يمثل العلم في المجتمعات المتقدمة نبراساً يهتدى به في رقي الأمم وحضارتها فالمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لا تألو جهداً في توفير كل ما من شأنه رفعة المواطن وتهيئة سبل العيش الكريم له، ومن هذا المنطلق حرص الصندوق الخيري الاجتماعي على السير وفق منهجية علمية تخدم المواطن وتهدف لنهضة العلم وشحذ همم أبناء هذا الوطن للمساهمة في دفع عجلة التنمية في المجال الاجتماعي، فبرنامج المنح التعليمية الذي يقدمه الصندوق ما هو إلا دليل على ذلك فهو يعمل على توفير فرص دراسية مدفوعة التكاليف للفئات المستهدفة لنشاط الصندوق من الجنسين الحاصلين على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها وذلك لدرجتي البكالوريوس والدبلوم في عدد من التخصصات المطلوبة في سوق العمل بهدف الرفع من المستوى التعليمي لهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الأمر الذي سيؤهلهم بإذن الله إلى الحصول على فرص وظيفية مناسبة تساهم في تحسين مستواهم ومستوى أسرهم المعيشي وتحويلهم إلى منتجين قادرين على إعالة أنفسهم وأسرهم. وتكون آلية تنفيذ ذلك من خلال قيام المختصين في الصندوق بعقد اللقاءات والاجتماعات مع عدد من الجهات المعنية لدراسة وتحديد أهم التخصصات المطلوبة والأكثر حاجة في سوق العمل في كافة المجالات (الصحية،الإدارية،الفنية) ليتم العمل بعد ذلك وبناءً على المعلومات المتوفرة لدى الصندوق على التعاقد مع عدد من الجامعات الحكومية والكليات والمعاهد والأكاديميات الخاصة بالإضافة إلى وحدات خدمة المجتمع التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وذلك في جميع مناطق المملكة. ولا يقتصر عمل البرنامج على ذلك فقط بل يمتد إلى متابعة كافة الطلاب والطالبات المستفيدين من خدماته من خلال إرشادهم بدايةً بما يناسبهم من تخصصات تتواءم مع مؤهلاتهم وقدراتهم بالإضافة إلى متابعتهم بعد التحاقهم بالجهات التعليمية عن طريق الزيارات الميدانية التي يقوم بها المختصون في البرنامج من الجنسين بشكل دوري ومستمر لكافة المؤسسات التعليمية التي تم التعاون معها على مستوى مناطق المملكة وذلك للوقوف فعلياً على مستوى الطلاب والطالبات وتلمس احتياجاتهم وطلباتهم والتي كان لها أكبر الأثر في تقييم عمل البرنامج خلال السنوات الماضية. وقد استطاع برنامج المنح التعليمية ولله الحمد منذ إنشائه وحتى نهاية العام الدراسي الماضي من تقديم ما يزيد عن (23000) ألف منحة تعليمية لدرجتي البكالوريوس والدبلوم موزعة على كافة مناطق المملكة بقيمة تجاوزت المليار ريال، ويسعى البرنامج بإذن الله إلى أن يصل إجمالي عدد المنح التعليمية المقدمة بنهاية العام الدراسي الحالي 1434/1435ه إلى أكثر من (35000) ألف منحة تعليمية، وقد وكان نتاج هذا الجهد المتواصل حصول برنامج المنح التعليمية مؤخراً على جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي في دورتها الأولى تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الرئيس الفخري للجائزة والتي ستكون داعماً بإذن الله لمواصلة المزيد من الجهد والعمل المتواصل والدؤوب. لم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا توفيق المولى عز وجل أولا ثم بتضافر كافة الجهود والتعاون المستمر من قبل كافة الأطراف ذات العلاقة من منسوبي الصندوق ومؤسسات تعليمية حكومية وأهلية وجهات خيرية واجتماعية فشكراً لكل من عمل وأخلص وأنجز. * نائب المدير العام للبرامج