الصمغ العربي الذي يسمى أيضاً صمغ الأكاسيا مادة طبيعية تستخلص من نسغ أحد فصائل شجرة الأكاسيا التي يكثر نموها في المناطق الجافة في افريقيا وشبه القارة الهندية. وفي الماضي كان الصمغ العربي يستخدم في العالم القديم لتحضير الأحبار والصبغات، ولا شك أن استخداماته في الماضي كانت تتجاوز ذلك بكثير، ففي سجلات التجارة في مصر الفرعونية كان الصمغ العربي يستورد من بلاد النوبة ويستخدم في التحنيط، وخلال الحضارة الإسلامية كان الأطباء يستخدمون الصمغ العربي ككمادات للعيون. أما اليوم فينتشر استخدام الصمغ العربي في تصنيع الأطعمة والمشروبات والأدوية كمثبت، ويدخل في قوائم محتويات الأطعمة تحت الرمز E414، خاصة في منتجات مثل المشروبات الغازيّة والحلوى والشوكولاتة والعلوك. وعلى الرغم من انه صمغ إلا ان مستوى لزوجته منخفض فهو يذوب تماماً في ما يماثله من سائل، وانخفاض لزوجته يجعل من الممكن استخدام كميات كبيرة منه في الطعام دون أن يتأثر قوام الطعام أو لونه أو طعمه. ومع ازدياد الاهتمام بالأطعمة الغنية بالألياف خلال العقود القليلة الأخيرة زاد الاهتمام بالصمغ العربي بسبب غناه بالألياف التي تذوب بالماء حيث يصل مقدار الألياف إلى حوالي 85% من وزن المادة الجافّة. وقد أقرّت الإدارة الأمريكية للأطعمة والأدوية (FDA) منذ 1970م بأن الصمغ العربي به ألياف آمنة للاستخدام في تغذية البشر والحيوانات. وغنى الصمغ العربي بالألياف أيضاً يجعله مادة طبيعية جيدة لتحسين الهضم ورفع كفاءة عمل الجهاز الهضمي فتركيبته المدهشة بعيدة عن البساطة وتتألف من مزيج من السكريات والبروتينات السكرية (الجلايكوبروتينات) التي فيها اختلاف بين إنتاج شجرة صمغ وأخرى. والألياف فيه تؤخر هضم ما يؤكل معه من أطعمة مما يجعله عاملاً مساعداً على خفض المؤشر الجلايسيمي لتلك الأطعمة. وللصمغ العربي خاصية جيدة أخرى وهي سحب اليوريا من الدم وتحويلها إلى الأمعاء الغليظة مما يجعله مناسباً لمن يعانون من الفشل الكلوي. كما أن به نسبة جيدة من الكالسيوم. وهو من المواد التي تتمتع بمعدل نقاء ممتاز حيث يقل تلوثه بالبكتريا إلى حد كبير. ومن حسنات الصمغ العربي ندرة الأعراض الجانبية لتناوله. وفي شهر ديسمبر من عام م2012م نشر بحث قيّم قامت به الباحثة رشا بابكر من جامعة الخرطوم عن خصائص الصمغ العربي العلاجية، وخلص البحث إلى أن الصمغ العربي يساعد على خفض مستوى الدهون في الجسم مما يجعل استخدامه وسيلة مناسبة لمكافحة السمنة. والصمغ العربي متوفر في محلات بيع البهارات والعطارة على شكل بلورات شبه شفافة يتراوح لونها بين الذهبي الفاتح إلى البني الغامق. والأسلم شراؤه كما هو ونقعه بالماء الدافئ لعدة ساعات (مثل نقع المرّة) وشربه. أو يمكن طحنه في المنزل (للتأكد من عدم إضافة أية مادة أخرى إليه) وإضافة مسحوقه إلى الأطعمة والمشروبات للاستفادة من خصائصه العلاجية.