يعتبر العنب من أقدم النباتات التي عرفها الإنسان على سطح الأرض، فقد عرفته البشريّة بأنه من أفضل الفواكه وأطيبها بفوائدها الطبيّة المتعددة والذي استخدمه الإنسان عبر العصور في طعامه. وتجمع البحوث الطبيّة بانه يعالج الهزال، ويصفى الدم، وينظف القناة الهضمية، ونافع للأمراض المعدية والإمساك. ولا يخلو كتاب من كتب الطب الشعبي من عشرات الوصفات العلاجية الذي يدخل ضمنها العنب، ويساعد كثيراً في علاج مرضى البواسير وعسر الهضم وحصى الكلى والمرارة, ويعالج الأرق, وهو مرطّب للوجه وصديق للجمال. على مسافة 130 كلم شمال بريدة وعلى امتداد أكثر من 40 كلم تنتشر أكثر من 40 مزرعة بمساحات مختلفة تمتد من مركز الصلبية وحتى مركز قليب الترمس، تتميز بجودة انتاجها من محصول العنب والذي يستمر فترة قطافه 4 شهور خلال العام, حيث شهدت المنطقة انتشار المزارع بعد أن حقق المنتج المواصفات العالية لمنتج العنب, والذي فاق وصف المزارعين. صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم أثناء زيارته لمركز الصلبية خلال شهر شوال الماضي أعلن عن إقامة مهرجان للعنب في العام القادم بالقرب من مزارع العنب وتحديداً جوار طريق القصيمحائل السريع عند تقاطع طريق مركز الصلبية, وذلك لعرض المنتج وإبرازه إعلامياً كمنتج وطني فاخر تعتز به منطقة القصيم كرافد اقتصادي مهم، والذي بدوره باركه مزارعو المنطقة ومقدرين دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين لمزارعي العنب بالمملكة ومزارعي القصيم كمنطقة واعدة بالعنب المتميز والذي تشتهر به المنطقة ويأتي الحلواني والحجازي والبناتي كأحد أبرز أنواع العنب بالقصيم. "الرياض" انتقلت لحقول العنب حيث التقت بعدد من مزارعي العنب بمركز الصلبية، حيث أكد المزارع أحمد حضيرم العوفي أن مزرعته عمرها 8 سنوات على مساحة 4 كيلوات في 4 كيلوات تنتج بمعدّل 3500 كرتون عنب يومياً من أجود الانواع وخاصة النوع الحجازي والحلواني والبناتي, مشيراً إلى أن فترة قطاف المحصول تمتد إلى أربعة شهور في مزارع تضم عدداً من الأشقاء والمجاورة لطريق القصيمحائل السريع, وذكر العوفي بأن هناك أنواعاً أخرى سيتم انتاجها في الأعوام القادمة داعياً مراكز الأبحاث إلى التعاون مع مزارعي العنب لإجراء الأبحاث على أنواع أخرى من العنب. سليمان عسكر الحربي والذي يمتلك مزرعة للعنب على امتداد طريق الصلبية - قليب الترمس أن منتج مزرعته يومياً يتجاوز 3500 كرتون يومياً في ظل ضعف بالتسويق, مبيناً أنه لايوجد معونة لمزارعي العنب أسوة بمزارعي النخيل والتي تقدّم سنوياً من حكومة خادم الحرمين الشريفين لمنتجي التمور دعماً للمنتج, وقال: إن كل شجرة عنب تنتج تقريباً 100 كرتون مما يجعل نسبة من المنتج يبقى بالأشجار ولايتم قطفه بسبب نقص العمالة حيث تحتاج المزرعة إلى عمل طيلة العام من قطف وتقليم وتنظيف وري, مشيراً إلى أن البيع للكرتون بالجملة بقيمة 3 ريالات فقط والذي يجعل المزارع لايكاد يحقق مكاسب تذكر. فرحان العوفي أكد أن المزارع بالمنطقة تختص بجودة التربة ومناسبتها لزراعة العنب بأنواعه, وكذلك حلاوة المياه الجوفية والتي لاتتجاوز 300 متر, مبيناً أنه من المزارعين القدماء في منطقة المدينةالمنورة "النخيل" وقد انتقل لمنطقة القصيم ووجد أن زراعة العنب واعدة بمنطقة القصيم نظراً لتوفر مقومات النجاح, واصفاً مهرجان العنب في العام القادم بأنه سيقتحم السوق وسينافس بقوة, ومن خلال المهرجان سيحقق التعريف بعنب القصيم وسيعرّف بالمنتج عبر منافذ البيع المتنوعة بالمملكة, وسيفتح آفاقاً لجمعية متخصصة تعنى بمزارعي العنب بالمنطقة. المواطن عبدالرحمن الدرع أحد المهتمين بمنتج العنب أكد أن توظيف المنتج ليكون عبر كرتون خاص باسم عنب القصيم ليكون له هوية بدلاً من غياب المسمّى لدى المستهلك, وأشار إلى ضرورة ذلك في عرف الأسواق والمنتجات المتنوعة, ولأن المحاصيل من العنب بمنطقة القصيم ناجحة وذات جودة عالية, مثنياً على مبادرة سمو نائب أمير القصيم عندما أعلن عن إقامة مهرجان في العام القادم للتعريف بمحصول العنب المتميز بالمنطقة. المقيطيب بمزرعة العنب العوفي وأبناؤه في مزرعتهم المزارع فرحان عسكر مع محرر الرياض