يرفض البعض قبول دعوات العشاء في الليالي التي يلعب بها فريقهم المفضل، مبررين ذلك برغبتهم في متابعة فريقهم المفضل بأريحية كاملة، حيث تتقلص حريتهم في الصراخ، ولوم اللاعبين، والتحليل، والاحتفال الصاخب، بينما يمكنهم ذلك في منازلهم أو استراحات الأصدقاء، ووصل الأمر بالبعض برفض حضور المناسبات الاجتماعية لأسرهم أو التأخر حتى نهاية مباريات فريقهم المفضل، فيما يربط آخرون حضورهم بالنتيجة، خصوصاً إذا ما تأكدوا من وجود مشجعين للفرق المنافسة في المناسبة التي دعوا إليها. مبتعثون في رسالة ضد التعصب الرياضي أهمية المباراة وبيّن "خالد العمودي" أنّه لا يمكن أن يفوت دعوة عشاء عند صديق من أجل مباراة لفريق يشجعه، إلاّ إذا كانت المباراة مهمة ومصيرية أو نهائية، موضحاً أنّ هذا قد يجعله يعتذر عن قبول الدعوة، مضيفاً: "هذا إذا ما كان عند صاحب الدعوة تلفزيون يمكن أن نتابع المباراة من خلاله، ونضرب عصفورين بحجر واحد؛ نتعشى ونشوف المباراة"، لافتاً إلى أنّه يمقت التشجيع المبالغ فيه، حيث أنّ الأمر كله ترويح عن النفس. رفض حضور المناسبات الاجتماعية لأجل المباريات تعصب مقيت حب خاص وكشف "عبدالمحسن العتيبي" أنّه لا يمكن أن يقبل أي دعوة عشاء في الليلة التي توافق مباراة فريقه، رافضاً تلبية تلك الدعوة -حتى لو كانت من أحد أقربائه-؛ لأنّه إذا كانت مباراة فريقه في المدينة التي يسكن فيها سيكون في المدرجات للتشجيع، وإذا كانت خارج مدينته فهو لا يمكن أن يتابعها بالشكل الذي يريده إلاّ إذا كان في بيته، مستنكراً وصف ما يفعله بالتعصب، معتبراً ذلك عشقاً خاصاً وحباً لفريقه، لا يمكن أن يتنازل عنه لأي سبب، ولا يقبل أن يسمع فيه رأياً من أي شخص. خالد العمودي الهروب بعيداً ولفت "عبيد الرفاعي" إلى أنّه لا يمكن أن يقبل أي دعوة عشاء أو حتى لقاء في يوم مباراة فريقه، مضيفاً: "إذا لعب الفريق الذي أشجعه أخرج بعيداً إلى أي مكان لا تكون فيه تلفزيون، أحياناً أذهب للبحر، حتى تنتهي المباراة، ثم أعود، فإذا وجدت فريقي فائزاً فرحت، وإذا كان مهزوماً تكون صدمتي أقل أثراً مما لو كنت أشاهدها مباشرة"، رافضاً أن يتم وصف مثل هذه التصرفات بالتعصب!، معتبراً أنّها حب للفريق الذي تشجعه، مبيّناً أنّ قلبه رهيف، ولا يتحمل رؤية فريقه يخسر بشكل مباشر، ولهذا فإن خروجه بعيد عن كل ماله علاقة بالمباراة يساعده في تحمل نتيجتها. عبيد الرفاعي تعليقات ساخرة وشدد "أحمد مروان" على أنّه لا يقبل أي دعوة عشاء إذا كان فريقه يلعب في تلك الليلة؛ لأنّه يفضل مشاهدة المباريات بعيداً عن أي مؤثرات، معتبراً أنّ المناسبات تفوت عليه الاستمتاع بالمباراة بالطريقة التي يفضلها، كما أنّ بعض المدعوين قد يكونون مشجعين للفريق الخصم؛ مما سيقودهم إلى التعليقات