلة على هذه الاستراحات بسبب دخان الشيشة، إذ يعاني بعض الأطفال من نوبات ربو وبالتالي تتفاقم حالتهم الصحية كلما دخلت هذه الروائح منازلهم دون استئذان، ودونما اكتراث من مستأجري هذه الاستراحات، ولا نعلم كيف للإنسان أن يستمتع بوقته وهو يعلم أنه يؤذي الآخرين ويزعجهم، وإذا غابت هذه الروح واختفت، فإنه يجب ألا تغيب الأنظمة الرادعة لكل من يتعدى على الآخرين. ما سبق يشرح حالة أهالي حي الندى ومعاناتهم مع الاستراحات التي تحيط بهم من مختلف الجهات، ويقول المواطن عبدالرحمن السالم أقطن في حي الندى منذ سنوات وقد عايشت هذه المعاناة دون أن تكون هناك بارقة أمل في حلول لإنهاء معاناتنا، فلا البلدية تدخلت لإغلاقها، ولا حتى على الأقل ألزمتهم بتوقيت معين، فرواد الاستراحات يسهرون حتى الصباح على حساب راحتنا نحن الأهالي بل إن بعضهم مرتبط بعقود سنوية طويلة الأجل ومعنى ذلك أن معاناتنا ستستمر لسنوات مقبلة. ويضيف آخر نحن سكان حي الندى لسنا ضد أن يتم تأجير هذه الاستراحات على العائلات وفي اوقات محددة، لكن ما يزعجنا هو تأجيرها على الشباب الذين يأتون على شكل مجموعات، ثم يبدأون في السيطرة على الحي من خلال الاستحواذ على المواقف وإصدار الأصوات المزعجة ورمق العوائل بنظراتهم الفضولية عند خروجهم ودخولهم لمنازلهم. ويتساءل المواطن عبدالعزيز السعيد، أليس حي الندى جزءا من منظومة أحياء الرياض وينطبق عليه ما ينطبق على الأحياء الأخرى، ولماذا ولمصلحة من يتم غض الطرف عن هذه الاستراحات التي تؤرق سكان الحي وتزعجهم، ويشير السعيد إلى أن التجمعات الشبابية يجب أن تكون بعيدة عن الأهالي نظرا لما يصدر منها من إزعاج بحكم طبيعة الشباب وحبهم للسهر. ويسرد المواطن عبدالله العنزي معاناته بقوله، أحذر أولادي من التدخين لأضراره الصحية، وفي حقيقة الأمر هم يمارسون الآن التدخين السلبي نظرا لانبعاث روائح المعسل إلى داخل منزلنا. ويحذر المواطن عبدالله الدهمشي من أن بعض الاستراحات تأوي مخالفي أنظمة العمل والإقامة، وحدث أن جاء البحث إلى إحدى الاستراحات وقبض على عاملين فيها لاتهامهم بجريمة أخلاقية في أحد الأحياء المجاورة، لذلك نحن نضع أيدينا على قلوبنا ونخشى على أطفالنا وأسرنا من شرور هذه الاستراحات وهي بالفعل تحتاج إلى رقابة صارمة من الجهات المختصة. الاستراحات داخل الأحياء اختلاط السكان بمؤجري الاستراحات