اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن إيران يجب أن تشارك في المرحلة الأولى من مؤتمر "جنيف-2" حول سورية، مبدياً استغرابه من مطلب الائتلاف الوطني السوري استبعاد طهران من حضور المؤتمر. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف، قوله في مؤتمر صحافي عقده عقب ختام اللقاء مع نظيره النيوزيلاندي، موري ماكولي، في موسكو امس، إن "إيران يجب أن تشارك في المرحلة الأولى من مؤتمر جنيف-2". وأعرب لافروف عن استغرابه من مطلب الإئتلاف الوطني السوري استبعاد إيران من حضور المؤتمر، وقال إن رئيسه، أحمد الجربا، قدّم في السابق مطالب أخرى كشروط لموافقة الإئتلاف على حضور المؤتمر، ومنها تحديد موعد لرحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، وتكثيف عمليات تسليح المعارضة، وهي مطالب وصفها لافروف بالغريبة، باعتبار أنها تخالف بيان جنيف الذي صدر عن مؤتمر السلام الأول الذي عقد في جنيف في حزيران/يونيو من العام الماضي. واعتبر لافروف أن الائتلاف الوطني السوري بات معرضا للتهميش، بينما ينتقل النفوذ الى أطراف أخرى من معارضي الأسد، وقال إن "الائتلاف الوطني الذي لم يكن يتمتع بالدعم حتى لدى تأسيسه، بات معرضاً للتهميش بشكل متزايد"، معتبراً أن "النفوذ الحقيقي في معسكر خصوم الأسد ينتقل الى أشخاص آخرين". وشدد على أنه يجب دعوة كافة الأطراف الخارجية القادرة على التأثير في سورية، وقال إن "جميع من لهم تأثير على الوضع، يجب أن تتم دعوتهم الى المؤتمر"، مشيراً إلى أن "ذلك يشمل جميع جيران سورية، وجميع دول الخليج، وليس الدول العربية فحسب، بل وإيران والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وتركيا". وأعلن لافروف أن روسيا وجهت دعوة إلى الجربا لزيارة موسكو، معرباً عن أمله بأن يلبي الدعوة. كما أعلن وزير الخارجية الروسي عن لقاء وزاري مرتقب بين بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي، في موعد يتم تحديده. وقال "نعلم بأن الأميركيين يجرون حواراًَ غنياً ومكثفاً مع بلدان الشرق الوسط، وبخاصة مع المملكة العربية السعودية"، مؤكداً أن روسيا "ستكثف بدورها نقاشاتها مع بلدان تلك المنطقة". وذكّر لافروف بزيارة رئيس الاستخبارات السعودية، الأمير بندر بن سلطان، إلى روسيا في تموز/يوليو الماضي، وقال إن "عدة ممثلين عن بلدان المنطقة زاروا روسيا". ومن جهته، شدد وزير الخارجية النيوزيلندي، موراي ماكولي، على دور روسيا الإيجابي في عملية السلام السورية. وأعرب ماكولي عن شكره الدبلوماسيين الروس على جهودهم البناءة لتسوية الأزمة السورية، ودفعهم المستمر باتجاه إجراء مؤتمر "جنيف-2." واعتبر أن فرص توصل سورية إلى اتفاقية سلام تتحسن، وبخاصة بواسطة مساعي لافروف. وسيبحث ممثلو روسيا والولايات المتحدة الأميركية وممثل الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية، الأخضر الإبراهيمي التحضير لمؤتمر "جنيف 2"، الذي لم يُحدد موعد عقده بعد. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية قال في وقت سابق إن مؤتمر "جنيف 2" سينعقد في فترة 23 – 24 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر إن المعارضة السورية لن تحضر محادثات السلام المقترحة في جنيف، ما لم يكن هناك إطار زمني واضح لرحيل الأسد. من جهة أخرى، أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، مساء الاثنين، أن الحكومة السورية لن تذهب إلى مؤتمر "جنيف 2" "لتسليم السلطة".