لقد دأبت أمانة مدينة الرياض مشكورة خلال العشر سنوات الأخيرة على تطوير الحدائق والساحات الشعبية في وسط أحياء العاصمة وبالفعل نجحت وبامتياز، حيث تم استغلال تلك المساحات بتوفير أجمل واروع التصماميم لتباهي تلك الصور التي يتحدث عنها ويتناقلها بعض من يسافر خارج المملكة. وللأسف كثير منا لا ينضبط إلا حين يسافر خارج الوطن، فيصبح إنسانا آخر من حيث الالتزام بأنظمة تلك البلاد بكل ماتعنيه هذه الكلمة. سبحان الله!! لماذا؟ الحكومة حفظها الله تبذل الغالي والنفيس في توفير سبل الراحة والرفاهية للمواطن والمقيم على حدٍ سواء، وما هذه المنتزهات والحدائق إلا أمر مهم في رفاهية المواطن وهي حق مشروع لكل من يقيم على هذه الأرض ليستمتع بها متى شاء ذلك. وبالفعل أصبحت هذه المنتزهات والساحات مرفقا جاذبا لكل فئات المجتمع سواء من العائلات أو العزاب. ولكن السؤال الذي أتمنى أن أجد له إجابة هو: أين الأمن من هذه المنتزهات؟ بصراحة سمعت الكثير عن التجاوزات الأخلاقية ولم أصدق حتى رأيت بأم عيني، ولن أتكلم عن النظافة في هذه المرافق فلها شأن وموضوع آخر، لأنها بحد ذاتها ثقافة وتربية وهي تنبع من تعليم وثقافة الإنسان ومدى ارتباط هذا الثقافة بحياته أصلا. وكذلك ممارسة أعمال الشواء في هذه الحدائق وهي أيضا ممنوعة. وللأسف هذه الساحات بعيدة جدا عن عين الرقيب ونادراً ماترى دورية أمنية تجوب هذه الساحات، وإن وجدت فهي بالسيارة ومثل عدمها، مناظر كثيرة مخلة بالأداب والأخلاق من بعض المستهترين من استفزازات للنساء والعوائل، والأطفال والمراهقين ممن جاءوا ليستمتعوا بأوقات فراغهم من خلال ممارسة بعض الرياضات هناك. ناهيك عن الشيشة وانتشارها في هذه الساحات بشكل ملفت للنظر بدون رادع أو خوف من عقوبة. هذه الساحات يرتادها مالا يقل عن الف شخص يوميا في كل حي، لذلك فهي بحاجة ماسة إلى إدارة أمنية تحفظ الأمن فيها وتحافظ على الممتلكات العامة من عبث العابثين، وبحاجة إلى جهود جبارة من امانة مدينة الرياض لنشر الوعي بين مرتادي هذه الساحات والحدائق بالحفاظ على نظافتها. وأنا أقترح أن يتم التعاقد مع شركات أمنية جيدة ومتمكنة وأن يكون لهم مركز ثابت في الساحات على مدار ال24 ساعة ومتصلين بمركز الشرطة والدوريات. وكذلك نصب كاميرات المراقبة في الساحات وفي الطرقات المجاورة لها. أملنا كبير بأمير العاصمة المحبوب وأمينها المتوهج حماسا بأن يأخذا هذا الأمر على محمل الجد، فكل مشكله تهمل تستفحل بالمجتمع ويصبح اجتثاثها صعبا ومكلفا، وخاصة ان الأمر يسير جدا إذا ماعولج الآن، وأن يكون الضرب بيد من حديد للأخذ على أيدي العابثين. والتجربة حاضرة وقريبة جدا حينما وجه سموه مرور الرياض باجتثاث ممارسة التفحيط من جذوره وهو ملاحظ الآن ولله الحمد.