امتلأت الصحف والبرامج الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي بقراءة نمطية واحدة لمباراة الأهلي والهلال، مفادها أن نتيجة المباراة ذهبت للأهلي من هجمة واحدة، وأن الهلال هيمن على المباراة ولكنه خرج خاسرا بعد أن تخلى عنه الحظ وخذله التحكيم، ومع احترامي لكل من تبنى هذا التقييم الفني إلا أن الذهاب خلفه فيه قصور رؤية لخطة ودهاء مدرب الأهلي، وفيه ظلم للهلال بوضعه داخل إطار الفريق الذي يحتاج للحظ وهفوات الحكم كي يفوز.. مدرب الأهلي لعب بدهاء شديد حينما نصب للاعبي الهلال مصيدة قاتلة تمثلت بالاستدراج والإجهاز السريع، حيث بنى خطته على التحصين الدفاعي بثلاثة خطوط دفاعية، مع ترك الهيمنة الشكلية للاعبي الهلال لإغرائهم بالتقدم نحو مرمى فريقه بدون التحوط للمساحات المتروكة في العمق الأزرق والتي تحولت لمسرح مفتوح للهجمات الأهلاوية السريعة، نتج عنها هدف اللقاء في ظل غياب المرشدي وأسامة هوساوي المتواجدين في عمق ملعب الأهلي، وكادت هذه الخطة الواثقة أن تصيب مرمى العتيبي بأكثر من هدف لولا التسرع الذي صاحب نهايات بعض الهجمات الأهلاوية المعاكسة.. ذهب الأهلي بنقاط المباراة التي وضعته في صدارة الترتيب نتيجة إلمام مدربه بقدرات لاعبيه وتوظيفها التوظيف الأمثل مع قراءته المميزة لواقع الهلال المشحون، الذي دفع مدربه للتهور الهجومي رغبة في كسب اللقاء للخروج من دائرة الشكوك بقدراته كمدرب ورفع الضغوط عن الإدارة الهلالية الملومة بضعف التخطيط للموسم، وهي ضغوط قد تعالج نتيجة مباراة الهلال مع النصر في كأس ولي العهد بعض آثارها إن كانت نتيجة المباراة ذهبت للهلال، أما إن كان النصر قد كسب اللقاء وهو احتمال ضعيف نتيجة معطيات متعددة، فإنه بهذا الفوز قد وضع الإدارة الهلالية في عين العاصفة عبر الطريق الذي رسمه مدرب الأهلي بدهاء مساء الخميس الماضي.. بمناسبة الحديث عن مباراة النصر والهلال في كأس ولي العهد سيخطئ النصراويون كثيرا في حق أنفسهم إن هم أعطوا المباراة أكثر من واقعها، ففوزهم في المباراة لا يعني أنهم أصلحوا كل شؤون فريقهم، وإن خسروا اللقاء فلا يعني أن كل عملهم بلا قيمة، فالنصر يحتاج للكثير من العمل للتخلص من أخطاء الفترة الماضية وسد الثغرات الفنية في هيكلية فريقهم التي قد تساهم التعاقدات النصراوية الأخيرة في حل بعضها ويبقى البعض الآخر مرهونا بمخرجات الفريق الأولمبي وتعاقدات الموسم القادم.. مبروك للأهلي الصدارة التي قد تذهب لغيره إن تمدد الأهلاويون على أريكة الخيلاء، لأنه تبقى في مسار السباق تسع مراحل، والمنافسة على كسب النقاط ستكون أشبه بمعركة النار فيما تبقى من مباريات الموسم بين الفرق الأربعة المتنافسة، وستلعب فرق الوسط دورا مؤثرا في مسيرة فرق المقدمة نحو منصة التتويج، ولا أعتقد أن هذه التصورات غائبة عن رباعي المقدمة، خصوصا أن تقارب النقاط بين المتنافسين سيعطي نقاط كل مباراة قيمة مؤثرة، وسيشعل الإثارة في الجولات القادمة.