لم تكن خسارة نهائي كأس ولي العهد أمراً محزناً لجماهير النصر بالقدر الذي لا نشك انها اكثر فرحة بفريقها المميز وتلك العروض التي قدمها واكدت قدومه الى المنافسة والمضي قدما نحو منصات التتويج بكفاءة عالية وروح لاتعرف اليأس وعطاء يتجدد من مباراة الى اخرى، وعلى الرغم من خسارة كأس ولي العهد امام غريمه الهلال بركلات الترجيح الا ان هذه الخسارة لم تؤثر على الكثير من انصاره الذين لا يتطلعون فقط الى البطولات انما الى فريق قوي ومتماسك، يلحق بخصمه اذا تأخر ويعوّض اذا تقدم المنافس ويتجاوز بالانتصار، وقد لمست هذا الشيء في شخصية وطموح الفريق والحماس الكبير الذي كان عليه طوال المسابقة وفي بطولات اخرى، فبعد ان كان يجد صعوبة كبيرة بالفوز او التعادل على خصمه اذا تقدم نجد الفريق بقيادة المهاجم الخطير محمد السهلاوي يعادل النتيجة ثم يتقدم كمؤشر كبير على تعافي الفريق من وعكته الصحية التي عانى منها خلال الأعوام القليلة الماضية قبل ان تقدم ادارته بقيادة الأمير فيصل بن تركي بعض الحلول التي كان اغلبها ناجحاً، وما اكسبها ثقة الجماهير تعاقداتها المميزة على مستوى الجهاز الفني او اللاعبين الأجانب خصوصا باستوس وحسني عبد ربه فضلا عن الصفقات المحلية التي استحقت الاحترام. كل هذه النجاحات تحسب للإدارة النصراوية التي واجهت العديد من الانتقادات من النصراويين اعلاما وجماهير وشرفيين ومع هذا استطاعت ان تعبر الأمواج المتلاطمة متسلحا بفريق قوي وادوات مميزة وجماهير تزحف خلفه في كل مكان منتظرة منه تقديم هدية لها تتمثل بتجديد المنافسة على كأس الملك والتأهل الى بطولة آسيا. جمال الأداء النصراوي الذي شاهدناه اول من أمس لم يكن فقط في نهائي كأس ولي العهد امام الهلال (ولو فاز بالكأس لكان يستحقه) انما تجاوزه الى فترة سابقة منذ اشراف الأوروغوياني كارينيو على الفريق الذي تغير جذريا واصبح يقدم كرة جميلة ونتائج اسعدت جماهيره المتعطشة الى الإنجازات، وشكل خالد زيلعي وايمن فتيني وشايع وعبدالله العنزي وعمر هوساوي واسماء اخرى بقيادة "الخبير" حسين عبدالغني وبقية الكوكبة الصفراء اضلاع التفوق في الأداء الأصفر الذي اتسم بالقوة والثقة والانطلاقة دائما الى الأمام بعيون متطلعة الى البطولات، وربما يكون من المنصف لهذا الفريق ان لا يخرج من الموسم الا ببطولة تنصفه وتنعش جماهيره الكبيرة، وكم كانت الإدارة النصراوية رائعة وهي تعتبر الخسارة من الهلال في نهائي الكأس كبوة جواد والتفكير من جديد الى الأمام بدلا من ندب الحظ والانشغال بأمور لاتسمن ولاتغني، وتلك هي النظرة الصحيحة التي سترفع من معنويات اللاعبين عقب فقدان الكأس.