فجع الوسط الاعلامي والثقافي في المملكة ومنطقة الخليج، بالرحيل المفاجئ للأديب والكاتب والشاعر سليمان الفليح، صاحب المقالة الصحفية الشهيرة "هذرلوجيا" التي ابتكرها منذ عدة سنوات وتنقلت معه في أكثر من صحيفة، وكان كاتبا ساخرا ومميزا في تناول الأحداث السياسية والاجتماعية ورصد سلوكيات وتصرفات الشارع، وكان الفليح شاعرا متمكنا وكاتبا بارعا، ويعتبر باحثا في أدب التراث والبادية، ألف اكثر من كتاب، ومنها ما ذهبنا اليه في عنوان هذا المقال لنرثي فيه احد أركان كتاب المقال الساخر، "احزان البدوالرحل". واصدر الكاتب سليمان الفليح العديد من المؤلفات التي ترجمت الى الإنجليزية والروسية والفرنسية والصربية.. ابوسامي كان يترحل ما بين الأردن والكويت والمملكة وعانى الكثير من الترحال والغربة، حتى استقر فيه المطاف في المملكة العربية السعودية، وكان وفياً لها من خلال مواقفه الوطنية أثناء الأزمات والمحن. لكن الغربة ظلت تلاحقة إلى ان مات في غربته التي كان متخوفاً منها. علي القحيص الفليح نبغت عنده ملكة الشعر والإبداع مبكرا، وكان مشجعا للشباب ومكتشفاً للمبدعين من ابناء جيله ومن بعده، وكان يفتش عن اي شاب بدوي مبدع ويحتويه ويشجعه ويدله على طريق الابداع، وقضى مشوارا طويلا من الأدب والشعر والكتابة الصحفية ويعتبر احد شعراء الحداثة في منطقة الخليج وباحثا في الدراسات النقدية والأنتربولوجيا، وهو اسم لامع في الصحافة الخليجية لبراعته ومهارته في فن الكتابة الصحفية الساخرة، ماأهله ان يكون من رواد أعمدة الزوايا الصحفية. سليمان الفليح استفاد من ثقافة الصحراء الواسعة ما ساهم في إثراء معارفه ومعلوماته ونهل منها الكثير من العبر والقيم والدروس، ووظفها في أغراض الشعر والدراسات النقدية. عرفت الراحل سليمان الفليح منذ الصغر وكان مبدعا، ومشجعا لكل من لديه حس صحفي أو موهبة أدبية أوفنية، فقد استفاد من خبرات الكثير من الشباب ابناء جيلي وأعطى الكثير من الأفكار النيرة، وأشرف على الكثير من إصدارات المجلات والدورات في مجال الأدب الشعبي في منطقة الخليج، يعد الفليح خبيرا إعلاميا في صناعة الأدب الشعبي والموروث، لديه مخزون ثقافي كبير وخلفية فكرية مليئة بالمفردات، ويعد من أوائل مطوري المفردة الشعبية وتشجيع انتشارها في المنطقة. رحيل سليمان الفليح مبكرا وهو في أوج عطائه، يعد خسارة كبيرة على الساحة الثقافية في المملكة، ورغم دفق كتاباته ومساهماته، إلا أن في جعبته الثقافية الكثير من المخرون الأدبي، لاسيما انه يملك قلما رشيقا وأسلوبا بارعا في الكتابة الساخرة. رحم الله الأديب المبدع سليمان الفليح وأسكنه فسيح جنانه. * المدير الإقليمي لمكتب "الرياض" في الإمارات