في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر العالمي للطاقة لعام 2013 المنعقد بدايجو في كوريا، أشار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين إلى أن العالم سيحتاج لجميع مصادر الطاقة، وعلى رأسها النفط والغاز، لتلبية الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي على الطاقة بحلول العام 2050. وأوضح الفالح في كلمته أمام المؤتمر الذي انعقد تحت شعار "ضمان توفير الطاقة لأجيال الغد اليوم" بأن صناعة الطاقة اليوم أكثر قوة وديناميكية من ذي قبل، ولكنها لا تزال تواجه تحدياً يتمثل في توفير الطاقة النظيفة والحصول عليها بسهولة، لاسيما لمليارات البشر حول العالم الذين يعانون من عدم تلبية احتيجاتهم الكافية من الطاقة. فمع توقع زيادة تعداد العالم بمقدار ملياري نسمة ليصل إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وتوقع زيادة حجم الاقتصاد العالمي ليصل إلى ثلاثة أو حتى أربعة أضعاف حجمه الحالي، يصبح من المؤكد أن يرتفع استهلاك العالم للطاقة بشكل ملحوظ. وفي هذا الصدد، قال الفالح: "نحن بحاجة إلى كل مصادر الطاقة، وإلى تضافر جهود جميع المعنيين بصناعة الطاقة وجميع الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية وكافة هيئات الطاقة ضمن منضومة الطاقة العالمية ليحصل 9 بلايين نسمة على الطاقة التي يحتاجونها ويستحقونها لتحقيق الازدهار". وبيّن أنه حتى في ظل البرامج المتقدمة لإدارة وكفاءة استخدام الطاقة والتي يمكن أن تخفض الاستهلاك، يتوقع أن يكون الطلب على الطاقة أعلى بكثير بحلول عام 2050 في ظل تطلع الأعداد الكبيرة والمتنامية من سكان العالم لحياة مزدهرة. كما أكد الفالح أن أحد العوامل المساعدة على مواجهة تحدي الإمدادات في المستقبل يتمثل في وفرة النفط والغاز حيث يظلان مصدر الطاقة الأساسي للعالم، وأن أرامكو السعودية تعمل على زيادة معدلات استخلاص النفط التقليدي لتصل إلى 70٪، أي أكثر من ضعف المتوسط العالمي الحالي، مع العمل على اكتشاف الكميات الكبيرة غير المستكشفة من موارد النفط والغاز التقليدية وغير التقليدية في المناطق البرية والبحرية على السواء. وأعرب الفالح عن سعادته بأن يعلن أمام المؤتمر أنه بعد عامين من إطلاق أرامكو السعودية برنامجها للغاز غير التقليدي في المنطقة الشمالية من المملكة، تستعد الشركة الآن لتوفير الغاز لمحطة للكهرباء بطاقة 1000 ميغاواط ستغذي مركزاً ضخماً لاستخراج وتصنيع الفوسفات في المنطقة ودفع عجلة التنمية والازدهار لسكانها. غير أنه دعا في كلمته إلى الحكمة في استخدام موارد النفط والغاز التي تعد "درة إمدادات الطاقة الحالية والمستقبلية". كما دعا صناعة الطاقة لتحسين كفاءة استخدامهما وأدائهما البيئي وإطالة أمد استخدامهما عن طريق الجمع بينهما وبين مصادر أخرى للطاقة بشكل ملائم. وأوضح الفالح أنه رغم التحديات والمحاذير التي تحيط بالطاقة النووية والفحم ومصادر الطاقة البديلة والمتجددة، سيكون لهذه المصادر، دون ما شك، دورها الذي تؤديه في مواجهة تحدي إمدادات الطاقة العالمية في المستقبل. وأشار إلى تطلع المملكة ورؤيتها المستقبلية لأن تصبح مركزاً عالمياً للطاقة الشمسية، وداعياً صناعة الطاقة للتعاون من أجل إطلاق العنان لكل إمكانيات الطاقة البديلة والمتجددة. كما أكدّ أنه في نهاية المطاف، ينبغي أن تترك مسألة تحديد مزيج الطاقة المناسب للسوق والتكنولوجيا. ولكن مع الزيادة المتوقعة في عدد سكان العالم وما تستتبعه من زيادة في الطلب، سيكون هناك مكان للجميع في صناعة الطاقة لتحقيق الازدهار "تحت سقف واحد". ثم حدد شروطاً أربعة أساسية لتحقيق النجاح وهي: تبني سياسات وتنضيمات واقعية للطاقة العالمية، والاستثمار بعيد المدى في صناعة الطاقة، ودفع جهود البحث والتطوير والتقنية، والتعاون بين جميع الأطراف المعنية. وقد أشار الفالح في كلمته إلى أن استقرار البيئة الإقتصادية و استقرار السوق أمر بالغ الأهمية لضمان الاستثمار على المدى الطويل من قبل صناعة الطاقة، لافتاً إلى أن أرامكو السعودية قد بذلت استثمارات ضخمة لإنتاج واستدامة أكبر قدر من الطاقة النفطية الاحتياطية في العالم والتي تزيد على مليوني برميل يوميا. وقال: "في العامين الماضيين وحدهما، استخدمنا طاقة احتياطية بأكثر من مليون ونصف المليون برميل يومياً لسد النقص في إمدادات السوق النفطية والمحافظة على استقرار تلك السوق الحيوية التي يحتاجها العالم". وفي ختام كلمته، أكدّ الفالح أن توفير الطاقة بكميات كافية وتكلفة معقولة ونوعية مقبولة لتسعة بلايين نسمة سيكون هو التحدي الذي نواجهه في حياتنا كما سيواجه من يأتي بعدنا، وأن هذا التحدي يتيح كذلك واحدة من أكثر الفرص إلهاماً لنا جميعا.