ألغت أمس رئاسة الجمهورية اجتماعا لمجلس الوزراء كان من المزمع أن يرئسه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حسب ما أوردته معظم الصحف الجزائرية استنادا إلى مصادر وصفتها ب "المؤكدة". وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيه إرجاء عقد اجتماع لمجلس الوزراء في الجزائر حيث يعود تاريخ آخر مجلس ترأسه بوتفليقة إلى 30 ديسمبر 2012 على خلفية توعكه الصحي الذي استلزم نقله في 27 أبريل الماضي إلى فرنسا، ما تسبب في تعطيل دراسة عدد من مشاريع القوانين والتعديلات التي تمس قانون المالية والطاقة والمناجم والعقوبات وقانون السمعي البصري وتأجيل العديد من المهام الرئاسية التي تستلزم حضور الرئيس، وتدخل ضمن صلاحياته الدستورية، والتي لم يكن من الممكن دستوريا للوزير الأول عبد المالك سلال البث فيها رغم الالتزامات الرسمية التي قام بها نيابة عن الرئيس الجزائري خلال فترة الثمانية أشهر التي خضع فيها للعلاج والنقاهة وحتى بعد عودته إلى الجزائر. ويفتح تعذر لقاء بوتفليقة بوزراء الحكومة الجديدة التي أبعد منها 15 وزيرا بموجب التعديل الحكومي الأخير الذي أجراه في 11 سبتمبر الجاري بعضهم بسبب اعتراضهم في الخفاء على ترشحه لعهدة رئاسية رابعة والبعض الآخر بسبب سوء تسيير قطاعاتهم لفترة وجوده خارج البلاد للعلاج، يفتح النقاش واسعا مجددا حول قدرة الرجل على مواصلة تسيير شؤون البلاد إلى غاية رئاسيات 2014 كما يعود بالأصوات التي طالبت بتفعيل المادة 88 من الدستور التي تتحدث عن شغور منصب رئاسة الجمهورية بسبب المرض أو الموت. و لم ير الجزائريون رئيسهم منذ عودته من فرنسا على كرسي متحرك إلا من خلال الصور التي كان يبثها التلفزيون الرسمي والتي كانت تظهر الرئيس وهو يستقبل لثلاث مرات وزيره الأول عبد المالك سلال وقيادات في المؤسسة العسكرية ووزراء في الحكومة السابقة، وهو يوجّه لهم التعليمات ذات الصلة بتسيير شؤون البلاد، وهذا في وقت بدأ الموالون من قيادات سياسية وحزبية وعمالية يتدافعون لإعلان دعمهم لترشحه لفترة رئاسية رابعة مثلما فعل الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أكبر التنظيمات النقابية العمومية في البلاد، واستعداد رجالاته من الوزراء ممن يرئسون أحزابا سياسية أضيفت لحزبي السلطة "الأفلان" و"الأرندي" على رأسهم وزير النقل الحالي عمّار غول الذي يرأس حزب "تاج" لتنظيم اجتماع شعبي ضخم بمناسبة الذكرى التاسعة لتطبيق سياسية المصالحة الوطنية يعلنون فيه دعمهم لترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة. ويعّزز تعذر بوتفليقة ترؤس مجلس الوزراء لمدة أكثر من 10 أشهر التعليقات التي راهنت على استحالة قدرته على العودة لمباشرة مهامه على رأس الدولة بشكل عادي بعدما تحدثت تسريبات للصحافة المحلية خلال وجوده في فرنسا أن الرئيس الجزائري أصيب في وظائفه الحيوية، ثم عودته إلى البلاد فوق كرسي متحرك في صور بثّها التلفزيون الجزائري أثارت الكثير من التعليقات التي طرحت جميعها السؤال: هل سيتمكن بوتفليقة من مواصلة الحكم إلى غاية انتهاء عهدته الرئاسية الثالثة أبريل 2014 أم لا؟