طالب أعضاء في الحزب الحاكم أمس البشير بإحداث إصلاحات عاجلة قبل فوات الأوان. ووجهت مجموعة ال (31) الداعية للإصلاح في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير رسالة مفتوحة إلى المكتب القيادي الذي يمثل أعلى سلطة بالحزب، دعت فيها القيادة لقبول الإصلاح، محذرة من أن بديل الإصلاح سيكون هو الطوفان والغرق. الرسالة التي حصلت "الرياض" على نسخة منها اعتبرت الاحتجاجات الأخيرة على قرارات الحكومة بتحرير أسعار المحروقات تمثل فرصة سانحة ونادرة للإصلاح، وللمراجعات النقدية، وللبحث في الذات. وكان الحزب الحاكم شكل لجنة لمحاسبة المجموعة في أعقاب رسالة مماثلة بعثوا بها إلى الرئيس عمر البشير في وقت سابق، طالبت بالتراجع عن تحرير المحروقات وإجراء إصلاحات عاجلة في هيكل الدولة والحزب. وأصدرت اللجنة المعنية التي أوكلت رئاستها إلى رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر قراراً بتجميد نشاط القيادات ال (13) لحين البت في الأمر من قبل المكتب القيادي للحزب وهو القرار الذي رفضه الإصلاحيون باعتبار أن اللجنة لاتملك صلاحيات تجميد نشاطهم. وقال قائد المجموعة الإصلاحية الدكتور غازي صلاح الدين العتباني في مؤتمر صحافي بالخرطوم إنهم يرفضون التجميد وباقون داخل الحزب ومستمرون في دعوتهم إلى الإصلاح. وشدد على أن المبادئ التي يدعون لها تهدف لإعادة التوازن للمناخ السياسي في البلاد، مشيراً إلى مناداتهم بطرح مبادرة للسلام في دارفور والإيفاء بالوعود والاتفاقيات المبرمة. من جهته جدد رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان الصادق المهدي الدعوة للقوى السياسية إلى التوافق على برنامج وطني ديمقراطي. وقال لدى مخاطبته حشداً من أنصاره في مدينة أم درمان بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر التي أسقطت أول حكم عسكري في البلاد عام 1964 إن أمام النظام الحاكم الحالي فرصة لتغيير مواقفه نحو الديمقراطية. ورأى المهدي أن الوطن في خطر وخلاصه ممكن وإن سبتمبر الدامي حلقة من حلقات الاحتجاجات على سياسات الظلم الاقتصادي، ولا يمكن لدماء الشهداء أن تذهب هدراً، فلا بد من تحقيق عادل ومحايد لبيان الحقائق ومحاسبة الجناة.