عكر تعدي بعض الزوار المستهترين على محتويات الحدائق العامة، الصفو الذي يسعى له أهالي الرياض في الاستمتاع مع أبنائهم بقضاء أوقات ممتعة في رحاب المسطحات الخضراء. وفيما يتفق الجميع على أن الألعاب المتوفرة في الحدائق بأحياء الرياض وجدت للتنزه وللترفيه، تحرم التصرفات غير الأخلاقية من البعض، الآخرين من هذه الميزة، حتى أضحت بعض الحدائق جرداء صفراء، ألعابها جوفاء، لا يمكن الاقتراب منها أو الجلوس في رحابها، بعدما طالت أيدي العابثين الأشجار والألعاب. وفي جولة ل«عكاظ» على بعض هذه الحدائق، شخص عدد من الزوار من المواطنين والمقيمين الداء ووضعوا له حلولا ودواء، حيث أكد سيف القحطاني أن الحدائق العامة في الرياض متوفرة بمساحات مختلفة في جميع الأحياء لكنها تفتقد لمقومات مهمة منها الصيانة والنظافة والمسؤولية، والتي لا تقع فقط على الأمانة أو البلديات الفرعية لكنها مسؤولية مرتادي هذه الحدائق من المواطنين والمقيمين، وهذه المسألة تعود إلى ثقافة الشخص في منزله خاصة صغار السن ومدى تعليم والديهم لهم السلوكيات الصحيحة وتعزيزها والعكس، فإتلاف الممتلكات العامة بحاجة إلى تثقيف وتربية من المنزل أولا ثم المدرسة. ويشير إبراهيم الشهراني إلى أن الحدائق العامة تحتاج أولا لحراسات أمنية وبحاجة أيضا إلى تسويرها جيدا وهذه خطوة أولى، ومن ثم تكليف هؤلاء الحراس بمتابعة العابثين والقبض عليهم ومن ثم تطبيق عقوبات عليهم، لكننا للأسف لا توجد لدينا عقوبات في حق العابثين بالممتلكات العامة. ويرى محمد السهلي أن من أسباب إهمال وإتلاف الزائر للحدائق في الرياض أو في أي مدينة أخرى عدم وجود أسوار لها تقيها وعدم وجود حراسات أمنية وأيضا لا توجد لدينا عقوبات صارمة في حق من يعبث بها لأن بعض التصرفات تأتي من أطفال وهذه قد تكون عفوية، لكن كثيرا ما يأتي تدمير هذه الألعاب أو الأشجار من الشباب المراهقين. ويشير منصور العسيري إلى أن المسألة تتعلق بالمواطن في المقام الأول، لأنهما من يزور الحديقة، ويبقى الحفاظ على الممتلكات أو إتلافها أو العبث بها من مسؤوليتهما، ونحن نحتاج إلى زيادة التثقيف عبر المدارس ووسائل الإعلام لخطورة ذلك خاصة أن المستفيد من هذه الحدائق هو أنا وأنت. «عكاظ» طرحت القضية على الدكتور عبدالعزيز العمري عضو المجلس البلدي في الرياض، حيث أكد أنه «بالنسبة لتسوير الحدائق العامة، فأنا ضد هذه الرغبة لكنني أشيد بخطوة الأمانة وسعيها لإحاطة الحدائق بالأشجار». وطالب العمري بتكثيف أعداد رجال الحراسات الأمنية في الحدائق وقال «هم موجودون في كثير من الحدائق لكن المطالبة بتكثيف الأعداد». وعن التلفيات في الحدائق قال العمري «التلفيات من مسؤولية مرتادي الحديقة سواء من المواطنين أو المقيمين».