استعاد الشباب عافيته في دوري "جميل" السعودي للمحترفين ونجح في ترتيب أوراقه من جديد خلال الجولتين الأخيرتين إذ قفز من المركز السادس إلى الثالث وبفارق ثلاث نقاط عن المتصدر (النصر)، الشبابيون الذين كانوا متخوفين على مستقبل فريقهم في دوري "جميل" خلال الجولات الثلاث الأولى تحولت مخاوفهم إلى أفراح وهم يشاهدون فريقهم يشق الصفوف قادماً من الخلف بعد نتائجه الإيجابية والتي كان آخرها الفوز الكبير على نجران 5-1 وهو ما أزاح الأخير عن ثالث الترتيب ومنحه ل "الليث الشبابي". وجهوا إنذاراً للمنافسين وردوا على من شكك فيهم يُحسب للإدارة الشبابية نجاحها في تهيئة اللاعبين للمرحلة التي أعقبت قرار إقالة المدرب البلجيكي برودوم، إذ تأقلم الفريق سريعاً مع مواطنه ايميلو فيريرا بالرغم من بدايته المتواضعة معه وحقق نقطتين من أصل ست نقاط بعد تعادله مع الفتح والفيصلي، لكنه عاد وفاز في مباراتين مهمتين على الاتفاق ونجران وساهمت النقاط الست في وصول "شيخ الأندية" للمركز الثالث إذ وجه إنذاراً لمنافسيه ورسالة لمن قلل من إمكانيته على المنافسة هذا الموسم. يبدو أن الشبابيين استفادوا جيداً من فترة التوقف إذ شاهدنا في مباراة نجران فريقاً مغايراً عن ذلك الذي صدمنا قبل جماهيره بنتائجه ومستوياته في هذا الموسم، فاللاعبون لعبوا بروح كبيرة أعادت للأذهان تلك التي كانوا عليها في الموسم الماضي بالإضافة إلى أن تأقلمهم مع طريقة المدرب الجديد وأسلوبه كان واضحاً، كما أن عدداً منهم عادوا لمستوياتهم المعروفة والتي لم يفلحوا في الظهور بها خلال الجولات الأولى من عمر الدوري. الشباب تنتظره يوم غد (الجمعة) مباراة لا تقبل أنصاف الحلول إذا ما أراد مواصلة طريقه نحو خطف الصدارة كونها ستجمعه مع منافسه الهلال وهي لا تعني له ثلاث نقاط فقط بل إنها تعتبر ستاً كونه سيكسب نقاطاً وفي الوقت ذاته سيحرم منافسه من مثلها، لا نستطيع أن نقلل من فوز الفريق المهم على نجران لكن مباراة الهلال تعتبر الأهم في مشوار "ليوث العاصمة" وفيها سينعكس عمل الجهازين الفني والإداري بشكل أكبر على اللاعبين، ولعل إدارة النادي تعلم جيداً أن مثل هذه المباريات لها إعداد خاص حتى وإن ظهرت إعلامياً ووصفتها بأنها مباراة دورية كحالها من المباريات. عودة الشباب لنتائجه المعهودة ودخوله في المنافسة على الصدارة أعطت إضافة كبيرة وإثارة للدوري الذي يشهد في هذا الموسم تنافس فرق عدة على لقبه ولعل أبرز تلك الفرق النصر "العالمي" الذي غاب عن المنافسة لأكثر من عقد، ففي الأعوام الماضية كان الصراع على لقب الدوري ينحصر بين فريقين أو ثلاثة لكن في النسخة الحالية يبدو أن الأمر مختلفاً فالنصر عاد بقوة، والهلال موجود كالعادة، والشباب الذي اُستبعد بعد أول ثلاث جولات عاد للمنافسة، والأهلي اوقف نزيف النقاط، والاتحاد بالرغم من خسارته الأخيرة أمام الفيصلي إلا أن أمر إقصائه من المنافسة مستحيلاً، نجران كذلك ينافس على إستحياء ولعل الدرس الذي قدمه لنا الفتح في الموسم الماضي يجبرنا على تصنيف (مارد الجنوب) منافساً على اللقب. تعدد الفرق المتنافسة على لقب دوري "جميل" السعودي للمحترفين سينعكس بدون أدنى شك على قوة الدوري بشكل خاص والكرة السعودية بشكل عام وسيفيد أيضاً منتخباتنا التي فقدت عافيتها في أعوام سابقة لأسباب عدة ومن ضمنها انحصار المنافسة في البطولات المحلية على فريقين أو ثلاثة، الجماهير تطمح في أن يبقى الصراع بين الفرق على صدارة دوري "جميل" حتى الجولة الأخيرة والا تشهد الجولات المقبلة تساقط المتنافسون عليها.ؤ