تتالى الأعياد هذا العام فما أن هل علينا هلال عيد الفطر المبارك وغربت شمس يومه الثالث، حتى أشرقت شمس عيد آخر ألا وهو ذكرى اليوم الوطني للمملكة، ولعلنا نستذكر ونحن نعيش هذه الأيام أعز صفحات تاريخ وطننا الغالي، حين انطلق الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ليصنع مع نفر من رجاله المخلصين ملحمة كفاح بطولية من أجل توحيد الجزيرة العربية إذ كانت تفتقد إلى الأمن والإستقرار، وليصنع حلمه الكبير في بناء هذا الكيان الشامخ على أركان القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. هذه البلاد التي لم تكن حالها ترضي أحداً قبل أن يصنع الملك عبدالعزيز مشواره النضالي ومشروعه الحضاري والإنساني، كانت الصورة موحشة، والأمن غائباً والاقتتال والغزو هنا وهناك، ثم بعد ملحمة النضال وتوحيد الوطن شاع الأمن والأمان وتكرس الاستقرار، وتجددت مشاعر الألفة والأخوة الإسلامية والإيمانية بين أبناء الوطن الواحد، واستقرت قواعد مكينة للتنمية والبناء الحضاري والإنساني، وتأسست المملكة الفتية الناهضة على أركان قوية فصارت قوة للاستقرار والأمن في عالمنا العربي، وأحتلت موقع القلب والقيادة في عالمنا الإسلامي، كما هي قبلته المقدسة. وسار من بعده أبناؤه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله وحتى هذا العهد المبارك بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله- ، لتتواصل مسيرة العطاء في كل مناحي الحياة، وارتفع البناء في كل الأرجاء ليعلو صرح الوطن وتتعزز أركانه، ولتتبوأ المملكة مكانها ومكانتها اللائقة تحت الشمس في عالم اليوم تواكب كل ما يموج به من تطور حضاري وعلمي وإنساني، من أجل الإنسان السعودي حاضراً ومستقبلاً. ولمس كل أبناء الوطن خلال هذا العهد الميمون، تواصل العطاء الصادق من أجل الوطن ولأبنائه، ورأينا كيف يكون القائد قريبا من مواطنيه، معبراً عن تطلعاتهم ومستجيباً لآمالهم وطموحاتهم، وساعياً لكل ما يحقق للوطن عزه وللمواطنين كرامتهم ورفاهيتهم، كما نستشعر الجهود الصادقة والمضنية التي يقودها خادم الحرمين لرفعة هذا الوطن ورفاهية مواطنيه.