من جديد، كسبت ادارة النصر الجولة أمام مناوئيه ونجح في إعادة فريقها إلى جادة المنافسة، ليسجل نفسه كأحد الكبار المرشحين لكسب السباق نحو المنصات، فالنتائج الأخيرة، وأعني نتائج النصر في العامين الماضيين برهنت على أن الفريق كان يسير في مساره الصحيح، وأن القرارات التي اتخذتها ادارته المكافحة كانت سبباً رئيسياً في توهج «فارس نجد» من جديد. اعوام طويلة غاب فيها النصر عن المشهد، حتى وصلت جماهيره إلى أشبه مايكون باليأس من تعافي «الأصفر»، ولم تكن بدايات هذه الإدارة مشجعة على الرغم من الضخ المالي الكبير، خذلتها الإخفاقات السابقة، وخذلتها قلة خبرته مع مجيئها، وتزايدت الضغوط، ودخلت في صراعات مع الشرفيين والمنافسين حتى أنهكتها هذه الصراعات وصدتها عن هدفها الأساس، وتعرضت لحرب شرسة من قبل أقطاب شرفية استهدفتها، لكنها صمدت وتمسكت بالنصر، على الرغم من تخلي الجميع عنها. لايمكن الحديث عن إدارة النصر دون التعرض للتغير الكبير في سياستها، انشغلت الإدارة النصراوية بفريقها، واتخذت مساراً هادئاً على الصعيد الإعلامي، وعملت على تقوية الفريق بمدرب جيد، واستقطاب لاعبين مميزين، فالنصر قبل مجيئها لم يغب عن المنافسة داخل الملعب فقط، بل كان حضوره على مستوى التعاقدات مع اللاعبين المحليين ضعيفاً، انتبهت لهذه النقطة وأعلنت تواجد النصر لاعباً رئيسياً في سوق الانتقالات، وتعاقد مع عناصر مميزة ساهمت في دفع عجلة الفريق. وصل الفريق إلى نهائي كأس الملك ومن ثم إلى نهائي كأس ولي العهد، وكان على مقربة من معانقة الذهب من جديد، الفشل في تحقيق البطولات أمر محبط، لكن الادارة التي تخلى عنها الشرفيون وأعلنوا عدم دعمها، تمسكت بخططها وفريقها، وتصدى لكل المشكلات المالية، واختار تغيير نهجه الإعلامي، ليجعل عمله هو مايتحدث عنه، الآن يتصدر النصر سلم الترتيب، وينافس بشراسة على بطولة الدوري ذات النفس الطويل، ربما لايحقق النصر الدوري لكن المؤكد أن حضور النصر هذا الموسم سيكون مختلفاً. هذا الموسم هو الأخير للإدراة نظامياً، والمؤكد أن رحيلها لن يكون مقبولاً في «المدرج الأصفر» الذي هتف لها عند مجيئها وانقلب على عمل إدارته وقت الأزمات ليعود ويكون الداعم الأول للفريق، هذا الدعم جاء رسالة واضحة وصريحة لكل من تخلى عن الادارة النصراوية بأنه لايصح إلا الصحيح.