سيكون هذا الموسم مغايراً تماماً عن المواسم السابقة والتي كانت تبدو الصورة واضحة مع تقدم أسابيع الدوري بانفراد فريق واحد في المقدمة، ويلاحقه فريقان لا أكثر وتتساقط مع شدة المنافسة حتى يكون الحسم واضحاً قبل انتهاء الدوري بجولات عديدة كما حدث في الموسمين الأخيرين، واللذين كان فيهما الهلال العلامة الفارقة، وحاز البطولة قبل انقضائها بأسابيع عدة، وهنا يفقد الدوري إثارته الجميلة بوجود المنافسة القوية بين الفرق المتصارعة، والباحثة عن اللقب الكبير. الموسم الحالي ظهر بشكل مختلف من جميع النواحي فمساحة المنافسة أخذت في الاتساع بوجود أربعة فرق قوية لديها الرغبة الملحة لتحقيق اللقب، كما لديها الاصرار، والعزيمة على التواجد في المنافسة حتى آخر أسابيع الدوري وهو الأمر الذي يعطي المزيد من الإثارة، والتشويق لأسابيع الدوري كاملة خصوصاً مع انتهاء الدور الأول، وانطلاق مواجهات الرد، والتي تكون فيها الفرق أكثر حرصاً على عدم التفريط بالنقاط سواء بحثاً عن المنافسة على البطولة أو سعياً للهروب من السقوط لدوري الدرجة الأولى. الناحية الأخرى التي شهدتها منافسات هذا الموسم هي تواجد فريقين كبيرين، وعودتهما للمنافسة من جديد وهما الأهلي، والاتفاق خصوصاً الأهلي الذي بدأ مستواه بالتدرج تصاعدياً بالنقاط، والتسجيل بوجود ماكينات تهديفية هما فيكتور، والحوسني وخلفهما الماهر في صناعة اللعب البرازيلي كماتشو، والذي خرجت من قدمه اليسرى الكثير من الكرات التي وضعت المهاجمين في مواجهة المرمى. الأمر الثالث الذي اختلف في منافسات دوري هذا العام أن فرق الوسط، وأيضاً فرق المؤخرة كان لها حضور قوي، وتواجد فاعل حيث استطاعت أن تغير الكثير من ملامح الصدارة فالفتح عطل الأهلي، والفيصلي أوقف الشباب، والتعاون أزاح الهلال عن الصدارة، ونجران عرقل الاتفاق وسط داره، وأنصاره وأجزم تماماً بأن الأسابيع المقبلة من الدوري ستشهد المزيد من الإثارة، والمتعة، والتشويق كما ستشهد الكثير من النتائج المتقلبة التي سوف تساهم بها هذه الفرق والتي باتت على درجة جيدة في الأداء المقنع، والنتائج الإيجابية وذلك من خلال الأسماء الموجودة في قوائمها الرئيسة، والبديلة بعد استفادتها من الفائض من أندية المقدمة الذين لم يجدوا لهم مكاناً في فرقهم فتلقفتهم هذه الفرق، وأعطتهم الفرصة كاملة وكانوا عند حسن الظن حيث استطاعوا أن يصنعوا الفارق، وأن يشكلوا لفرقهم إضافة قوية مكنتهم من منازلة الفرق القوية، ومقارعتها بكل قوة، واقتدار بل والفوز عليها في عقر دارها كما فعل الفتح في مواجهاته بالاتحاد، والنصر. فرق المقدمة، والمتنافسة على لقب الدوري كانت في السابق تذهب لمواجهات فرق الوسط، والمؤخرة للتنزه في شباكها، وقلما نسمع أو نرى مفاجأة كبيرة، ولكن الموسم الحالي تختلف فيه الكثير من المعايير إذ باتت جماهير أندية المقدمة تضع أيديها على قلبها عند أي مواجهة كانت إذ باستطاعة مثل هذه الفرق الوقوف لها الند بالند بل والفوز عليها سواء كان ذلك النزال في ملعبها أو في ملعب المنافس وهو الذي أعطى مباريات الدوري الكثير من المتعة، والتشويق، وهي أيضاً من سيساهم في تأخير حسم لقب الدوري حتى الأسبوع الأخير منه.