في إطار سعي الإدارة العامة للمرور لتوظيف التقنية في تنفيذ الخدمات الخاصة بالجمهور، شرعت الإدارة قبل فترة في إسناد مهمة نقل ملكية المركبات إلى بعض معارض السيارات في خطوة غير مسبوقة في مجال خدمات المرور. وبالرغم من سلاسة العملية من الناحية الإجرائية، وتوفير وقت وجهد كبيرين كان المواطنون والمقيمون يتكبدانهما في مراجعة أقسام المرور في طوابير يومية لنقل ملكية سياراتهم، إلا أن مواطنين اشتكوا في اتصالات مع (الرياض) مما أسموه استغلالاً من قبل بعض المعارض في رفع أسعار هذه الخدمة بصورة يرى أولئك المواطنون أن فيها شكلا من أشكال الاستغلال كما وصفوه. وكانت الإدارة العامة للمرور قد خولت معارض سيارات بتنفيذ نقل ملكية السيارات بشكل الكتروني من داخل تلك المعارض عن طريق برنامج تم، مما ساهم في حصول ملاك السيارات على وثيقة فورية مؤقتة تخولهم لامتلاك السيارة خلال دقائق، على أن تصلهم بطاقة استمارة السيارة عن طريق صندوق البريد خلال 24 ساعة داخل المدينة التي تمت فيها العملية، و48 ساعة لأي مدينة أخرى. إلا أن عدم تحديد سقف معين للرسوم التي تتقاضاها المعارض نظير تقديم هذه الخدمة قد أحدث نوعاً من الفوضوية والتفاوت الظاهر في أسعارها بين معرض وآخر، فقد وقفت (الرياض) ميدانياً على أسعار تقديم هذه الخدمة والتي تراوحت ما بين 300ريال إلى 600ريال. هذا وقد برر أصحاب معارض التقت بهم (الرياض) ارتفاع الأسعار وتباينها إلى عدة أمور أهمها المسؤولية التي يتحملها المعرض الذي يتولى نقل الملكية، وكذلك تكلفة صيانة البرنامج والرسوم التي تتقاضاها الحكومة والشركة المزودة لخدمة تم. معارض السيارات وقال سلطان المطيري – صاحب معرض - إن صاحب المعرض يتحمل تبعات جراء نقل ملكية السيارة داخل المعرض، سواء تلك الرسوم التي يتقاضاها المرور وقدرها 75ريالا، ورسوم الشركة المزودة للخدمة وقدرها 75ريالاً كذلك، مما يعني أن المعرض في حالة أن تقاضى 500ريال فإنه في الواقع لم يحصل سوى على 250ريالاً قيمة المكاتبة. وبين المطيري أن السيارة التي تدخل المعرض قد تبقى في المعرض لأيام أحياناً خاصة عندما تحتاج إلى الفحص الدوري، مما يجعلها تحجز أرضية في المعرض، إضافة إلى مسؤولية الحفاظ عليها، مؤكداً أن مبلغ ال 400، أو ال500 ريال ليس كثيراً بالنظر إلى كل ذلك. وأكد المطيري أن ما يحصل عليه صاحب المعرض بالفعل هو مبلغ يتراوح مابين 250 إلى 300ريال وهو مبلغ معقول بالنظر إلى السرعة التي يحصل من خلالها العميل على سيارته وقد أصبحت باسمه، وبالنظر كذلك إلى المسؤوليات والتكاليف التي يتحملها صاحب المعرض من صيانة البرنامج والأجهزة المستخدمة في تنفيذ العملية. وأكد أن تفاوت الأسعار بين المعارض أمر طبيعي بالنظر إلى ظروف كل معرض، مبيناً أن هذا سيؤدي بالأسعار إلى أن تبلغ مستويات أقل، مبيناً أن هناك معارض تنقل الملكية بأقل من 300ريال شاملة الرسوم. من جانبه قال عثمان الزامل – يتعامل ببيع وشراء السيارات – أن تخويل المعارض بنقل ملكيات السيارات هي فكرة لم تنضج بعد، وأنها لصالح أصحاب المعارض أكثر من المواطنين الذين يشترون سيارات وينقلون ملكيتها، مبيناً أن الاستمارات التي ترسل إلى صندوق البريد لا تصل أحياناً. وأكد أن هناك من اشترى سيارة وانتظر لخمسة أيام ولم تصله الاستمارة، مما حدا به إلى الذهاب لقسم المرور والحصول على استمارة سيارته. وقال الزامل إن عدم تقنين تكلفة نقل الملكية ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لأصحاب المعارض لتحديد سعر هذه الخدمة بما يراه صاحب المعرض، وهو ما أدى إلى حالة من الاستغلال حسب تعبيره. وبين أن خدمة نقل الملكية من قبل معارض السيارات ليست مكتملة، مشيراً إلى أن ذلك لا يشمل السيارة التي صاحبها متوفى، ولا تلك التي تملكها امرأة ليس لديها بطاقة أحوال وكذلك التي تنقل ملكيتها إلى من هم أقل من 21 عاماً، وكذلك السيارات التي يزيد وزنها على 3 أطنان، مؤكداً أنه في هذه الحالات الأربع لا يتم نقل ملكيتها إلا عن طريق أقسام المرور. وطالب الزامل بتحديد رسوم محددة تتقاضاها معارض السيارات مقابل نقل ملكية السيارات بدلاً من ترك الأمور بشكلها الحالي.