على أخطاء فريقه، والنيل منه إذا كان مهزوماً، وهذا أمر يرفضه. محمد الغامدي حالة توهان وأوضح "طارق أفندي" أنّه متوقف عن مشاهدة الدوري السعودي بعد المستويات المتواضعة التي أصبح عليها اللاعبون في الدوري المحلي؛ مما أثر على مستوى المنتخب، وأدخله في حالة توهان، وفقد الكثير من موقعه السابق في المحافل الرياضية الدولية والقارية، مضيفاً: "تحولت لمشاهدة الدوري الإنجليزي، والأسباني، والإيطالي، ففي هذه الدوريات تشاهد مباريات كرة قدم حقيقية مليئة بالمتعة والفرجة"، معللاً هبوط مستوى الدوري السعودي بسبب الاستعانة بلاعبين أجانب من رجيع الأندية العالمية، ليس عندهم ما يقدمونه للمساهمة في الرقي بمستوى اللاعب السعودي، بينما كان الوضع في فترات سابقة مختلفاً تماماً، عندما يتم التعاقد مع لاعبين أجانب كبار؛ مما ساعد على تطور الكرة السعودية، وتمكن المنتخب من الفوز بكأس آسيا، والتأهل لكأس العالم عدة مرات، موضحاً أنّه لا يتردد في قبول دعوة عند صديق في الليلة التي يلعب بها فريقه المفضل. هشام حداد صحفيون مشجعون وقال "هشام حداد": "كرة القدم أصبحت لعبة جماهيرية، ولكل فريق من يشجعه، وأنا واحد من هؤلاء الناس، ولكن لا يمكن أن أرفض دعوة عشاء عند صديق في الليلة التي يلعب فيها فريقي؛ لأنّ القنوات الرياضية تظل طوال الأسبوع تعيد هذه المباريات، حتى تصاب بالملل"، مبيّناً أنّ التشجيع مطلوب، ولكن التعصب مرفوض؛ لأنّه يخرج بالرياضة عن مفهومها الجميل، مستدركاً: "المؤسف أنّ هذا التعصب يرعاه ويؤججه بعض أصحاب الميول في الصحف الرياضية، الذين جاءوا من المدرجات، وتحولوا إلى كتاب وأصحاب أعمدة، متناسين أنّ هذا في الواقع لا يخدم الكرة السعودية وإنما يدمرها". أحمد مروان حتى آخذ راحتي وأكّد "محمد الغامدي" على أنّه لا يمكن أن يقبل دعوة عشاء عند أي شخص إذا كان في الليلة التي سيلعب فيها فريقه المفضل، حتى لو كانت المناسبة زواج أحد الأقارب، مبيّناً أنّه لا يذهب إلى المناسبات إلاّ بعد نهاية المباراة؛ لأنه في بيته يأخذ راحته كاملة، ويصيح، ويصرخ بصوت مرتفع، ويقفز عالياً، وينتقد أخطاء لاعبي فريقه كما يشاء، موضحاً أنّ مثل هذه التصرفات لا يمكن أن يفعلها خارج بيته؛ مما يجعله يرفض أي دعوة عشاء في وقت مباراة فريقه، حتى يخرج من أي إحراج قد يقع فيه وهو يشاهد المباراة خارج بيته. وأضاف أنّه مرة كان مسافراً إلى مدينة أخرى، واضطر للتوقف في منتصف الطريق لمشاهدة مباراة فريقه في مقهى، ووقت المباراة بدأ في ممارسة طريقته في تشجيع فريقه، ناسياً أنّه في مقهى مكتظ بالزبائن، وعندما بدأ صوته يرتفع بالصياح أثناء سير المباراة صاح فيه كل من في المقهى، متذمرين من أذيته، ومن يومها لم يعد مستعداً لمشاهدة مباريات فريقه خارج بيته.