طالب عدد من سكان مدينة حائل الجهات المختصة بإزالة الاستراحات المنتشرة داخل الأحياء السكنية المخالفة للنظام. واستند الأهالي في مطالبتهم إلى أن تلك الاستراحات تشكل خطراً على الأسر، ومصدر إزعاج من المستأجرين الذين يسهرون إلى ساعات متأخرة من الليل، مشيرين إلى أن مَنْ يرغب في تأسيس استراحة يجب أن تكون خارج النطاق العمراني، حتى لا تؤذي سكان الحي. وأشار عدد من أهالي حي المصيف إلى أن معظم من يرتاد هذه الاستراحات يقودون سياراتهم بتهور، ويمارسون التفحيط في شكل مستمر وسط الحي، مع غياب للرقابة المرورية واللجان المتخصصة في إزالة الاستراحات وسط الأحياء السكنية، لافتين إلى أن وجود الاستراحات يسبب مضايقات للنساء والأطفال، خصوصاً أن بعض مَنْ يقطن هذه الاستراحة شباب مراهقون. ويقول راضي الشمري، أحد سكان حي المصيف، إن الكثير من الأهالي يعانون من انتشار الاستراحات داخل الأحياء، مضيفاً: «وصل الأمر إلى ملاصقة بعضها أسوار المنازل التي تقطنها الأسر، وهذا واقع مؤلم يحتاج إلى قرار وتطبيق للأنظمة المغيبة». ويضيف: «كلنا يذكر قرار منع تأجير الشقق للعزاب داخل الأحياء السكنية، أريد أن أعرف الفرق بينها وبين الاستراحات»، مؤكداً أن السكان يضعون أيديهم على قلوبهم جراء مجاورة مراهقين لأسرهم. ولا يخفي راضي أنه يعرف الكثير من سكان حي المصيف يقتضي عمله النوم خارج منزله، «بالله عليكم كيف يطمئن وهو يعلم أن هناك استراحة تمتلئ بالمراهقين بالقرب من أسرته، والله يعلم وحده عن حال هؤلاء الشباب وماذا يفعلون في تلك الاستراحات». بينما لفت المواطن شافي سلطان الذي يسكن في الحي نفسه إلى أن منظر تلك الاستراحات مزعج، إذ يقضي فيها الشبان معظم أوقاتهم حتى ساعات متأخرة من الليل، ما يسبب للأسر عدم الراحة والاطمئنان. ويؤكد أنه لا يريد من الجهات الحكومية ذات العلاقة، خصوصاً البلدية أو الجهات الأمنية أن تعاقب الشباب أو ما شابه ذلك، «من حق الشباب أن يلتقوا ببعضهم ويجتمعوا وتكون لهم نشاطات واستراحات، هم أبناؤنا وإخوتنا ونعلم أن معظمهم يخاف الله ولا يريد سوى قضاء وقت فراغه، ولكن ما نريده أن تكون خارج الأحياء السكنية، كما أنه من غير المقبول من الناحية التنظيمية أن تختلط الاستراحات والمنازل، يجب أن يكون هناك تنظيم لهذا الأمر». ويتساءل شافي: «لماذا نضع دائماً اللوم على الشباب أو الأهالي؟ لماذا نضعهم دائماً في صدام مع بعضهم؟»، موضحاً أن الحل يكمن في وجود قوانين يعمل بها تؤطر العلاقة بين أفراد المجتمع. ويشير أبو محمد، وهو أحد سكان حي المصيف ويجاور منزله إحدى الاستراحات، إلى أنه عانى كثيراً من الشباب الذين يستأجرون تلك الاستراحة، «يكفي إيقاف سياراتهم أمام منزلي»، مطالباً بلدية حائل بالتدخل السريع وإيجاد حل ناجع في أقرب وقت. من جهته، أوضح خبير قانوني في وزارة الشؤون البلدية والقروية أن هناك أنظمة وقوانين متبعة في إنشاء الاستراحات داخل الأحياء أو خارجها، مضيفاً: «الاستراحات تقسم إلى استراحات تقع داخل النطاق العمراني وتكون للاستعمال الخاص فقط، فهذه مسموح بها، أما الأخرى فهي الواقعة خارج النطاق العمراني ويسمح بتأجيرها للغير بشروط معيّنة». ويؤكد الخبير القانوني أن النوع الأخير، وهو المسموح بتأجيره، «يجب أن يقع ضمن مخططات مسموح فيها ببناء الاستراحات. بدوره، أشار المتحدث الإعلامي باسم أمانة منطقة حائل بشير السميحان ل«الحياة» إلى أنه من حق أي مواطن أو مقيم رفع شكوى إلى المحكمة الجزئية ضد أي استراحة مخالفة للنظام داخل النطاق العمراني لتتم إزالتها فوراً.